لقد لعبت دولة قطر دورا بارزا في تطوير البنى التحتية ومد الجسور والطرق الرئيسية وإنشاء العديد من الفنادق والمنتجعات السياحية وقامت بكل شيء ماعدا إعادة تأهيل القائمين على السياحة القطرية، ولكن لدينا أشخاص قائمين على تنفيذ هذه الأجندة السياحية من خلال كتاب مرحبا السياحي والذي يحتوي على ما يقارب 500 صفحه ليقوم بدور المرشد السياحي وبأقلام مراسلين أجانب يحملون في عقليتهم الثقافة الأوروبية في التسويق عن السياحة القطرية وفي ظل غياب Qatar Tourism Authority والتي نامت في العسل ولم تعد قادره على إبراز قطر بوجه حضاري يليق بالإنجازات المتعددة والتي رسمت خريطة قطر في أذهان الآخرين كتاب مرحبا بالإنجليزية قد يكون كفيلا في تسويق السياحة في قطر وقد يكون افضل بكثير من إهدار المال في تسويق السياحة واستقطابها إلى المعالم الحضارية في قطر، لم أسمع في حياتي عن وجود وفود بريطانية أو فرنسية تسوق للسياحة الداخلية عندهم، ولكن سمعنا الكثير عن الجولات المكوكية لهيئة قطر للسياحه من أجل تسويق السياحة القطرية، ويا ليت تحقق لنا هدف واحد من هذه الزيارات المكوكية، تم تغيير اكثر من رئيس للهيئة ومازال المستوى دون المطلوب، استخدمنا خطوطنا القطرية العملاقة للتسويق للسياحه القطرية واستخدمنا المعارض الخارجية واستخدمنا الإعلانات في الصحف والمجلات ولكن دون جدوى، نحن نعلم أن فصل الصيف في قطر قد يكون مستحيلا للتسويق للسياحة ولكن دعونا نقول سياحتنا شتوية لدفء الطقس مع وجود أماكن ترفيهيه على مستوى عالمي كسوق واقف وكتارا اسباير ومجمعات تجارية على مستوى عال ومنتجعات وشواطئ ومتاحف متعدده وقلاع تاريخيه وكل ما يخطر على بالك، السؤال يطرح نفسه..
لماذا لا يكون هناك خطة محكمة في تسويق السياحة وتفعيل القائمين على هيئة السياحة القطرية؟ لماذا لا يتم تسويق متاحفنا المتعددة لو علمنا بأن المتحف الإسلامي عبارة عن تحفة معمارية ويوجد به مقتنيات تعبر عن تاريخ قطر وتاريخ الشعوب الإسلامية؟ هذه الأسئلة يجب أن نطرحها حتى نجد الإجابة الشافية للرأي العام. كم أتمنى أن تواكب السياحة القطرية الرؤية الوطنية لدولة قطر لعام 2030 حتى تساهم في نقل الحضارة من جيل إلى آخر، والحفاظ على هوية دولة قطر من حيث التاريخ والعادات والتقاليد التي تحكم هذا البلد الكريم، يجب أن نحافظ على الموروث الاجتماعي والديني وألا نتأثر بثقافات الغرب المستوردة كما نراه الآن من تواجد شجرة الكريسماس في الفنادق والمجمعات التجارية، يجب ألا تطغى على مفاهيمنا العربية الإسلامية الأصيلة، كم هو جميل عندما نرى شجرة جامعة للقبائل والعوائل القطرية والتي عايشت عهد مؤسس الدولة حتى احتفالاتنا لليوم الوطني لهذا المؤسس حتى يتعرف أطفالنا على قبائل دولة قطر بدلا من أن يتعرفوا على شجرة الكريسماس والتي لا تعني لنا شيئا.. نحن لا نختلف مع الجميع في تفهم ثقافاتهم وعاداتهم لأنهم يعيشون بيننا في سلام ولكن لا نريد أن نمحي هوية بلدنا إرضاء لهم. في الختام، نتمنى أن يكون هناك دور أكبر لهيئة السياحة القطرية في إبراز دور قطر الحضاري والريادي من خلال تنظيم خطة عمل منظمه تساهم في تطوير مرافق الدولة السياحية والقيام برفع وتيرة العمل للوصول إلى الرؤية الوطنية لدولة قطر 2030 والتي تعبر عن آمال وآفاق الشعب القطري.