حذر مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية من الخطر الذي يتهدد العالم العربي بسبب الاستمرار في تجاهل ازمة البطالة معتبرا انها اكبر تهديد يواجهه هذا العالم و مشددا علي أنه لم يعد بالامكان التستر علي الخطير الذي يهدد المنطقة بسبب تفشي وتزايد معدلات البطالة.
واشار المركز في تقرير له حول البطاله وآثارها في العالم العربي الي انه خلال العام الماضي 2004 سجلت منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا أعلي معدل اقليمي للبطالة في العالم حيث شكلت البطاله في دول هذه المنطقة ما نسبته 11.7 بالمائة من قوة العمل بالمقارنة مع المعدل العالمي الذي لا يزيد عن 6.1 بالمائة.والمح التقرير الذي نشر في نشرة اخبار الساعة الصادرة عن المركز الي ان ارقام البطالة هذه تخفي حقيقة الاوضاع المتدهورة بين الشباب حيث يصل معدل البطالة في المنطقة الي 21.3 بالمائة بالمقارنة بالمعدل الذي لا يتعدي ال 13.1 بالمائه .
وبحسب التقرير فان حجم قوة العمل في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا الذي بلغ نحو 104 ملايين شخص عام 2000 سيرتفع الي 146 مليون شخص عام 2010 والي 185 مليون شخص بحلول عام 2020 .واشار التقرير الي انه في ظل تنامي قوة العمل تتنامي ايضا معدلات البطالة وهو ما يتطلب وقفة جاده اما هذه المعضلة وما تمثله من تهديد لاسواق العمل خصوصا وان المنطقة ستكون بحاجة الي 100 مليون وظيفه عام 2010 .
وطالب التقرير، وكما ذكرت صحيفة الراية القطرية، بضرورة العمل علي نمو الوظائف الجديدة بمعدل سنوي لا يقل عن 4 بالمائة من اجل ايجاد 80 مليون وظيفة سنويا حتي عام 2020 .واعتبر التقرير ان البطاله تعد مشكلة اقتصادية واجتماعية معقدة ذلك ان الشخص العاطل عن العمل هو شخص مستهلك في الوقت نفسه ما يعني ان علي الاخرين ان يوفروا له استهلاكه.وعندما يكون معدل البطالة منخفضا وناجما عن الدورة الاقتصادية فان المشكلة تكون سهلة الحل علي الصعيد الفردي ، غير ان الامر ليس كذلك بالنسبة للبلدان العربية حيث معدلات البطالة مرتفعة بشكل كبير وحيث تكون فترات البطالة طويلة للغاية وهي حالة تهدد الاستقرار السياسي والنسيج الاجتماعي للبلد.
وبحسب التقرير فان البطالة تصيب الشرائح الاجتماعية بشكل غير متساو ، فغالبا ما تتركز معدلات البطالة المرتفعة بين اوساط الشباب ، ومن شأن استمرار البطالة لفترات طويلة داخل هذه الشريحة ان تؤدي الي ما يعرف بالاقصاء الاجتماعي ، كما ان الاسر ذات الدخل المنخفض غالبا ما تكون من بين اكبر ضحايا البطالة ، لان خسارة الوظيفة او الاخفاق في العثور علي عمل بين اوساط هذه الشريحة يعني تقليص الموارد لمجموع افراد الاسر.
الي جانب ذلك فإن الافراد الذين يفتقرون الي المهارات والمعارف التي تساعدهم في العثور علي الوظائف غالبا ما يتركزون داخل هذه الشريحة.ولاتقتصر آثار البطالة علي تقلص موارد الاستهلاك بل تمتد الي تشكيل تربة خصبة لظواهر العنف والاضطراب الاجتماعي.ويمكن للبطالة ان تؤدي الي امراض اجتماعية تظهر بشكل تفشي الفقر والادمان والتشرد والبغاء وتشكيل عصابات الاجرام ، الي جانب انتشار المشكلات الصحية وسط الاطفال وشيوع مظاهر التوتر والتحلل العائلي بل وحوادث الانتحار.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)