أعدت وزارة التنمية الاقتصادية الروسية مشروع قرار بشأن تشديد العقوبات ضد تركيا، في وقت تتزايد فيه قيود التعامل بين البلدين، في أعقاب إسقاط أنقرة طائرة روسية على الحدود مع سورية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
ونقلت "الألمانية"، عن صحيفة "كوميرسانت" أن القرار الذي أعدت مسودته وزارة التنمية الاقتصادية، يحظر استيراد جميع أنواع المنتجات والخدمات من تركيا، كما يحظر شراء الحكومة الروسية أي شيء من الشركات التركية.
وقال أليكسي ميشكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن على تركيا أن تدفع تعويضا عن إسقاط طائرة حربية روسية الشهر الماضي، مشيرا إلى أن أنقره يجب أن تضمن ألا تقع حوادث مشابهة مستقبلا، وتدهورت العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوياتها في التاريخ الحديث وفرضت موسكو عقوبات على أنقرة.
ومن جانبه، أكد تانجو بيلجيش الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية التركية أن بلاده لا تعتزم تعويض روسيا عن إسقاط طائرتها الحربية "سو ــ 24"، مشيراً إلى أنه يتعين على موسكو أن تتعهد بعدم اختراق طائراتها الحربية الأجواء التركية مجددا. وأقرت روسيا سلسلة من العقوبات الاقتصادية ضد تركيا تشمل قطاعي السياحة والزراعة، وأعادت العمل بنظام التأشيرة بالنسبة إلى المواطنين الأتراك اعتبارا من أول كانون الثاني (يناير) المقبل. من جانبها، بدأت عديد من القطاعات في تركيا البحث عن أسواق بديلة لتعويض الخسائر المحتمل حدوثها نتيجة إعلان موسكو جملة عقوبات اقتصادية، ومن المحتمل أن تكون دول أوروبا والشرق الأقصى وإفريقيا وأمريكا الجنوبية أسواقا جديدة لتركيا.
وتعتزم موسكو فرض حظر على عدد من أنواع الخضار والفواكه الطازجة التي تستوردها من تركيا، اعتبارا من الأول من كانون الثاني (يناير) المقبل، وعلى رأسها الطماطم والبصل والبروكولي والقرنبيط والخيار، إضافة إلى البرتقال والتفاح والكمثرى والفراولة والعنب.
ويزيد إجمالي قيمة ما سيحظر استيراده من خضار وفواكه تركية على 750 مليون دولار، حيث ستطرح تركيا هذه المنتجات في أسواقها الداخلية وعدد من أسواق أوروبا الشرقية ودول الشرق الأقصى.
وتساهم تركيا بنحو 4 في المائة من إجمالي واردات الغذاء الروسية وتمدها بالفاكهة والخضراوات والمكسرات في الأساس، وتشير بيانات الجمارك إلى أن قيمة الواردات الزراعية والغذائية من تركيا بلغت مليار دولار في أول عشرة أشهر من 2015.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن في وقت سابق أن روسيا ليست المصدر الوحيد لتزويد بلاده بالطاقة، إنه من الممكن إيجاد مصادر أخرى، في إشارة إلى قطر وأذربيجان. وتشتري روسيا أغذية ومنتجات أخرى من تركيا تصل قيمتها إلى مليار دولار سنويا، فيما تعد روسيا مزود الطاقة الأول لتركيا، إذ تمدها بـ 55 في المائة من احتياجاتها من الغاز و30 في المائة من احتياجاتها النفطية، وكان من المقرر أن تقيم روسيا أول محطة طاقة نووية لتركيا في منطقة أكويو في صفقة بقيمة 20 مليار دولار.
اقرأ أيضاً:
قازاخستان تحث روسيا وتركيا على التحقيق في إسقاط الطائرة الروسية
داود أوغلو: تركيا ستفرض عقوبات على روسيا إذا اقتضت الضرورة