قدرت خسائر لبنان الزراعية خلال شهر من بدء أزمة الحدود مع سوريا والتي تمخضت عن قيام سوريا بأغلاق حدودها مع لبنان في وجه الشاحنات والبرادات المحملة بالبضائع والخضار والمتجهة الى الدول العربية بحوالي 50 مليار ليرة.
وقامت سوريا بأغلاق حدودها الدولية مع لبنان مباشرة بعد تطبيقها للقرار الدولي الخاص بالانسحاب من الاراضي اللبنانية الامر الذي تسبب بارباك الحركة التجارية من والى لبنان. وبفعل هذا الاغلاق تحولت الطرق الدولية المؤدية الى الحدود الى شرايين مضغوطة، حيث عاشت القطاعات الانتاجية والاقتصادية في لبنان حالة من الركود والخسائر التي فاقت ملايين الدولارات.
وعانى سائقو الشاحنات حالة من الاحباط، وتفاقمت أوضاعهم الصحية والنفسية والمادية. وكان ابراهيم الترشيشي رئيس نقابة مزارعي وفلاحي البقاع قد أكد في تصريحا ته على أن أزمة الحدود اللبنانية ـ السورية تسببت بخسائر وصلت الى نحو مليون دولار يوميا وتصل خسائر الموسم الى 50 مليار ليرة لبنانية.واستمرت الازمة الحدودية بين البلدين الى ان قام رئيس وزراء لبنان بزيارة الى سوريا وعقد مباحثات مستفيضة لحل كافة المسائل العالقة.
وكان مكرم عبيد وزير النقل السوري قد قال على أثر الازمة "إن الشاحنات اللبنانية وغيرها من السيارات التي تمر عبر جميع المراكز الحدودية تخضع الى اجراءات جمركية وامنية خشية حدوث أمر ما على غرار ما هو حاصل في لبنان والعراق". وأكد "ان كل الاجراءات المعمول بها ، اتخذت نتيجة لما يحدث في البلدان المجاورة من تفجيرات تستهدف الاستقرار والامن".
و تضاعفت خسائر القطاعات الانتاجية، التي تصدر الى البلدان العربية عبر الطرق البرية السورية، وبلغت ملايين الدولارات، وتفيد بعض المصادر، أن عدداً من المصدرين بدأ تصريف منتجاته بحراً وجواً. ويلفت السائقون الى أن إعاقة المرور تخطت المعقول ودون مبررات، و طال سائقي السيارات السياحية اللبنانية وفي كلا الاتجاهين.
وأوضح الترشيشي، وكما ذكرت صحيفة اليوم السعودية،:" إن ارتفاع اسعار الشحن البحري والجوي يسبب خسائر مادية كبيرة، وعلى الدولة ان تقوم وعبر مؤسسة "ايدال" بدفع الفوارق المادية بين البر والبح". وأضاف ان الشحن عبر البحر لا يشمل ثلاث اسواق عربية كبيرة تستوعب 35% من الانتاج اللبناني وهي سوريا والعراق والاردن"، وقال "إن تكلفة شحن البحر والجو لا يستطيع التاجر تحملها لان مدة وصول الشحنة تستغرق عشرين يوما بينما الشحنة في البر يستغرق وصولها مدى سبعة ايام، وان وصول المنتجات عبر البحر يغرق الاسواق العربية عند وصولها، لانها تصل بكميات كبيرة بينما بالبر يتحكم التاجر بارسال عدد المنتجات التي يريدها".ورأى الترشيشي أن الخط البحري ليس الحل، وعلينا ان نقوم بعلاقات مميزة مع سوريا لانه لا بديل عن الخط البري وخصوصا السوق السورية.
وحول ما يقوله بعض اللبنانيين بأن هناك غبنا يقع على لبنان في الاتفاقيات الموقعة مع سوريا ومن ضمنها اتفاقيات النقل، قال وزير النقل السوري "إن عبور الشاحنات اللبنانية الفارغة من الاراضي السورية، لا تفرض عليها أي رسوم ثم ان الشاحن اللبناني يعامل المعاملة نفسها التي يعامل بها الشاحن السوري، واعطيت له نفس الميزات المعطاة للشاحن السوري".
وأشار الى ان هناك مزايا تفضيلية كثيرة ان كانت في مجال النقل البري او الجوي ايضا، فالطائرات السورية عندما تقطع المجال الجوي اللبناني تقطع مسافة قصيرة جدا، بينما تقطع الطائرات اللبنانية لدى عبورها المجال الجوي السوري مسافات طويلة.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)