بدعوة من السيد فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية بدأ أمس الرئيس السوري بشار الأسد والسيدة عقيلته زيارة دولة إلى جمهورية روسيا الاتحادية . وتناولت الاوساط السياسية والاعلامية والاقتصادية باهتمام بالغ عن هذه الزيارة التي تعد خطوة نوعية بكل المقاييس بالنظر للعلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين الصديقين سورية وروسيا.
رجال الاعمال السوريون المقيمون في موسكو ينظرون بدورهم لهذه الزيارة على انها في غاية الاهمية ويعلقون آمالا كبيرة على النتائج الايجابية التي يمكن ان تتركها في الجانب الاقتصادي مشيرين الى ان سورية دولة مهمة في المنطقة وتقع على حدود منابع النفط وان الشركات الروسية يمكن ان تكون منافسا حقيقيا وجديا للشركات العالمية من حيث النوعية والاسعار لدخول السوق السورية. وتحدث رجال الاعمال عن آفاق آخرى للتعاون بين البلدين كالمجال السياحي مثلا موضحين ان سورية تعد مناخا جيدا للسياح الروس ولاسيما بالنظر للعلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الصديقين في البلدين.
وقد وقعت سورية وروسيا اليوم مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية وفي مجال الاستثمار، فيما يواصل وفد مالي سوري مؤلف من وزير المالية الدكتور محمد الحسين وعبد الله دردري رئيس هيئة تخطيط الدولة في سورية، لبحث مسألة الديون الروسية على سورية.
ومن أهم اهداف الزيارة الرئاسية السورية في جانبها الاقتصادي، استكمال مشاريع شراكات سورية مع اوروبا وتركيا وايران بالشراكة مع روسيا استراتيجيا باقامة اسواق مشتركة ومشاريع استثمارية معها، وتبادل الآراء والخبرات فيما يتصل بالتحديث واقتصاد السوق، والاستفادة من الامكانيات الاقتصادية الروسية لتحديث البنية الاقتصادية في سورية، وخاصة في مجالات الطرق والجسور والانفاق والسكك الحديدية والموانئ البحرية والجوية، والاستكشاف بالاعتماد على المعلومات الفضائية الروسية والنشاط الفضائي للأقمار الصناعية الروسية. وكشف مصادر مطلعة ان مسألة الديون لن تكون حائلا أو عائقا أمام تطوير العلاقات الاقتصادية السورية الروسية. والى جانب العديد من الاتفاقات الاقتصادية التي تم انجازها بين سورية والاتحاد السوفياتي السابق فقد استمر التعاون بين البلدين.
يذكر أن حجم التبادل التجاري بين موسكو ودمشق تراجع بمعدل 80% خلال الفترة الأخيرة، بعد ان كان يصل سنويا الى مليار دولار، متضمناً الصفقات المتكافئة، التي كانت تحصل سوريا بموجبها على المعدات العسكرية والتقنية المتطورة مقابل منتجاتها الاستهلاكية والنفط والقطن.
وتستورد سوريا من روسيا السيارات والشاحنات والمعادن وقطع الغيار بينما تصدر دمشق للأسواق الروسية الملابس والأقمشة والمصنوعات الجلدية والمواد الغذائية والعطور.
وتعمل الشركات الروسية في السوق السوري منذ عام 1993 حيث حصلت على اكثر من 25 عقدا عبر المناقصات الحكومية، كان أهمها مناقصة لبناء خطوط أنابيب لنقل النفط بتكلفة 600 مليون دولار.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)