أعلنت شركة “ميدل إيست كابيتال غروب” عن اقفال عملية تسنيد لمصلحة شركة “رسامني يونس للسيارات” بنجاح، وقد بلغت قيمتها 20 مليون دولار، وهي اكبر صفقة تسنيد من نوعها في لبنان وإحدى اكبر الصفقات في المنطقة.وقد تولت شركة “ميدل إيست كابيتال غروب” عرض واصدار شهادات التسنيد المضمونة بمستحقات قروض السيارات المشتراة من شركة “ريمكو”، وذلك استنادا الى قانون العقود الائتمانية الرقم 96/520.
وتشكل هذه العملية التي أعدت شركة “ميدل إيست كابيتال غروب” هيكلتها ونظمت اصدارها وادارتها وتوظيفها بشكل كامل، الجزء الاول من برنامج تسنيد مستحقات قروض السيارات للشركة تصل قيمتها الى 75 مليون دولار. وستطبق شركة “ريمكو” هذه العملية لفترة تمتد ما بين ثلاث سنوات وخمس. وقد أصدرت شركة “ميدل إيست كابيتال غروب” هذه الشهادات بضمانة الرهونات على السيارات موضوع القروض، وهي موزعة على فئتين: فئة (أ) وتستحق في أول مارس/ آذار 2006 بمعدل فائدة 6،5% سنويا. وفئة (ب) وتستحق في أول مارس/ آذار 2007 بمعدل فائدة 7،5% سنويا، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة الخليج الإماراتية.
وقد أدخل العديد من التحسينات على هيكلية هذه القروض ضمت عمليات نقدية وضمانات إضافية، حرصا على مصالح حاملي الشهادات.وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة “ميدل إيست كابيتال غروب” وليد مسلم في مؤتمر صحافي أمس انه “على رغم التحديات التي تواجهها السوق اللبنانية، فقد نجحت الشركة في انجاز العملية بسبب جودة المنتج والهيكلية السليمة التي تميزت بها”. ولفت الى ان “التسنيد عموما، يشكل وسيلة ناجعة للشركات لتمويل نموها".
من جهته، تحدث رئيس مجلس ادارة “ريمكو” فايز رسامني عن مميزات هذه العملية كمصدر جديد للتمويل يسمح للشركة بالمحافظة على موقعها الرائد في السوق.وقد وظفت الشهادات بالتعاون مع مصارف تجارية، مؤسسات مالية وشركات تأمين. وتضمنت هذه المؤسسات بنك الموارد، وبنك الاعتماد اللبناني للاستثمار، و”فرست ناشونال بنك”، و”فرنسبنك”، و”فرنسا انفست بنك”، وبنك الشرق الاوسط وافريقيا، و”ميدل ايست كابيتال غروب هولدينغ”، وشركة “فيديليتي للتأمين واعادة التأمين”.
وسترعى شركة “ميدكلير” إدارة مقاصة هذه الشهادات الى جانب اعتمادها لحفظ وتسديد المستحقات. كذلك، قدمت شركة ابو سليمان وشركاه الاستشارات القانونية لهذه الصفقة. وقد أشرفت شركة التدقيق “ديلويت أند توش” بالتوافق مع شركة “ميدل إيست كابيتال غروب” على عينة من محفظة القروض.
على صعيد ثان، صرح محافظ مصرف لبنان رياض سلامة ان لبنان شهد هبوطا كبيرا في الثقة في الاقتصاد بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري لكنه تجنب هروب رؤوس الاموال.وقال سلامة الذي كان قد عينه الحريري انه ملتزم بسياسة ابقاء العملة المحلية الليرة مستقرة وان سوق الصرف «تحت السيطرة».
وقال:" شهدنا رد فعل في الاسواق كان سلبيا بعد اغتيال رئيس الوزراء الحريري بسبب هبوط كبير في الثقة". وأضاف :" ان الأسواق هدأت منذ ذلك الحين.وكان الملياردير الحريري رائد الاصلاح المالي في لبنان والعقل المدبر لإعمار البلاد بعد الحرب الاهلية التي نشبت بين عامي 1975 و"1990. وساعدت تعهداته بإصلاح الاقتصاد وخصخصة ممتلكات الدولة لتقليل دين عام يشل الاقتصاد في اجتذاب تعهدات بتقديم اربعة مليارات دولار من القروض عام 2002 لكن الاصلاحات تعثرت وسط خلافات سياسية بين الحريري والرئيس اميل لحود الذي تدعمه سوريا.
ومن جهتها، اعتبرت رئيسة قسم الاقتصاد في كلية ادارة الاعمال في جامعة البلمند في شمال لبنان الدكتورة غريتا صعب “ان قرار دولة الامارات بالإبقاء على وديعتها الحكومية في لبنان في اشد الاوقات حراجة انما هو قرار مسؤول ويدل على حكمة المسؤولين الاماراتيين وايضا على التزامهم الدعم الدائم للبنان ومستقبله الاقتصادي والمالي”.
ورأت صعب في حديث ل “الخليج”: “ان التأزم السياسي في لبنان اليوم سيكون له تداعيات خطيرة على الوضع الاقتصادي في حال عدم ايجاد حلول سريعة للازمة”.وأكدت انه لا يمكن فصل الانعكاسات السياسية عن الدورة الاقتصادية بالمطلق، بل قد تسبق التفاعلات الاقتصادية وتحدد مراحل سياسية مقبلة كما في الدول الصناعية المتقدمة، أو قد تسبق الامور السياسية وتعكس نفسها على الوضع الاقتصادي كما في دول العالم الثالث، ولهذا لا يمكن ابعاد تداعيات اغتيال الرئيس رفيق الحريري السياسية عن الوضع الاقتصادي لترابطهما الى حدّ يصعب الفصل بينهما.
وأضافت صعب: ومن هذا المنطلق يجب القول ان الرابع عشر من شباط/فبراير 2005 شكل مفصلاً تاريخياً في حياة لبنان الحديث، حيث لابد من ربط الوضع الاقتصادي بالوضع السياسي خصوصاً انه كان للرئيس الحريري خلال السنوات ال 14 الماضية دور كبير في دفع العجلة الاقتصادية من خلال توفير الدعم الدولي وباريس 2 خير شاهد على ذلك. بالاضافة لكونه كان عاملا مهماً في تحفيز المستثمرين وتشجيعهم على المجيء طوال السنوات الماضية على رغم كل الظروف السياسية والمالية التي يتخبط بها البلد.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)