"معدلات التجارة العالمية، الاقتصاد الصيني،، وأزمة اللاجئين في ألمانيا وأوروبا"، ستكون ضمن القضايا الرئيسة التي سيطرحها المشاركون وورش العمل والمناقشات غير الرسمية في المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، الذي تنطلق أعماله اليوم في سويسرا وتستغرق أربعة أيام.
وسيشارك في اجتماع العام الحالي جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي، وويليام ألكسندر ملك هولندا، وكل من ليوناردو دي كابريو وكيفين سبيسي من نجوم هوليوود، إلى جانب كبار مديري "وولمارت" عملاق تجارة التجزئة الأمريكي، ومجموعة "رويال داتش شل" للنفط والغاز، وبنك الصين التجاري والصناعي الذي يعد أكبر بنك يقدم القروض في العالم.
فيما سيمثل ألمانيا في المنتدى رئيسها يواخيم جاوك بدلا من المستشارة أنجيلا ميركل، التي ألغت مشاركتها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، علاوة على مشاركة 2500 مشارك حول العالم، ما بين كبار السياسيين ومديري الأمم المتحدة ورؤساء الشركات الكبرى وقادة جمعيات المجتمع المدني.
وقال كلاوس شواب مؤسس ورئيس المنتدى، إن القضايا الاقتصادية المطروحة للنقاش في منتدى هذا العام تتضمن القلق بشأن الاقتصاد الصيني الذي بعث بموجات صادمة عبر أسواق المال، إلى جانب تباطؤ معدلات التجارة العالمية، والسياسة المالية المتراخية في منطقة اليورو، والمخاطر الراهنة لإمكانية إفلاس اليونان.
وأضاف، أن القضية الاقتصادية الأكثر أهمية التي ستطرح للنقاش هي ما أطلق عليه "الثورة الصناعية الرابعة"، التي جاءت في أعقاب الثورة الرقمية. ومصطلح "الثورة الصناعية الرابعة" الذي صكته الحكومة الألمانية يشمل الذكاء الاصطناعي وتزايد أتمتة المصانع والسيارات، إلى جانب التطورات التي تحطم الحواجز بين البشر والتكنولوجيا التي يستخدمونها.
وقبيل بدء أعمال المنتدى قال شواب للصحافيين "إننا نشعر بأننا غير مستعدين بعد بشكل كاف للثورة الصناعية الرابعة هذه، التي ستجتاحنا مثل التسونامي"، مبينا أن هذه التحولات ستسفر عن منتجات ووسائل انتقال أقل سعرا وأكثر كفاءة.
كما أنه في الوقت نفسه يمكن أن تتسبب في توترات اجتماعية، حيث ستصبح أسواق العمل أكثر انقساما بين الوظائف التي تحتاج إلى مهارات عالية تعطي أجورا كبيرة وبين وظائف متدنية المستوى.
ويأتي حديث شواب، تزامنا مع توقعات دراسة لمنتدى دافوس أن استمرار التقدم في التقنيات الرقمية في المصانع والمكاتب يهدد باختفاء ما يزيد على خمسة ملايين وظيفة إجمالا على مستوى العالم حتى عام 2020.
وحسب الدراسة، فإن ما يعرف بـ "الثورة الرابعة" يمكن أن تتسبب في الاستغناء عن نحو سبعة ملايين وظيفة تقليدية في أهم الدول الناشئة والنامية ولكنها لن توفر في الوقت ذاته أكثر من مليوني فرصة عمل ذات كفاءة جديدة. وتستند الدراسة إلى استطلاع رأي بين مسؤولين عن وضع استراتيجيات الشركات ورؤساء أقسام الموارد البشرية في قطاعات عمل جديدة في 15 دولة من بينها ألمانيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا واليابان.
وجاء في الدراسة أن التزايد المستمر في استخدام الآلات ذاتية الحركة "روبوت" والطابعات ثلاثية الأبعاد والتقنية الجينية وتقنية النانو والتقنية الحيوية سيؤدي إلى "تحولات هائلة ليس فقط في النماذج الاستثمارية السائدة بل سوق العمل أيضا".
ونصح كلاوس شواب، الدول بأن تتكيف بشكل أفضل مع "الثورة الرابعة" وأن تكثف استثماراتها في التعليم والوظائف الآمنة مستقبلا.
كما ستحتل أزمة اللاجئين السوريين موقعا مهما في جدول أعمال المنتدى، كمثيله العام الماضي، لكن لم يكن تدفق اللاجئين قد ألقى بظلاله على المناقشات.
ومنذ ذلك الاجتماع وصل أكثر من مليون لاجئ إلى أوروبا، ما أحدث انقسامات بين دول الاتحاد الأوروبي حول قضية اللاجئين.
وفيما يتعلق بالوضع الأمني للمنتدى، فقد حولت سويسرا منتجعها دافوس إلى قلعة حصينة، حيث نشرت خمسة آلاف جندي وألفا من رجال الشرطة ومجموعة من مختصي المفرقات والقناصة، إلى جانب الطائرات المروحية والمقاتلات النفاثة لحماية المشاركين في المنتدى.
وقال فالتر شيليجل قائد الشرطة السويسرية، إن "الهجمات التي تعرضت لها باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تمثل نوعية جديدة من التهديدات للمنتدى الاقتصادي العالمي، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات جديدة".
اقرأ أيضاً:
الوظائف الشاغرة في الإمارات الأعلى من بين الوظائف المطلوبة بالإنترنت!