عندما تولت تركيا دفة مجموعة العشرين هذا العام كانت تأمل في تقديم نفسها كقوة اقتصادية ناشئة تضع استراتيجية لمعالجة تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، وتعطي الدول منخفضة الدخل صوتا أقوى.
وبينما يجتمع وزراء المالية ورؤساء المصارف المركزية لدول المجموعة هذا الأسبوع في أنقرة يبدو أن تلك التطلعات قد لا تتحقق، حيث أدت الاضطرابات السياسية في الداخل والصراع على الحدود إلى تحويل انتباه تركيا لتصبح في وضع ربما لا يؤهلها لأن تكون سوقا ناشئة نموذجية.
ووفقا لـ "رويترز"، تلقت الثقة في اقتصاد البلاد البالغ حجمه 870 مليار دولار صفعة قوية هذا العام بعدما حرمت انتخابات حزيران (يونيو) حزب العدالة والتنمية الحاكم من القدرة على الحكم منفردا للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات.
وفي ظل تباطؤ النمو الاقتصادي وهبوط الليرة التركية إلى أدنى مستوى لها، يصف رجال الأعمال والمستثمرون عام 2015 بالفعل بأنه "عام مفقود" بالنسبة للاقتصاد التركي، مما يجعل طموحات مجموعة العشرين أقل أهمية على جدول الأعمال.
وقال جوناثان فريدمان المتخصص في الشؤون التركية لدى "ستروز فريدبيرج لاستشارات المخاطر" في لندن: "ليست هناك مساحة كبيرة للتخطيط لكيفية توظيف رئاسة مجموعة العشرين من أجل تحقيق أهداف واضحة"، لافتا إلى أن الاضطرابات الداخلية سحبت كثيرا من رصيد أنقرة على الساحة الدولية.
وقال "قوة تركيا الناعمة تراجعت بسرعة كبيرة خلال السنتين الأخيرتين. ليس لدى تركيا المصداقية نفسها على صعيد مجموعة العشرين كما كان الحال قبل عامين". وفي أول اجتماع تحت الرئاسة التركية في شباط (فبراير) الماضي رسم الوزراء نظرة مستقبلية غير واثقة لنمو الاقتصاد العالمي في ظل سير الاقتصادات الكبرى بسرعات متفاوتة وسياسات نقدية متباينة.
لكن م، وبخاصة أن علي باباجان ــ الرجل الذي حمل مهمة تنسيق رئاسة المجموعة من البداية ــ لم يعد نائبا لرئيس الوزراء ولا حتى عضوا في الحكومة. وعن اجتماعات هذا الأسبوع في أنقرة قال تيموثي آش المختص الاستراتيجي لسوق الائتمان لدى نومورا إن التشديد الذي لا مفر منه للسياسة النقدية من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) ومشكلات الصين العميقة، والتحديات الفردية الخاصة بكل دولة في عديد من الأسواق الناشئة، هي خارج سيطرة مجموعة العشرين. أضاف: "لست واثقا بما يمكن أن تقدمه تركيا بالفعل، علما بأنها ليست لديها حكومة فاعلة.
اقرأ أيضاً:
مجموعة العشرين تبني أهداف لتسريع الاقتصاد العالمي
مجموعة العشرين تخفض مخاطر النظام المالي العالمي بآلية جديدة لإعلان إفلاس البنوك الكبيرة