ان الناظر في تاريخ منطقة الشرق الأوسط لا بد ان تقع عيناه مباشرة على التطور الذي شهدته المنطقة عموماً، وعلى الإنجازات التي حققتها دبي خصوصاً، في جميع المجالات، فبفضل سياستها الحكيمة، وقيادتها الواعية ونظرتها المستقبلية الثاقبة أصبحت دبي محط أنظار العالم بأسره.فقد كانت حكومة دبي ولا تزال تسعى لرفع المستوى المعيشي لديها، وتضخ أموالاً طائلة لدعم البنية التحتية، بمشروعاتها التي غطت البر والبحر على حد سواء، وكانت أول من خط على الماء سطوراً ستبقى لتقرأها الأجيال المقبلة، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة الخليج الإماراتية.
فمن أهم الجوانب التي ركزت عليها دبي، السياحة، حيث ان كل تلك الأموال التي تصب لدعم البنية التحتية السياحية والترفيهية ستجعل من دبي الوجهة السياحية الأولى عالمياً. حسب صحيفة “جلوب أند ميل” الكندية.وفي بريطانيا في المؤتمر الذي تم تنظيمه في معرض “ريد” السياحي، والذي استمر لمدة أربعة أيام، بينت احصاءات منظمة السياحة العالمية، ان السياحة في الشرق الأوسط ستنتعش بنسبة 7% بحلول 2020 ، لتسبق كل المناطق السياحية في العالم حيث يتوقع ان يصل عدد السياح الى 65 مليون زائر. وتشير الاحصاءات الى ان عدد الزوار للمنطقة وصل الى 28 مليون سائح، استقطبت دبي وحدها 5،4 مليون سائح منهم. وكان أغلب السياح الوافدين الى دبي من المملكة المتحدة والروس، كذلك شكل السياح السعوديون نسبة جيدة، أما السياح من أمريكا الشمالية فوصل عددهم الى 230،000 شخص فقط عام 2004.
ويشكل الطقس المشمس، والشواطئ المجهزة الرائعة الجمال، وكذلك انعدام الضرائب حافزاً كبيراً للسياح للمجيء الى واحتهم المفضلة دبي. وعلى خلاف مدن المنطقة فإن اعتماد دبي على عائدات النفط يصل الى أقل من ربع الدخل المحلي، بينما تأتي السياحة في المركز الأول، بفضل تركيز الحكومة على النهضة السياحية بهدف جعل دبي مركز الشرق الأوسط السياحي والترفيهي. وفي ذلك السياق، يمكننا ان نستعرض بعض الوجهات السياحية في المدينة، ونذكر أولاً شارع الشيخ زايد ومنطقة الجميرا، التي تعمر بمبانٍ أصبحت رمزاً لدبي في كل أقطاب الأرض، مثل برج العرب وأبراج الامارات ومركز ابن بطوطة. كذلك يمكن للسائح رؤية مئات الرافعات التي تعمل ليلاً ونهاراً لبناء الفنادق والمنتجعات السياحية والترفيهية.
ومن أهم ما يتم انشاؤه حالياً، مركز الامارات مول، بتكلفة تصل الى 6،3 مليار دولار والذي يعد الأكبر في العالم.وفي عام 2018، سيقف العالم مذهولاً أمام “دبي لاند” المشروع السياحي والترفيهي الأكبر على كوكب الأرض. كذلك نذكر معجزة جزر النخلة وجزر العالم، التي تشكل الواجهة البحرية للمدينة والتي تغطي مساحة 81 مليون متر مربع، أي ما يزيد على مساحة مدينة “منهاتن”، ومن أهم المقومات السياحية في دولة الامارات “طيران الامارات” الذي يشهد توسعاً منقطع النظير والذي يقف ثابتاً أمام المنافسة العالمية، كأفضل ما يكون.
وفي إطار الثورة السياحية في منطقة الشرق الأوسط، تسعى دول عدة الى التركيز الجانب السياحي لها، مثل عمان وقطر ومصر، وتضخ هذه الدول أموالاً طائلة في الاستثمارات السياحية.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)