جالت أمس، عبارة واحدة وهي «مشي الطريق»، بين مختلف العابرين والعاملين في المنطقة الحدودية في المصنع، الذي يصدق القول فيه إنه تنفس الصعداء بدءا من الساعة العاشرة صباحاً، مع توارد الأخبار من الداخل السوري حول إعادة فتح الطريق أمام الشاحنات والنقل البري.
فُتح الطريق إذن، وأتى تدفق الشاحنات بعد عبور صهريج مازوت سوري أخر ليل أمس الأول من دون أن يعترضه أحد، وبمواكبة عسكرية من الجيش الذي فرض الأمن على طول الطريق الدولية في البقاع، ما تلقفه الجانب السوري بايجابية أدت إلى فتح الطريق وإزالة حاجز الأمن السياسي عن الطريق الدولية بين البلدين.
وتفيد مصادر مواكبة للملف «السفير»، بأنه «بعد توقف حركة عبور الشاحنات والبرادات في الاتجاهين حوالي شهرين، صدرت ما قبل الساعة العاشرة من صباح أمس، الأوامر السورية، ما أدى إلى انسياب طبيعي لكل الشاحنات التي سبق لسائقيها أن أنهوا معاملاتهم الجمركية، وكانت شاحناتهم لا تزال محتجزة في ساحة جديدة يابوس السورية أو متوقفة على طول الطريق الدولية بين البلدين».
وتقدمت القوافل شاحنات تحمل لوحات سورية، بسبب أن الشاحنات اللبنانية كانت تفتقد لسائقيها الذين أسرعوا مع توارد الأخبار عن فتح الطريق، من قراهم وبلداتهم نحو المنطقة الحدودية في جديدة يابوس، للانطلاق بشاحناتهم إلى ساحة جمارك المصنع التي امتلأت في أقل من ثلاث ساعات، بأكثر من 200 شاحنة عدا عن الشاحنات التي اصطفت على طول الطريق بين البلدين بطول يتجاوز 5 كلم.
السائقون الذين انفرجت أساريرهم، منهم من دخلوا الساحة الجمركية في المصنع بعد احتجاز شاحناتهم في الداخل السوري من تاريخ 21 آذار الماضي قضوها متنقلين بين جديدة يابوس ومنازلهم.
ابتسامات ووجوه مطمئنة ظللت وجوه أصحاب مكاتب التخليص الجمركي وكل العاملين في المنطقة الحدودية، الذين أملوا باستمرار الانسياب الطبيعي والآمن للحركة. وفي هذا السياق، ينوه رئيس بلدية مجدل عنجر سامي العجمي الذي تحدث باسم فعاليات البلدة ومكاتب التخليص الجمركي، بالجهود كافة التي بذلت لانهاء هذه الأزمة الحدودية، وتحديدا الاتصالات والمراجعات التي قام بها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم وقيادة الجيش التي اتخذت قرارا بضبط العبور الآمن على الطريق الدولية.
وفي سياق متصل، طالب وزير الزراعة حسين الحاج حسن في أكثر من نشاط له في اليومين الأخيرين، بتحييد الطريق الدولية وحركة الشحن البري بين لبنان وسوريا عن الصراع السياسي الذي «قد يأخذ الاقتصاد إلى مكان كارثي لا تحمد عقباه، ولن يستثني أحدا من سلبياته في لبنان»، مشددا على «موقف واضح وحازم من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة في حماية التصدير والنقل البري، ولا يأخذنكم أحد في التهويل والصراخ، لأن كل اللبنانيين معكم في موضوع لقمة عيشهم المهددة بشكل كبير في ظل الأزمة الاقتصادية».
وقال الحاج حسن في احتفال أقامته «منظمة الفاو» في «تعاونية الشمندر السكري في كسارة» خصصته لتوزيع معدات تجميع لمزارعي الحليب في البقاع وعكار: «إن ادخال الطريق الدولية في الصراع السوري يعني كارثة للكل، وتدمير سريع للاقتصاد اللبناني».
وفي الإطار نفسه، كان مزارعو البطاطا والحمضيات، ينفذون اعتصاماً تحذيريا احتجاجاً على منعهم من تصدير إنتاجهم إلى سوريا في مقر «غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس».ففي حين حذر رئيس «تعاونية مزارعي البطاطا في عكار» حسين الرفاعي من «اتخاذ إجراءات تصعيدية تصل إلى رمي الإنتاج على الطرقات، وتنفيذ اعتصامات في المناطق كافة»، لم تخلُ كلمة الحاج حسن خلال إطلاقه «برنامج توزيع الأشرطة والمصائد على مزارعي التفاح» في بلدة عينـــــاتا، من الإشـــــارة إلى أن «تعطيل مرور الشاحنات إلى سوريا، أضر حركة الاستيراد والتصدير وأقفل مصانع كثيرة».
بدوره، طالب أمين عام «اتحاد الغرف في لبنان» توفيق دبوسي بـ«إعطاء التعليمات لايدال لمساعدة المزارعين في هذه المرحلة الحساسة».
كما أكد الحاج حسن خلال رعايته حفل تكريم المشاركين في انجاح «المعرض الزراعي الخامس» وإطلاق «المعرض الزراعي السادس 2013»، في لــــقاء أقيم في بعلــــبك، الاســــتمرار في النهوض الزراعي، وعمل المعرض.
من جانبٍ آخر، أصدر الحاج حسن قرارا يتعلق بإخضاع استيراد البطيخ إلى إذن استيراد مسبق يصـــدر عن «مصلحة مراقبة التصدير والاســــتيراد والحجر الصحي الزراعي في مديريــــة الــــثروة الزراعية» بعــــد مــوافقة وزير الزراعة.