تعتبر شركة هواوي أكبر شركة صينية لإنتاج معدات الاتصالات في العالم، وتنتشر منتجاتها في أكثر من 170 دولة حول العالم.
تأسست الشركة عام عام 1987 في مدينة شنزن جنوبي الصين، من المهندس السابق في جيش التحرير الشعبي رن زتشنغفي، برأسمال يصل إلى 21 ألف يوان صيني، وهو مبلغ لا يزيد على 3500 دولار أميركي.
تتخذ الشركة من مدينة شنزن مقراً لها ، و كذلك أسست مقرها الرئيسي في الشرق الأوسط منذ أكثر من عشر سنوات في البحرين، ويبلغ عدد موظفيها نحو 170 ألفا.
تعرضت شركة هواوي لأزمة في 15 مايو 2019 بعد فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات عليها، حيث اعتبرتها تشكل خطر على الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية التجسس، لأن الولايات المتحدة تعتقد أن الحكومة الصينية تستخدم هواوي للتجسس باعتبار الشركة أكبر مورد لمعدات الاتصالات بالعالم وثاني أكبر شركة للهواتف الذكية ، إلا أن هواوي نفت هذه الادعاءات بشكل متكرر.
وتستمر المواجهة بين هواوي وأميركا حيث قامت الولايات المتحدة بشراء «حصة مسيطرة» في نوكيا الفنلندية و«إريكسون» السويدية، لمواجهة هيمنة «هواوي، ومع بداية الصراع كانت الحكومة الأمريكية انت تقوم بتمديد الحظر مرة كل 3 أشهر في البداية، ثم قامت بتمديد طارئ للحظر 45 يومًا في المرة الأخيرة على أن ينتهي في 15 مايو 2020؛ لكنها الآن تقوم بتمديده لمدة عام كامل.
وتلقت شركة هواوي ضربة جديدة وذلك بعد توقف شركة TSMC أكبر شركة مصنعة للرقاقات في العالم عن بيعها أجزاء أشباه الموصلات الحاسمة إلا بموافقة واشنطن. ويضر هذا الأمر بشدة سلسلة التوريد لهواوي، التي وجدت نفسها في وسط خلاف دبلوماسي عميق بين واشنطن وبكين ، ويسبب هذا القرار الجديد أيضًا مشكلة لشركات مثل (TSMC)، التي لديها مرافق إنتاج قيمة وعملاء في كل من الولايات المتحدة والصين، حيث تمتع الشركة بمزيد من التخصيص بشكل ملحوظ داخل الولايات المتحدة، حيث يشمل العملاء آبل وكوالكوم.
وبالرغم من ذلك إلا أن هواوي ما تزال ترد على ضغوطات أميركا حيث افتتحت شركة الاتصالات الصينية " هواوي" ثاني أكبر متاجرها الدولية الرئيسية في شنغهاي في إطار خطتها لتعزيز علامتها التجارية داخل السوق الاستهلاكية الصينية .
حيث اصطف مئات الزبائن الذين يضعون كمامات في طوابير أمام المتجر الذي تبلغ مساحته 5 آلاف متر مربع، وهو الأكبر لشركة هواوي، الذي يقع في وسط شنغهاي التجاري المكتظ، مقابل متجر منافستها "آبل" ، وكذلك تسعد هواوي لإطلاق الجيل القادم من سلسلة هواتف Mate 40 المتميزة، في وقت قريب من إطلاق شركة أبل أيقونتها آيفون الجديد.
وكان لانتشار فيروس كورونا تأثيره أيضًا على عائدات الشركة حيث حققت نمواً بنسبة 1.4% في الربع الأول، مقابل 39% في نفس الفترة عام 2019.
وفي وسط هذه الأزمات تستعد أميركا لمعاقبة بريطانيا بسبب هواوي حيث أن بريطانيا ستمنح الشركة دوراً محدوداً في بناء شبكات الجيل الخامس للهاتف المحمول، وقالت الولايات المتحدة حينها إن عواقب هذا الأمر ستكون وخيمة.
وأربك قرار هواوي العلاقات العسكرية بين البلدين، إذ إن صفقة شراء بريطانيا لطائرات بوينج أر سي 135 الأميركية، قد تكون تجمدت بالفعل، وفقا لما نقله إيلي ليك عن أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي.
وبسبب العقوبات الأمريكية على بريطانيا تعتزم المملكة المتحدة على منع هواوي من إنشاء شبكات الجيل الخامس بداعي المخاوف الأمنية.
وبعد ذلك قامت هواوي بتفجير مفاجأة بأن العقوبات الأميركية لم يكن لها تأثير فوري على قدرة الشركة على توريد معدات الجيل الخامس إلى بريطانيا.
أما فرنسا تخالف رغبة ترامب وتمنح الأمل لهواوي حيث لن يكون هناك حظر تام على استخدام معدات من هواوي لإقامة شبكة اتصالات الجيل الخامس الفرنسية، إنما النصح لشركات الاتصالات الفرنسية بتجنب التعامل مع الشركة الصينية.
ومع ذلك تستمر هواوي في إصداراتها وإنجازاتها حيث تعتزم عقد قمة سامينا لقادة الاتصالات في دول جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام السابع على التوالي في 9 من تموز تستعرض خلالها دور الجيل الخامس بتعزيز التحول الرقمي .
