كشف الانسحاب الاسرائيلي من منطقة بيت حانون يوم السبت الماضي عن حجم الدمار والخراب والتدمير الذي خلفته آليات الاحتلال والتي طالت عشرات المتاجر المقامة داخل معبر بيت حانون في محافظة شمال غزة. وندد رئيس بلدية بيت حانون ابراهيم حمد بشدة بالعدوان الاسرائيلي الذي استهدف عشرات المحلات التجارية وقدر حمد حجم الخسائر المادية لتلك المحلات التي تم هدمها بحوالي مليون دولار مضيفا ان اصحاب تلك المحلات يحتاجون الى مساعدة عاجلة وأعرب عن استغرابه من قيام جيش الاحتلال بهدم هذه المحلات منوها الى ان أصحابها لم يفعلوا شئاً ولم يرتكبوا جريمة يستحقون عليها هدم منازلهم.
أعمال التدمير والهدم لحوالي 120 متجرا تسببت في فقدان عشرات فرص العمل للمواطنين من أصحاب هذه المحلات والعاملين بها حيث أضيفت عملية التدمير هذه للمحال التجارية الى قائمة آثار التدمير والخراب التي شهدتها المنطقة منذ اندلاع الانتفاضة قبل ثلاث سنوات حيث جرفت قوات الاحتلال مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الواقعة شرق المعبر. آلاف المواطنين توافدوا منذ ساعات الصباح الباكر لمحاولة انتشال المواد التموينية التي وجدت تحت الأنقاض. معبر بيت حانون الذي عادة ما يكون مكتظا بآلاف العمال المتجهين الى أماكن أعمالهم داخل الخط الاخضر والمنطقة الصناعية ايرز بدا أمس خاليا من قوات الاحتلال التي انسحبت من المكان بعد تدميره بشكل كامل باتجاه مواقعها العسكرية التي لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن معبر بيت حانون.
وكانت عملية التدمير التي شهدها معبر بيت حانون امس الاول طالت 48 محلا تجاريا بشكل كامل و83 محلا آخر بشكل جزئي وكانت سلطات الاحتلال زعمت اكتشافها نفقا يمر من هذه المحلات استخدمه مسلحان فلسطينيان نفذا عملية فدائية في موقع عسكري اسرائيلي أدت الى مقتل جندي واصابة اثنين آخرين بجروح الخميس الماضي. فيما قال متحدث باسم جيش الاحتلال انه بامكان اصحاب المتاجر رفع دعوى للحصول على تعويضات لكن لم يبق ان سمع أحد بنجاح مثل هذه القضايا التي يرفعها فلسطينيون.
وفي سياق متصل بالخسائر نتيجة الممارسات الإسرائيلية الوحشية، أعلن السيد جبر قديح، رئيس الاتحاد العام للفلاحين،أن حجم الخسائر التي لحقت بمصنع الألبان ومشتقاته الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة دير البلح، بلغ أكثر من 600 ألف دولار. وقال السيد قديح في مؤتمر صحفي :" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت باحتلال المصنع منذ ثلاثين شهراً وعاثت فيه فساداً ودماراً طال كافة معداته التشغيلية، بهدف ضرب الاقتصاد الوطني، كما حرمت مئات الأسر من العيش وجلب قوت أطفالهم منه"، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال نهبت معدات المصنع التي تقدر بمئات آلاف الدولارات. وأضاف :" أن أكثر من 30 عاملاً كانوا يعملون بداخله وينتج ما يعادل من 10 إلى 15ألف لتر حليب بشكل يومي، يتم جمعها من العديد من المزارعين في محافظات غزة"، منوهاً إلى أن قوات الاحتلال كانت تطلق النار بشكل يومي تجاه المصنع ثم قامت باحتلاله وألحقت دماراً هائلاً به وسرقت الآلات، مما أدى إلى تعطيله بشكل كامل.وأوضح قديح، أن المصنع مقام على مساحة تقدر بـ 2000 متر مربع، ويدخل حوالي 3100 دولار بشكل يومي، مشيراً إلى أن بعض المزارعين الذين كانوا يزودون المصنع بالحليب فقدوا ثروتهم الحيوانية نتيجة ممارسات الاحتلال التي ألحقت الدمار والخراب به. ( البوابة)