اختتم أسبوع المركز المالي، سلسلة المؤتمرات السنوية المختصة بقطاع المال والأعمال التي ينظمها مركز دبي المالي العالمي، أعماله اليوم بتوصيات من قادة القطاع تحث منطقة مجلس التعاون لدول الخليج العربية على الاستفادة من الفرص العديدة التي ستنشأ مع تحسن الظروف. وأجمع المتحدثون والمشاركون في المؤتمرات والجلسات التي أقيمت خلال الأسبوع على أن المنطقة تمتلك من الموارد ما يضمن قدرتها على مواجهة مرحلة التباطؤ الاقتصادي التي يمر بها العالم.
وشارك ما يزيد على 500 من الخبراء وقادة الشركات العالمية من أكثر من 30 دولة، بما فيها مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومختلف أنحاء العالم، في دبي لمناقشة التحديات الأساسية والفرص المتاحة في ظل الأزمة الحالية.
وقال معالي الدكتور عمر محمد أحمد بن سليمان، محافظ مركز دبي المالي العالمي ونائب رئيس مجلس إدارة مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي: "شهد أسبوع المركز المالي على مدى الأيام الأربعة الأخيرة العديد من النقاشات المعمقة، واستمعنا إلى رؤى مهمة حول قضايا قطاع المال والأعمال في منطقة الشرق الأوسط. وغطت النقاشات طيفاً واسعاً من القضايا الأساسية واطلعنا على وجهات نظر متنوعة. واتفقت الآراء على أن المنطقة تمتلك الموارد والمقومات الكافية لمواجهة الأزمة المالية الحالية، فضلاً عن استمرار توفر مزيد من الفرص للنمو".
وتناولت مواضيع "أسبوع المركز المالي" جملة من القضايا المحورية، بما فيها دور الشركات العائلية في الاقتصاد، وكيف يمكن تحويل التحديات إلى فرص للنمو، وقدرة دبي على تلبية التزاماتها المالية، واستجابة الحكومة للضغوط الجديدة على أسواق المال، وهيكلية الإطار التنظيمي لقطاع الخدمات المالية الإسلامية، والأوضاع الجيوسياسية لقطاع الطاقة، والأسواق الناشئة خلال وما بعد الأزمة المالية، وكيفية استعادة الثقة بأسواق المال العالمية.
وأدلى المتحدثون والمشاركون بتصريحات مهمة استعرضوا فيها رؤيتهم لشؤون القطاع، وفي ما يأتي أبرزها.
وقال معالي الدكتور عمر محمد أحمد بن سليمان، محافظ مركز دبي المالي العالمي ونائب رئيس مجلس إدارة مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي: "تتيح الأزمة المالية العديد من الفرص الاستثمارية في المنطقة ومختلف أنحاء العالم بالنسبة للشركات العائلية التي ينبغي لها التركيز على القيمة الجيدة للأعمال. وطالما أن الاستثمار يشكل صفقة جيدة في الوقت الحالي، فإنه سيحقق عائدات مجزية مستقبلاً. وستواصل الدورة الاقتصادية العالمية حركتها، وعندما تدخل مرحلة جديدة، ستتضح أهمية وحكمة الاستثمارات الجيدة".
وقال أحد المتحدثين في قمة مركز دبي المالي العالمي للشركات العائلية: "إذا كنت تمتلك السيولة، فهذا هو الوقت المناسب لاستثمارها، إذ إن القيمة الجيدة تبقى جيدة على الدوام، وحتى لو انخفضت قيمة الأصول خلال العام أو العامين المقبلين، فإنها ستحقق عوائد جيدة على المدى البعيد".
وقال محمد علي العبار، عضو المجلس التنفيذي لإمارة دبي ورئيس المجلس الاستشاري الذي تم تشكيله لدراسة انعكاسات الأزمة المالية على دبي، ورئيس مجلس إدارة إعمار العقارية: "إن الحكومة قادرة على الوفاء بالتزاماتها وستقوم بذلك. فلا تسمحوا للشك بأن يساوركم حول هذه الحقيقة".
وقال العبار أيضاً: " لقد قبلنا التحديات التي تواجهنا وتواجه العالم. ونحن مدركون تماماً لأبعاد هذا الواقع الجديد. إن أقدامنا ثابتة على الأرض، وأعيننا تتطلع نحو آفاق جديدة، نحو مستقبل لا نزال نراه مشرقاً. إننا في دبي واقعيون، ولكننا في ذات الوقت متفائلون. لقد تصدينا في السابق لتحديات كبرى، وسنتصدى لها مجدداً".
وقال نادر سلطان، رئيس مجلس إدارة "إكراوس بتروليوم" والرئيس التنفيذي السابق لشركة نفط الكويت: "نتطلع جميعاً إلى حدوث تغيير فعلي في سياسة الولايات المتحدة في ما يخص سعيها إلى الاعتماد كلياً على نفسها في مجال الطاقة، خاصة وأن التعاون في هذا المجال يقود بالضرورة إلى تحقيق الأمن والاستقرار لجميع الدول على صعيد إمدادات الطاقة".
وقال الدكتور كيفن دبليو لو، مدير والرئيس التنفيذي للشؤون المالية في الوكالة الدولية لضمان الاستثمار التابعة لمجموعة البنك الدولي: "ربما لا تسيطر الأسواق الناشئة على الاقتصاد العالمي ولكن سيكون لدينا عالم يتم فيه تقاسم السلطة بين أطراف متعددة، وستشارك جميع القوى الاقتصادية الرئيسية في صنع القرارات".
وقالت هاري بامبرا، شريك أول "برازيدوم": "يمكن للإطار التنظيمي أن يشكل دعماً أو عائقاً بالنسبة لقطاع الخدمات المالية الإسلامية، وإذا تم تشديد المتطلبات التنظيمية بشكل مبالغ به فسيؤدي ذلك إلى عرقلة نمو القطاع".
وقال إقبال أحمد خان، الرئيس التنفيذي لشركة الفجر كابيتال: "ستطال الأزمة المالية ميزانيات مكافحة الفقر حول العالم، وهناك خطر كبير من اتساع الهوة التي تفصل بين الأغنياء والفقراء. وبإمكان قطاع الخدمات المالية الإسلامية القيام بدور محوري في مساعدة الشرائح الأكثر فقراً في المجتمع من خلال توفير حلول مبتكرة لتقديم الدعم لهم".
وقال عارف مسعود نقفي، مؤسس والرئيس التنفيذي "أبراج كابيتال": "في هذه الأوقات، أكثر ما نحتاجه هو التركيز على الحدس الوجداني، إذ علينا العمل على تعزيز الثقة، وربما تصلكم فكرتي بوضوح أكبر عندما نتذكر أن ’الثقة‘ هي عبارة عن مفهوم مجرد لا يمكننا رؤيته أو لمسه، ولكن يمكننا إدراكه والإحساس به. والثقة قادرة على إيجاد الدافع لاستعادة الثقة".
وشارك في "أسبوع المركز المالي" ما يزيد على 70 متحدثاً من أسواق العالم الرئيسية في 21 جلسةً للنقاش، إضافة إلى ندوة تلفزيونية حول كيفية استعادة الثقة في أسواق المال العالمية.
وأتاحت قمة مركز دبي المالي العالمي للشركات العائلية، التي أقيمت بالتعاون مع منتدى ثروات للشركات العائلية، منصة لتبادل الرؤى والأفكار حول استراتيجيات النمو، والفرص والتحديات التي تواجه الشركات في المنطقة والعالم. وتناولت القمة، التي شارك فيها ممثلون عن أكثر من 75 شركة عائلية من منطقة الشرق الأوسط، على الأزمة المالية العالمية وأهمية إجراء دراسات واقعية وتحليلات معمقة من أجل القيام باستثمارات حكيمة.
وشهد "منتدى مركز دبي المالي العالمي"، الذي انعقد يومي 24 و25 نوفمبر، سلسلة من جلسات النقاش بمشاركة خبراء ومحللين وقادة الشركات من مختلف أنحاء المنطقة والعالم والتي تناولت القضايا الأساسية التي تواجه المنطقة.
وافتتح المنتدى بجلسة تناولت التوقعات الاقتصادية في منطقة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعالم في عام 2009. وغطى المنتدى جملة من المواضيع، بما فيها أهمية استقطاب الاستثمارات الخارجية، والجيل الجديد من الخدمات المالية الإسلامية، والفرص والمعوقات التي تواجه المرأة في قطاع الأعمال في منطقة الخليج، والعوامل الجيوسياسية لقطاع الطاقة في حقبة من التغيير الهيكلي، والشركات الناشئة في قطاع بدائل الطاقة.
وأكد المتحدثون أن دبي ستتخذ الإجراءات الكفيلة للحد من انعكاسات الأزمة المالية العالمية، وأن الحوكمة قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية. وقالوا أن القطاع العقاري يشهد حركة تصحيحية سليمة وأن المجلس الاستشاري للإمارة ستعاون مع المطورين الرئيسيين من أجل إدارة الطلب على المشاريع الجديدة.
واختتم "أسبوع المركز المالي" في 26 نوفمبر بمؤتمر أخير بعنوان: "التعريف بمقومات دبي"، الذي تضمن سلسلة من ورش العمل حول الجوانب العملية لتأسيس الأعمال في دبي، بما في ذلك الجوانب القانونية والتنظيمية، وجمع رأس المال، وفهم السمات الثقافية للعيش والعمل في الإمارة.
وأقيم أسبوع المركز المالي برعاية ودعم مجموعة من أبرز الشركات والمؤسسات في المنطقة، حيث يحظى برعاية بلاتينية من قبل "دويتشه بنك" وأبراج كابيتال"، وبرعاية كل من "إيتاو للأوراق المالية" وجولدمان ساكس"، إضافة إلى دعم مجموعة كبيرة من الشركات والهيئات الرائدة، بمن فيها "ألفاريز آند مارسال"، و"كونيرز"، و"ديل آن بيرمان"، و"الإمارات دبي الوطني"، و"جرانت ثورنتون"، و"هايز"، و"المعهد الدولي للتدريب على الامتثال – الشرق الأوسط"، و"كيرشو ليونارد"، و"لاتام آند واتكنز"، و"إم كوميونيكيشنز"، و"نورتون روز"، و"الاتحاد العقارية". ويقام حفل استقبال أسبوع المركز المالي برعاية "صن جارد"، بينما تنعقد قمر مركز دبي المالي العالمي بالتعاون مع "منتدى ثروات للشركات العائلية".
وضمت قائمة شركاء المعرفة لـ "أسبوع المركز المالي" كلاً من "التميمي ومشاركوه" و"مجموعة العمل البريطانية" و"مركز DIFC للامتياز" و"أكسفورد أناليتكا" و"سيمونز آن سيمونز" و"القيادات العربية الشابة" و"دي إن إم كونكت". أما الشركاء الإعلاميون للحدث فهم "إيه إم إي إنفو" و"أريبيان بزنيس" و"العربية" و"سي إن بي سي" وداو جونز" وإذاعة "دبي آي" و"فايننشال نيوز" و"التايمز" و"ذا صندي تايمز" و"ساب ميديا" و"ذا وول ستريت جورنال" و"أكسفورد بزنيس جروب" و"زاوية"، إضافة إلى "دبي كوربوريت كاونسل جروب" الشريك التسويقي لأسبوع المركز المالي.
وأقيمت بطولة أسبوع المركز المالي للجولف قبل بدء أعمال المؤتمر لتوفر منصة ممتازة تتيح للمشاركين فرصة التعارف وبناء العلاقات، وتحظى هذه البطولة برعاية "إيتاو للأوراق المالية".
© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)