أكد سامي القمزي المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية في دبي، أن تبني الدولة سياسات ومبادرات التنمية المستدامة، وضع دبي في مقدمة المدن العالمية التي تقود التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن الإمارات كانت الأولى عربياً وإقليمياً في تبني استراتيجية وطنية للتنمية الخضراء تحت عنوان اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة، والتي أعلن عنها رسمياً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في بداية العام الجاري.
وبدأت مجموعة عمل برنامج شراكة دبي للاقتصاد الأخضر، الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي مايو الماضي، أول اجتماعاتها صباح أمس، بدائرة التنمية الاقتصادية بحضور ممثلين عن الشركاء المؤسسين للبرنامج من دائرة التنمية الاقتصادية متمثلة في مكتب الاستثمار الأجنبي وهيئة كهرباء ومياه دبي، وهيئة الطرق والمواصلات، وبلدية دبي، إلى جانب شركاء من القطاع الخاص وهم دبي القابضة المالكة لمجمع الطاقة والبيئة (إنبارك) العضو في «تيكوم للاستثمارات»، ومجموعة س س لوتاه، وشركة باسيفيك كونترولز سيستمز، وشركة روبينيوس العالمية من القطاع الخاص.
وقال فهد القرقاوي مدير مكتب الاستثمار الأجنبي في الدائرة إن الهدف من الاجتماع الأول لمجوعة العمل، استعراض مبادرة سمو ولي عهد دبي وتوجيهاته، والمبادرات التي قامت بها الجهات الحكومية والخاصة لتحقيق الاقتصاد الأخضر وترسيخ هذا المفهوم ومفهوم الاستدامة محلياً وتعزيز مشاركة القطاع الخاص فيه، وبالتالي إطلاق دبي كمركز رئيس للتقنيات الخضراء في المنطقة، والترويج لها على مستوى العالم.
وأوضح أن الاتجاه للاقتصاد الأخضر هو اتجاه عالمي، حيث يقدر حجم التجارة العالمية في هذا المجال بـ 4 مليارات دولار حتى 2020 حسب إحصاءات مؤسسة غلوبال العالمية.
وعن دور المكتب في مجموعة العمل، أوضح أنه يتمثل في الترويج لدبي كمركز عالمي لتقنيات الاقتصاد الأخضر، عبر جذب الكثير من الشركات الأجنبية إلى الاستثمار في هذه التقنيات، وتسهيل أعمال هذه الشركات في المنطقة.
وتحدث عن أهم الأسواق التي يستهدفها المكتب في هذا الإطار وهي شمال أوروبا، وأمريكا الشمالية والصين، حيث تتميز الشركات هناك بتوافر إمكانات كبيرة في التكنولوجيا الخضراء، وتحديداً في قطاعات الطاقة الشمسية وتحلية المياه، وإدارة المباني بأسلوب يتوافق مع المعايير الخضراء.
من ناحيته، قال ناظم فيصل مدير إدارة صيانة الطرق ومنشآتها، والنائب الثاني لفريق ترشيد الطاقة بهيئة الطرق والمواصلات، إن الهيئة قامت بالعديد من المبادرات في مجال التقنيات الخضراء، وتهدف هذا العام إلى تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 20 بالمئة، حيث قامت قبل شهرين بعملية الإطفاء الجزئي للإنارة في المناطق السكنية بدبي بعد الساعة العاشرة مساء حتى الصباح الباكر، وتعد الهيئة لحملة توعية كبيرة في هذا الإطار بين المستهلكين، إلى جانب الإطفاء والتشغيل المبكر للإنارة في شوارع دبي والذي يوفر في اليوم الواحد 20 دقيقة تشغيل، وحتى الآن يسير الأمر بشكل ناجح بالتعاون مع شرطة دبي وليس هناك أي حوادث مرورية بسبب عملية الإطفاء والتشغيل المبكر. إضافة إلى أن أجهزة دفع رسوم المواقف في دبي تعمل جميعها بالطاقة الشمسية.
وفي إطار التجريب قامت الهيئة بتبديل عدد من إشارات المرور في شارعي مراكش والمنارة بإشارات ضوئية من نظام تشغيل «أل إي دي»، التي توفر طاقة بنسبة 20 بالمئة مقارنة بالإشارات العادية. فيما حالياً دراسة تكاليف الصيانة والعمر الافتراضي للنظام التشغيلي في حال تم تطبيقه بشكل رسمي في دبي.
من جهته قال أحمد سعيد البدواوي، رئيس قسم الدراسات بإدارة المباني ببلدية دبي، إن مشاركة البلدية في مجموعة عمل البرنامج تأتي بهدف جعل دبي مركزاً لتصدير خبرات التقنيات الخضراء من الإمارة إلى دول المنطقة، وتوفير بيئة استثمارية ناجحة في هذا المجال، بعد النمو الكبير والسريع الذي شهدته دبي في السنوات الأخيرة في كافة المجالات.

ان الاتجاه للاقتصاد الأخضر هو اتجاه عالمي