يحتل عالم الموضة موقع مهم في الحياة اليومية، لذلك لم يكن على الهامش وأخذ نصيبه من أضرار وباء كورونا الذي انتشر حول العالم وألحق الخسائر في جميع القطاعات.
ترتكز الموضة في محورها الأساسي على عروض الأزياء وإطلاق تصميمات موسمية جديدة.
لذلك عند انتشار وباء كورونا حاولت هذه الصناعة إيجاد منقذ لها فاستخدمت التكنولوجيا للحد من الخسائر، حيث تعتمد صناعة الموضة على الموارد في الصين فهي المورد الأول للنسيج في العالم وهي المكان الذي انطلق منه الفيروس ما تسبّب بإقفال العديد من مصانع النسيج الصينية.
وكذلك تعتبر الصين سوقاً ضخماً للعلامات التجارية الفاخرة حيث تستهلك حوالي 35% من المشتريات الفاخرة على الصعيد العالمي.
وتشير الإحصاءات إلى تراجع مبيعات ومكاسب قطاع الموضة بنسبة 30% منذ مطلع العام الجاري، أي ما يعادل 70 مليار يورو. ومن المتوقع أن يتأثر القطاع بحالة ركود خلال السنوات المقبلة. وغيرت هذه الأزمة أيضًا رأي الجمهور في مسألة الإطلالة، حيث أصبحت آرائهم تميل إلى الإطلالة البسيطة والعملية، سواء في الملابس أو الأحذية أو حتى الإكسسوارات و أيضًا أعادت الجائحة ترتيب أولويات النساء حيث أصبح التركيز على اقتناء مستحضرات العناية بالبشرة أكثر من مساحيق التجميل والمكياج.
طرق لإنقاذ صناعة الموضة:
كانت عروض الأزياء وإطلاق التصميمات الموسمية قبل كورونا تتم في صالات عرض ودور أزياء بحضور عدد من الجمهور، وتحتاج إلى تكاليف عالية من تجهيزات للمكان و عارضات وعارضي أزياء وغيرها الكثير.
أما خلال أزمة كورونا لجأ مصممي الأزياء لإنقاذ هذه الصناعة بإقامة عروض الأزياء بشكل رقمي التي توفر الكثير من التكاليف وتصل إلى نطاق أوسع من الجمهور، وهذه الطريقة لم تكن مفضلة لديهم لكن الظروف الحالية جبرتهم على التعامل بها، في حين بعد استخدامها صرح رئيس قطاع الابتكار في كلية لندن للأزياء، ماثيو درينكواتر، بالقول: «بدأ الناس في التساؤل عن أهمية العروض التقليدية تكلفتها العالية في الوقت الذي تتوافر التكنولوجيا التي تسمح بالوصول إلى قطاع أوسع من الجمهور عبر الفضاء الرقمي».
في حين قال مؤسس شركة «ذا فابريكانت» التي تعتبر إحدى دور الأزياء الرقمية كيري ميرفي: «لا يوجد شكل قياسي محدد للعمل في الفضاء الإلكتروني، ولا يمكن أن يجادل أحدهم بالقول إن أسبوع أزياء الموضة الرقمي يجب أن يكون بهذا الشكل أو غيره، ولا توجد إجابة نموذجية واحدة لهذا الأمر، فالعرض الرقمي يمكن أن يأتي بأي شكل، وكل ما تحتاج إليه الصناعة أو الجمهور أن يكون الأمر مبتكراً ومبدعاً».
و أسبوع الموضة في شنغهاي اعتمد بشكل أساسي على العرض الرقمي بعد التأكد من عدم القدرة على العرض التقليدي
حيث قام بشكل أساسي على البث المباشر للموديلات والنماذج الجديدة، وأساليب البيع التي تشبه قنوات بيع المنتجات التلفزيونية التقليدية، والمناقشات حول اتجاهات الموضة الجديدة.
واعتمد أسبوع الموضة في هلسنكي بفنلندا أيضًا على تجربة الواقع الافتراضي، بهدف الاستمرارية والنجاح.
وهناك ماركات قامت بتغيير خطوط إنتاجها بهدف التقليل من خسائرها، حيث دخلت ماركات شهيرة مثل "زايا" و"برادا" حربا تجارية تنافسية جديدة، لحصد النصيب الأكبر من صناعة الكمامات الواقية من الفيروسات.
حيث تعد برادا" أحدث علامة تجارية للأزياء قامت بتحويل خطوط الإنتاج الخاصة بها، التي تركز عادة على السترات الأنيقة والبلوزات، لتلبية الاحتياجات الناشئة عن أزمة الفيروسات التاجية "كورونا".
وقامت أيضًا مجموعة كيرنج" الشريك الفرنسي لاثنين من بيوت الأزياء العالمية هما "سان لوران" و"بالنسياجا" بإعداد كمامات الوجه للتغلب على أي نقص خلال أزمة فيروس كورونا حيث قدمت لقطاع الصحة الفرنسي ثلاثة ملايين كمامة طبية. ، تتخذ الشركة من باريس مقراً لها وتمتلك أيضًا ماركة "جيوسي" الإيطالية، أن "سان لوران" و"بالنسياجا" ،
في حين أنتجت ماركة "جيوسي" 1.1 مليون كمامة و55 ألف سترة طبية وتبرعت بها لإيطاليا .
في حين أعلن مصمم الأزياء العالمي "كريستيانو سريانو" عن تصميم أقنعة وجه معقمة لعمال المستشفيات في نيويورك.
وانضمت أيضًا علامة "أرماني" لصاحبها الشهير "جورجيو أرماني" إلى جانب ماركات عالمية فاخرة في مواجهة فيروس كورونا ، وأوقفت تصنيع أزياء خاصة بالعلامة ، وعملت على تصنيع ملابس طبية يمكن استخدامها مرّة واحدة فقط.
قامت شانيل بإطلاق خط جديد لإنتاج الكمامات، في خطوة تهدف إلى تعزيز الإمدادات الطبية في ظل انتشار الفيروس في جميع أنحاء البلاد، كذلك أقرت شانيل عدم وضع موظفيها البالغ عددهم 8500، في بطالة مؤقتة تؤدي إلى انكماش حاد في النشاط الاقتصادي.
وفي خطوة مماثلة لشانيل قامت العلامة التجارية الإيطالية "غوتشي" بإنتاج الكمامات والتبرع بها لسد الاحتياج وكذلك تبرّعت غوتشي بأكثر من مليوني دولار، موزعة على صندوق الاستجابة للفيروس التابع لمنظمة الصحة العالمية، ومؤسسة الحماية المدنية الإيطالية، وتستخدم أيضاً منصاتها بوسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع المتابعين على التبرع في حملة "كلنا في هذا معاً".
تعتمد دور الأزياء العالمية بالدرجة الأولى على زبائنها من الصين، حيث يشكلون النسبة الأكبر من مبيعاتها، نتيجة لذلك انخفضت مبيعات بيربري مبيعاتها 40% بعد تفشي فيروس كورونا، و قدرت خسائر العلامات التجارية الأخرى بملايين الدولارات، وأعلنت شركة «كابري هولدينغ» التي تمتلك مايكل كورس وفيرساتشي وجيمي تشو، عن توقعها لخسارة 100 مليون دولار هذا العام.
أهم رواد الموضة العرب وخططهم في كورونا :
1. زهير مراد: المصمم زهير مراد حاول مع فريق عمله جاهدين الاستعداد والتحضير لأسبوع الموضة في باريس لموسم ربيع وصيف 2021، وهو يتعاون مع فريق من المختصين في الأمور التكنولوجية لاسترداد ما هو محفوظ في الحواسيب من أجل تشكيلة ربيع وصيف 2021.
2. إيلي صعب: يؤكد أن الدار مستمرة في بيع تشكيلة الكوتور وفساتين الأعراس والأزياء الجاهزة حسب الجدول المتّفق عليه.
عروض أزياء تم تأجيلها وعروض أزياء نفذت:
1. تأجيل أسابيع الموضة للرجال في نيويورك، ولندن، وباريس
2. المصممون الإيطاليون قرروا نقل عروض الرجال لتنضم إلى عروض النساء التي تستضيفها مدينة ميلانو في شهر سبتمبر
3. لم يقم Giorgio Armani في فبراير الماضي عرضه لأزياء خريف وشتاء 2020-2021 في ميلانو كالمعتاد بل اختار الوسائل الافتراضية
4. ألغت العاصمة الفرنسية عرض المصممة الصينية شيرازي شن وزميلها جاريل زانغ.
5. أسبوع الموضة في لندن : استمر الحدث خمسة أيام وضم عروضا لأبرز المصممين العالميين ومنهم بيربيري وريتشارد كوين في ظل انتشار وباء فيروس كورونا المستجد حول العالم. وتضمن أسبوع الموضة الذي ينظم في العاصمة البريطانية أكثر من 60 عرضا.
رغم انتشار فيروس كورونا بقيت هناك من الماركات العالمية تتطور وتنجح في سبيل الاستمرارية .