لنفترض أنك تريد زيادة استثمارك في سوق العملات الرقمية، لكنك لست متأكدًا من الوقت الأمثل للقيام بذلك بالنظر إلى التقلبات العالية التي يواجهها سوق العملات الرقمية الآن. نظرًا لأن التنبؤ ليس الحل، فإن خطة استثمار متوسط التكلفة بالدولار (DCA) هي الطريقة الأكثر ذكاءً من الناحية الحسابية للقيام بذلك.
حتى هذه اللحظة، كان التداول خلال الأزمة العالمية مرهقًا ومرعبًا حتى بالنسبة لمعظم المتداولين المخضرمين. ومع ذلك، لم تكن الأحداث مفاجئة لأن أي شخص تابع أخبار العملات الرقمية لفترة من الوقت قد شهد بالفعل بعض المشكلات التي اجتاحت العملات الرقمية وكذلك الأسواق العالمية.
نظرًا لأن المرحلة الأكثر ظلمة والأكثر صعوبة في السوق الهابطة قد ألقت بظلالها علينا، لم تثبت استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار قوتها في مساعدة المتداولين على شراء العملات الرقمية بحكمة فحسب، بل ساعدت أيضًا في تخفيف الضربة الاقتصادية في مثل هذا الانكماش في الأسواق.
في هذه المقالة، سنشرح هذه الإستراتيجية التي تركز بشكل أكبر على الوقت في السوق بدلاً من توقيت السوق.
ما هو متوسط التكلفة بالدولار؟
متوسط التكلفة بالدولار (DCA) عبارة عن استراتيجية استثمار تراكمي يوزع فيها المستثمر كامل المبلغ الذي خصصه للاستثمار على عمليات الشراء الدورية لعملة رقمية مستهدفة لتقليل التأثير الكلي للتقلب في السعر. لذلك، تتم عمليات الشراء على فترات منتظمة بغض النظر عن سعر الأصل.
بصريح العبارة، لتنفيذ استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار (DCA)، يقسم المستثمر مبلغ الاستثمار بالكامل ويشتري العملة الرقمية المستهدفة في فترات زمنية. يمكن القيام بذلك مرة في الأسبوع، أو مرة في الشهر، أو مرة كل ربع سنة، أو في أي وقت يناسبك.
كيف يمكن لمتوسط تكلفة الدولار مساعدتك على بناء ثروتك الرقمية والبقاء ضمن الميزانية؟
لتلخيص الأحداث وتقريب الصورة لأولئك الذين لا يواكبون الأخبار، الرسوم البيانية للعملات الرقمية تبدو حمراء مع القيمة السوقية الإجمالية أقل من 1 تريليون دولار وانخفاض عملة البيتكوين إلى أكثر من 60٪ من قيمتها منذ أعلى مستوياتها، حيث سارت الأمور من سيء إلى أسوأ ولا يمكن إنكار أن معنويات السوق الحالية هبوطية.
بينما يعتقد بعض المتداولين أنه يجب عليهم كبح جماح خطط الشراء الخاصة بهم، خاصة وأنهم قد مروا الآن بخسائر كبيرة خلال انهيار السوق الهبوطي هذا الذي لا يظهر أي نية على التباطؤ. ورغم انعدام الإيجابية في السوق، فإنه لا يزال وقتًا مثاليًا لشراء العملات الرقمية باستخدام استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار (DCA).
يلجأ العديد من المتداولين الآن إلى متوسط التكلفة بالدولار (DCA) لتمهيد طريقهم إلى العملات الرقمية - إنها استراتيجية مجربة ومختبرة تسمح لهم بإجراء عمليات شراء متكررة صغيرة لتقليل تقلب الأسعار وتشجيع عادات الاستثمار طويلة الأجل.
على سبيل المثال، لنتعرف على سامي. استثمر سامي 100 دولار في البيتكوين كل أسبوع بدءًا من 18 ديسمبر 2017، وهو أعلى مستوى للبيتكوين في السوق الصاعد في ذلك العام تقريبًا، وكان قد استثمر ما مجموعه 16,300 دولار. ستقدر قيمة محفظة سامي بحوالي 65,000 دولار بحلول 25 يناير 2021، وهو ما يمثل عائدًا على الاستثمار يزيد عن 299٪.
بينما في حال استثمر سامي نفس المبلغ البالغ 16,300 دولار في 18 ديسمبر 2017، لكان قد خسر ما يقرب من 8,000 دولار في العامين الأولين. بالطبع ستنتعش محفظته فيما بعد، لكنه كان سيفوت فرصة مضاعفة أرباحه وربما أصبح يخشى الدخول مرة أخرى في سوق العملات الرقمية.
من الضروري أن نتذكر أن استراتيجية متوسط تكلفة بالدولار لا تعمل بشكل جيد إلا إذا تحسنت قيمة الأصل على مدار الوقت. يحسن متوسط تكلفة الدولار من أداء الاستثمارات بمرور الوقت، ولكن فقط إذا ارتفع سعر الاصل المستثمر. لا يمكن لهذه الاستراتيجية أن تحمي المستثمر من مخاطر هبوط أسعار السوق.
