فلسطين: %62.5 من السكان يعيشون تحت خط الفقر

تاريخ النشر: 15 فبراير 2005 - 08:45 GMT

مع دخول الانتفاضة الفلسطينية عامها الخامس أكد تقرير حديث لمنظمة التحرير الفلسطينية حول تطورات الانتفاضة أن السنوات الأربع الماضية قد شهدت خسائر فادحة الحقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني ودمرت بنيته التحتية وأضرت بالقطاعات الاقتصادية الحيوية . وأوضح التقرير ان السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة تعرضوا لسلسلة من جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان المنظمة وأوقعت خلالها قوات الاحتلال خسائر فادحة في صفوف السكان المدنيين وممتلكاتهم وأوقعت العقاب الجماعي بالسكان ومارست أعمال القتل بدم بارد وبشكل منظم واستخدمت الطائرات الحربية في عمليات قصف جوي استهدفت منشآت ومركبات واغتيال من تدعي انهم مطلوبون لها ولم تراع الحاجات الإنسانية للمرضي والجرحي والمعوقين وشددت من حصارها المفروض علي قطاع غزة حيث لجأت مرات عديدة الي تقسيم القطاع الي ثلاث أو أربع مناطق معزولة وواصلت إغلاق المعابر في انتهاك جسيم لجملة حقوق الإنسان بالنسبة للسكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
كما وشددت من محاصرة وعزل تجمعات سكنية عن محيطها كالمواصي في رفح وخانيونس والسيفا في بيت لاهيا والمعني في دير البلح . وتشكل هذه الأعوام الأربعة ولم تزل محطة هامة في سعي الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة التي أقرها المجتمع الدولي عبر مئات القرارات الدولية التي تؤكد علي حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره توجت برأي محكمة العدل الدولية في يوليو 2004 حول مدى قانونية جدار الفصل العنصري الذي شرعت قوات الإحتلال في اقامته منذ عام 2002. ويشير التقرير الي ان تدمير المنازل جاء نتيجة العمليات العسكرية في قطاع غزة حيث تهدم 1304 مساكن من أول يناير الي نوفمبر 2004 مما أضر بنحو 13350 شخصا وبلغ العدد التراكمي للمساكن التي تهدمت منذ عام 2000 حوالي 2389 مسكناً مما جعل 22963 شخصاً بلا مأوى.
ويشير التقرير، وكما ذكرت صحيفة الراية القطرية، إلى أن الإجراءات الإسرائيلية والمضايقات والإغلاقات أدت الى ارتفاع حاد في البطالة وتبين احصاءات مكتب الإحصاء المركزي الفلسطيني أن نسبة 5و62% من جميع الأسر في النصف الثاني لعام 2004 تعيش تحت خط الفقر ويكشف ذلك ان أكثر من 2و2% من الفلسطينيين يحاولون العيش علي أقل من دولارين يومياً مما يضعهم في مرتبة أدني من خط الفقر الذي حدده البنك الدولي حول العالم حيث أن 8و52% من الأسر الفلسطينية تدهورت أوضاعها وأن حياتها في الوقت الراهن أسوأ مما كانت عليه قبل شهر 3و61% في محافظات الضفة مقابل 6و31% في محافظات غزة وتوقع 5و44% من الأفراد ان حياة أسرهم ستكون أسوأ خلال الشهور الستة القادمة مما هي عليه الآن ومن أهم مظاهر هذه المعاناة انخفاض الدخل الشهري لعدد كبير من الأسر الفلسطينية وهو ما أثر بدوره علي انفاقها في مختلف نواحي الحياة وبخاصة الانفاق علي الغذاء مما يشكل مؤشراً خطيراً علي مدي الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الأسر الفلسطينية ويعاني نحو 3و1 مليون فلسطيني أو 38% من السكان في الأراضي الفلسطينية من عدم الأمن الغذائي منذ منتصف عام 2004 كما أن هناك 26% معرضون لنفس الخطر وهناك خطورة أكبر علي اللاجئين حيث يقدر أن 39% من اللاجئين معرضون لعدم الأمن الغذائي مقارنة ب 36% بين غير اللاجئين الأوضاع الصحية.
ويشير التقرير الي أن الاغلاقات وحظر التجول قد أسفرت عن تدهور الحالة الصحية في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث ان الكثير من سكان القطاع لم يعد قادراً علي الحصول علي الخدمات كما أن زيادة معدلات الفقر وسوء التغذية والضرر المستمر الذي لحق بالبنية التحتية ومرافق الصحة البيئية أضرت كثيراً بصحة السكان الفلسطينيين لاسيما النساء والأطفال. وتشير التقارير الي ان 2و60% من الأسر أي ما يزيد علي 5و2 مليون فرد في الأراضي الفلسطينية شكل لها الحصار عائقاً في الحصول علي الخدمات الصحية وأفادت 5و49% من الأسر حوالي 000و632و1 فرد أن ارتفاع تكاليف العلاج شكل لها عائقاً في الحصول علي الخدمات الصحية وأظهرت دراسات عن مؤسسات دولية ومحلية ان 3و13% من سكان قطاع غزة يعانون من سوء التغذية المزمنة.
وقد تركت حالات الإغلاق وحظر التجول والقتال المنقطع والهجمات العسكرية أثراً نفسياً عميقاً في الأطفال والبالغين الفلسطينيين فقد تعرض الأطفال لإطلاق النار والقتل والضرب والتحرش والترويع في طريقهم الي المدرسة ومنها وقرب منازلهم وفي الضفة الغربية وقطاع غزة يقدر ان أكثر من 90% من الأطفال الفلسطينيين لا يشعرون بأمان ويعتقدون انهم عرضة سهلة للهجوم. ويوضح التقرير ان حالة الطوارئ المستمرة أسفرت عن التعطيل الحاد للعملية التعليمية في 1125 مدرسة ومؤسسة تعليم عالي في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث بلغ عدد المؤسسات التعليمية التي تعرضت للقصف 302 مدرسة ومكتب تربية وتعليم وجامعة وبلغ عدد المدارس التي تحولت الي ثكنات عسكرية اسرائيلية 43 مدرسة كما بلغ عدد الطلبة والمعلمين الذين استشهدوا برصاص الإحتلال الإسرائيلي 679 ومن طلبة المدارس والجامعات والموظفين الذين أصيبوا برصاص الإحتلال الإسرائيلي بلغ 5660 طالبا.
وبالنسبة لإغلاق المعابر فقد استمرت حالة الإغلاق الشامل لمطار غزة الدولي ومعبر بيت حانون فيما استمر الإغلاق الجزئي للمعابر الحدودية المختلفة ، معبر رفح البري ، معبر صوفا ، معبر المنطار ( كارني ) وفي حالة فتح هذه المعابر فإن العمل فيها يقتصر لمدة 6 ساعات علي أقصي تقدير وبطاقم يقل عن 30% من طاقم العمل هذا فضلاً عن المعاناة التي سببتها قوات الإحتلال في مناطق المواصي في رفح وخان يونس والسيفا في بيت لاهيا والمعني في دير البلح جراء الإجراءات الجديدة التي فرضتها قوات الإحتلال لتشدد من قيودها علي حركة السكان.

© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن