أعلنت أحدث الدراسات التي أعدها خبراء موريتانيون لمصلحة فرع منظمة اليونسيف في موريتانيا أن عدد الأطفال العاملين بلغ نحو 90 ألف طفل (نحو 13% من الشريحة العاملة)، وهو رقم قياسي بالمقارنة مع العدد الإجمالي للسكان نحو 3 ملايين نسمة. وكانت آخر الاحصائيات الحكومية هي تلك التي صدرت عن المكتب الوطني للإحصاء سنة 2000 وأكدت أن عدد الأطفال ما بين السن 10 إلى 14 العاملين تقدر ب 68 ألف طفل.
وأشارت الدراسات الحديثة التي أجريت في هذا المجال إلى خطورة الوضعية بالنسبة للأطفال العاملين والظروف التي يعملون تحتها، مبينة أن غالبية هذه العمالة توجد في المناطق التي يغلب عليها الفقر، وكذلك المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية التي شهدت هجرة الرجال للعمل في المراكز ذات الثقل الاقتصادي، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة الخليج الإماراتية.
وتحتل ولاية كوركول المقدمة في مجال عمالة الأطفال بنسبة 8.23% تليها ولاية كيدي ماغة، فالعاصمة نواكشوط، فيما تعتبر ولاية انواذيبو (العاصمة الاقتصادية)أقل نسبة حيث يوجد فيها نحو 300 طفل عامل فقط.
ويعمل الأطفال في موريتانيا في مجالات كثيرة منها العمل في ورشات النجارة، وباعة متجولون، وخدم، وحمالون، بالإضافة إلى مجالات خدمية أخرى كثيرة.
وأعادت جميع الدراسات أسباب الانتشار المتزايد لهذه الظاهرة إلى الواقع الاجتماعي، وخاصة التفكك الأسري وانتشار الطلاق، وغياب الوعي المدني، فضلا عن الظروف التنموية غير الملائمة.
فيما برأت الجانب التشريعي حيث ان موريتانيا صادقت على جميع الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الطفل، كما عملت على إصدار قانون الأحوال الشخصية والعديد من القوانين والتشريعات القاضية بحماية الطفل وتوفير حقوقه ومنها إلزامية التعليم، فضلا عن إنشاء العديد من الإدارات المعنية مثل كتابة الدولة لشؤون المرأة والمجلس الوطني للطفولة ومسطرة للأحداث الجانحين.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)