حذرت دراسة حديثة صادرة عن منظمة الخليج للاستشارات الصناعية من تحديات كبيرة تواجهها الصناعات الكيماوية في دول مجلس التعاون الخليجي، ودعت الى أهمية أن ترتب هذه الصناعة أوضاعها بما يمكنها من مواجهة المنافسة القوية في الأسواق العالمية.
وأوضحت الدراسة أن دول المجلس تقوم حاليا بإنتاج نحو 30 مادة بتروكيماوية أساسية ووسيطة ونهائية، وتقدر طاقتها الانتاجية الإجمالية عام 2004 بنحو 36 مليون طن، تمثل 7% من حجم الانتاج العالمي، وتستأثر السعودية بنحو 76% من هذه الصناعات، تليها قطر بنسبة تقدر بنحو 11%، وتتماثل تقريباً الكويت والإمارات بنسبة 5،8% لكل منهما، ثم البحرين بنسبة 1،1%. ومن المتوقع حصول بعض التغيرات في هذه النسبة في السنوات القليلة المقبلة إذا ما تم تنفيذ مشاريع خطط التوسع لدى دولة الكويت، ودول المجلس الأخرى.
وأشارت الدراسة، وكما ذكرت صحيفة الخليج الإماراتية، الى أن دول المجلس تعتبر من الأسواق الواعدة للمنتجات البتروكيماوية حيث تقدر إحصاءات عام 2004 استهلاكاً ل 1،8 مليون طن من البلاستيك، أي بمتوسط استهلاك 55 كلجم للفرد الواحد، قياساً الى المعدل العالمي 28 كلجم.
ويذكر أن الصناعات البتروكيماوية تشكل جزءاً من قطاع الصناعات الكيماوية التي تعد أكثر الصناعات التحويلية استقطاباً لرأس المال المستثمر، حيث بلغت نحو 62 مليار دولار، تشكل قرابة 60% من إجمالي استثمارات الصناعات التحويلية في دول المجلس، كما أنها استوعبت نحو 153 ألف مشتغل تمثل أكثر من 20% من مجموع عدد العاملين في الصناعات التحويلية.
وشهدت دول المجلس تطورا كبيرا في صناعة البتروكيماويات، حيث بلغ عدد المصانع عام 2004 نحو 55 مصنعاً باستثمارات تقدر ب 29 مليار دولار، واستوعبت أكثر من 15،6 ألف عامل وموظف. وتحظى الصناعات البلاستيكية والمطاطية بأهمية كبيرة في دول المجلس، إذ يعتمد معظمها على المواد الخام الناتجة عن الصناعات البتروكيماوية النهائية المحلية مثل: البولي ايثيلين، والبولي فينيل كلورايد، والبولي بروبلين وغير ذلك من لقائم، حيث بلغ عدد مصانعها عام 2004 نحو 989 مصنعا تقدر استثماراتها بنحو 3،8 مليار دولار، واستوعبت قرابة 64 ألف مشتغل، ويقدر إنتاجها السنوي بنحو 1،6 مليون طن، أهمها أكياس ومواد التعبئة والأدوات المنزلية والأنابيب والمواد العازلة ومنتجات الفايبر جلاس.
ووصفت الدراسة صناعة البتروكيماويات بأنها من الصناعات الديناميكية لكثرة وتعدد منتجاتها وتركيباتها واتساع نطاق تطبيقاتها في شتى مناحي الحياة المعاصرة، ولذا فهي تتيح لدول المجلس فرصة إعادة هيكلة صناعتها التحويلية بما يحقق المزيد من التكامل والتشابك والتوازن، وبالتالي إعطاؤها المزيد من الصلابة والقدرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)