السعودية تتجه لإطلاق بورصة إلكترونية للتمور

تاريخ النشر: 11 سبتمبر 2013 - 11:45 GMT
بدأت صناعة التمور التي تنمو بشكل غير مسبوق في المملكة، تقدم فرصاً اقتصادية ضخمة
بدأت صناعة التمور التي تنمو بشكل غير مسبوق في المملكة، تقدم فرصاً اقتصادية ضخمة

تحقق المملكة اليوم ثمرة بناء سنوات طويلة مملوءة بالتحديات والجهد، وبعد مشوار طويل جداً للبحث عن الذات تجد عديداً من المدن السعودية نفسها في ميزتها التنافسية، بعيداً عن محاولات وجهود ضائعة لخلق صناعة غير متسقة مع قدراتنا ومواهبنا المكتسبة من جيل إلى جيل.

فها هي أسواق ومهرجانات التمور تتنافس اليوم في قرى ومدن التمور في وسط المملكة وشرقها، لقد كشفت الجهود اليوم عن طريق صحيح في تنمية هذه القدرات وتشجيع المواطن على بناء صناعة متينة تستند إلى خبرات وموارد متجدّدة، وبعد أن كانت تلك المهرجانات مجرد لوحات فنية ترسم الماضي لجيل اليوم تحوّلت بشكل دراماتيكي إلى أسواق ضخمة تخلق طلباً غير عادي على التمور في هذه المناطق وتسجل تجربة نجاح فريدة في مجالي الزراعة والتصنيع الزراعي .

ولأن الاقتصاد والأسواق لا ينتظران فقد تطورت هذه الأسواق بشكل لافت حتى كشف لـ ''الاقتصادية'' المهندس عادل الملحم الأمين العام لأمانة الأحساء، عن استعدادات لإطلاق أول بورصة تمور إلكترونية في الأحساء سيتم ربطها ببقية أسواق التمور بمناطق المملكة، وأن هناك خطة لافتتاح مدينة الملك عبد الله للتمور، وأن عمليات البيع والشراء مستقبلاً ستكون عبر الشاشات الإلكترونية.

وهكذا، فصناعة التمور التي بدأت تنمو بشكل غير مسبوق في المملكة، تقدم فرصاً اقتصادية ضخمة، فأصبحت تخلق طلباً على إنتاج مواد كثيرة ذات علاقة بالتصنيع الزراعي، ومنها المواد الحافظة، وصناعات العلب الخاصّة بالتغليف، والنقل، والشحن، إضافة إلى الاقتصاد الزراعي الخاص بالنخيل، وما يقدمه من فرص وظيفية كبرى، مثل الهندسة الزراعية المتخصّصة، وتطوير التقنية، ولذلك فإن نمو هذه الأسواق والمهرجانات والتنافس بين المدن على ذلك أمر في غاية الأهمية لمستقبل البلاد الاقتصادي، ذلك أن إيرادات البيع تتوزع على الكثير من الصناعات المهمة، التي تخلق بدورها الكثير من الفرص.

وهذا ما نوّه إليه أمين الأحساء، فالمهرجان الذي جاء تحت اسم ''للتمور وطن 2013'' في متنزه الملك عبد الله البيئي فتح أمام الشباب 300 وظيفة، يمارسون خلالها عدة مهام وعمليات في المهرجان، ما يتيح لهم فرصة عمل خلال فعاليات للتعرف على التجارة والعمل في السوق التي تعتمد على النشاط الزراعي. ما نحتاج إليه اليوم، هو دعم حكومي غير مسبوق لهذا الاتجاه، دعم بإنشاء البورصة وتقديم أفضل الإمكانات لها، ذلك أن إنشاء هذه البورصة سيخلق منتجات اقتصادية كثيرة ويسهل الكثير من العقود والخيارات التي تعتمد على هذه الصناعة، كما أن إنشاء هذه البورصة يجذب رؤوس أموال ضخمة إلى هذه الصناعة.

من المهم أن تقوم الدولة أيضاً بمنح تسهيلات للمواطنين وتطوير البنية التحتية لهذه الأسواق ومنح دعم للتصدير، ومنح دعم واسع للمنتجات الوسيطة والداعمة والمصانع ذات العلاقة، ومن المهم الانتباه إلى تزامن نمو هذه الأسواق مع بدء الإنتاج في صناعة سيارات النقل المتوسطة في المنطقة الشرقية، فهذه الصناعة تحتاج إلى تطوير سيارات متوسطة فيها الكثير من الخدمات كالسيارات المتوسطة المزودة بثلاجات للحفظ. من المهم أيضاً أن تهتم جامعاتنا بتطوير مراكز أبحاث متخصّصة في اقتصادات هذه الصناعة.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن