توقعات: اجتماع «أوبك+» المقبل حاسم .. ترجيحات بتغييرات في مستويات الإنتاج

تاريخ النشر: 22 فبراير 2021 - 06:31 GMT
لفت المختصون إلى أن الأسعار تتلقى دعما من قيود الإنتاج في مجموعة "أوبك+"، التي أدت إلى تحجيم المعروض النفطي
منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)
أبرز العناوين
توقع مختصون ومحللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بفعل استئناف الإنتاج الأمريكي بعد توقف لفترة بسبب موجة الصقيع الشديدة وهي، التي أدت إلى تعطيل 40 في المائة من إنتاج تكساس، وبالتالي تصاعد المكاسب السعرية إلى أعلى وتيرة في 13

توقع مختصون ومحللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بفعل استئناف الإنتاج الأمريكي بعد توقف لفترة بسبب موجة الصقيع الشديدة وهي، التي أدت إلى تعطيل 40 في المائة من إنتاج تكساس، وبالتالي تصاعد المكاسب السعرية إلى أعلى وتيرة في 13 شهرا.

ولفت المختصون إلى أن الأسعار تتلقى دعما من قيود الإنتاج في مجموعة "أوبك+"، التي أدت إلى تحجيم المعروض النفطي، ولكن أنباء متوقعة عن العودة إلى زيادة الإنتاج بدءا من أبريل المقبل أدت إلى توقف المكاسب السعرية وتسجيل تراجعات ملموسة في نهاية الأسبوع الماضي.

وذكر لـ"الاقتصادية"، مختصون أن انخفاض المخزونات الأمريكية، وانتشار اللقاحات الجديدة أسهما في تعزيز معنويات السوق وزيادة الآمال في تعافي الطلب العالمي على النفط الخام في الأمد القصير، ولكن تبقى الضغوط على الأسعار من احتمالات تسارع وتيرة الإنتاج الأمريكي مرة أخرى إضافة إلى تأثير الإصابات الجديدة وظهور الفيروسات المتحورة في عديد من دول العالم.

وأوضحوا أن السعودية حذرت بقوة كل المنتجين من التراخي في تطبيق حصص خفض الإنتاج، وهو ما يعكس رؤيتها العميقة وتحسبها جيدا لمخاطر السوق، التي ما زالت قائمة بقوة تتسبب في ارتفاع حالة عدم اليقين.

ولفت المختصون إلى أن السعودية لخصت الوضع في سوق النفط الخام حاليا بأنها تتسم بعدم اليقين مع التشديد على ضرورة مقاومة المنتجين لإغراءات ارتفاع الأسعار، وحساب خطواتهم القادمة بدقة، وبما يضمن الحفاظ على ما تحقق ودعم توازن السوق بشكل مستدام.

وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو. إتش. إي" الدولية للطاقة إن التقلبات السعرية على الأرجح ستعود إلى الهيمنة على السوق النفطية بعد فترة من الارتفاعات القياسية المتوالية، التي دفعت خام برنت إلى أعلى مستوى في 13 شهرا، حيث تجاوز سعر خام برنت 65 دولارا للبرميل والخام الأمريكي 60 دولارا للبرميل، وذلك لأول مرة منذ فترة ما قبل اندلاع الجائحة.

وأشار إلى أن الارتدادات السعرية تجيء في الأساس بعد تجاوز الإنتاج الأمريكي أزمة الطقس البارد، ومع توقع أن كثيرا من المنتجين سيستجيبون لإغراءات ارتفاع الأسعار والعودة إلى الإمدادات الوفيرة مرة أخرى لافتا إلى أن "أوبك+" حتى الآن تتمسك بضبط النفس والمعالجة المتأنية لتطورات الوضع في السوق.

ويرى، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية إن "أوبك+" مصممة على مواصلة خطة تقييد المعروض النفطي حتى نهاية آذار (مارس) المقبل، وهو موعد انتهاء التخفيضات الطوعية الإضافية من جانب السعودية، ولم يتم تعديل ذلك بشكل طارئ على الرغم من فقد الولايات المتحدة نحو 40 في المائة من إنتاجها النفطي بسبب موجة البرد التي اجتاحت البلاد.

وأشار إلى أن الأسعار ارتدت مرة أخرى من أعلى مستوى لها في 13 شهرا بفعل جنى الأرباح ومخاوف تجدد وفرة المعروض مرة أخرى، ولذا وجدنا انخفاض سعر خام برنت إلى أقل من 63 دولارا، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى أقل من 60 دولارا للبرميل، ولكن أساسيات السوق ما زالت قوية ومتماسكة والتقلبات تجيء في إطارها الطبيعي.

ويقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة إن الاجتماع المقبل لوزراء "أوبك+" هو من الاجتماعات الحاسمة، لأنه من المتوقع أن يشهد تبديلا في مستويات الإنتاج، مشيرا إلى ضرورة العمل حثيثا على احتواء تباين وجهات النظر، فيما يخص تطورات السوق وصعود الأسعار، حيث سيرغب قطاع غير قليل من المنتجين في العودة إلى الإنتاج بكثافة وتعويض تجميد الإنتاج، الذي تم أخيرا عند مستويات يناير الماضي.

ولفت إلى أن زيادة الإنتاج باتت هي الأقرب إلى واقع السوق في الفترة الراهنة، ولكن ذلك لا يعني العودة إلى هبوط أسعار النفط الخام بشكل متصل، لأن العوامل الداعمة للأسعار ما زالت باقية بقوة وبالأخص تنامي طلب الولايات المتحدة على النفط وسط توقعات نحو تجاوز أزمة الوباء بفضل حملات التطعيم المكثفة وعودة ارتفاع الاستهلاك من الطاقة، ولذا نجد المصافي الأمريكية تكثف إنتاج الوقود مرة أخرى.

وتشير أرفي ناهار، مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية إن السعودية تقوم بدور محوري ورئيس في دعم الاستقرار في السوق، وهي تؤكد دوما على الاستعداد للقيام بكل ما يلزم لتحقيق المصلحة العامة للصناعة، وتتلقى مساندة جيدة من روسيا، ولكن روسيا تتعجل زيادة الإنتاج، تحسبا لفقد حصص سوقية لمصلحة الإنتاج الأمريكي المنافس، وترى موسكو حاليا أن سوق النفط قد استعادت بالفعل توازنها.

وأشارت إلى قول نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن السوق متوازنة، وأن الأسعار التي نشهدها اليوم تتماشى مع وضع السوق، مشيرا إلى أن الطلب على النفط كان في الربيع الماضي أقل بنسبة 20 و25 في المائة من مستواه الطبيعي في هذا الوقت، وبحلول نهاية 2020 تقلص الانخفاض إلى من 8 إلى 9 في المائة، موضحة أن الموقف الروسي يؤكد الثقة بتعاف سريع للسوق، خاصة استرداد الطلب، وهو ما يدعو إلى تخفيف قيود الإنتاج – بحسب رؤية روسيا –، ولكن كل المنتجين على قناعة بأهمية تحقيق التوافق في رؤى المنتجين واعتماد الحلول الوسطية للحفاظ على تماسك العمل الجماعي.

ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، نزلت أسعار النفط الجمعة للجلسة الثانية على التوالي لتزداد تراجعا عن ارتفاعات بلغتها أخيرا، إذ بدأت شركات الطاقة في تكساس الاستعداد لاستئناف عمل حقول النفط والغاز، التي تأثرت بفعل موجة من الطقس المتجمد وانقطاع الكهرباء.

وأنهت العقود الآجلة لخام برنت الجلية على تراجع 1.02 دولار أو ما يعادل 1.6 في المائة، إلى 62.91 دولار للبرميل، في حين نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.28 دولار أو 2.1 في المائة، ليبلغ سعر التسوية 59.24 دولار للبرميل.

وعلى أساس أسبوعي، ربح برنت نحو 0.5 في المائة وتراجع غرب تكساس الوسيط نحو 0.7 في المائة، وكان الخامان القياسيان قد ارتفعا هذا الأسبوع لأعلى مستوى في أكثر من عام.

وقال جيم ريتربوش رئيس ريتربوش آند أسوسيتس "نزول الأسعار بهذا القدر الكبير يبدو تصحيحيا، ويأتي بعض الشيء داخل سياق التسارع الكبير لزيادة السعر هذا الشهر". وأفادت بيانات من بيكر هيوز بأن شركات الطاقة الأمريكية خفضت هذا الأسبوع عدد حفارات النفط والغاز العاملة للمرة الأولى منذ تشرين الثاني (نوفمبر).

فقد علقت شركات التكرير في تكساس نحو خمس طاقة تكرير النفط في البلاد وسط انقطاع الكهرباء والبرودة القاسية. وتتوقع مصادر أن تستعد الشركات لاستئناف الإنتاج اليوم مع عودة التيار الكهربائي وخدمات المياه ببطء.

ونزلت أسعار النفط على الرغم من هبوط مفاجئ لمخزونات الخام الأمريكية في الأسبوع الماضي، فقد قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الخميس إن المخزونات تراجعت 7.3 مليون برميل إلى 461.8 مليون برميل وهو أدنى مستوياتها منذ آذار (مارس).