أكد لـ"الاقتصادية" عاملون في سوق الصرافة، تراجع حجم العملات المزيفة التي ضبطتها محال الصرافة منذ بداية العام بنسبة تتجاوز عن 50 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مشيرين إلى أن الدولار واليورو والدينار العراقي والجزائري والجنيه المصري كانت أكثر العملات التي تكتشف عمليات تزييف فيها ويحملها المعتمرون والحجاج دون علمهم، وغالبا ما تكون نتيجة عمليات نصب في بلدانهم.
وقال عادل الملطاني؛ شيخ طائفة الصرافين، إن العملات المزيفة انخفضت بشكل كبير هذا العام وأصبحت شبه معدومة، مرجعا ذلك إلى تشديد الإجراءات المتخذة ضد المعتمرين في المطارات أو لدى الجهات الرقابية في بلدانهم، مبينا أن الدولار واليورو كانت أكثر العملات التي تشهد تزويرا.
وحول الإجراء المتخذ في حال كشف حالة تزوير في عملات مع بعض المعتمرين أو الحجاج أو غيرهم، أوضح أنه يتم النظر في الحالة، حيث إذا كان المبلغ قليل ولا يبدو أنه محاولة نصب، يتم إتلاف المبلغ وإبلاغه بذلك، وفي حال كان المبلغ كبيرا يتم التواصل مع الجهات الأمنية لاتخاذ اللازم.
وأشار الملطاني، إلى أن هذا العام شهد ارتفاعا ملحوظا في نسبة المبيعات لدى شركات ومؤسسات الصرافة، متوقعا أن تحقق السوق خلال شهر رمضان هذا العام ارتفاعا بنسبة تصل إلى نحو 20 في المائة من المبيعات مقارنة بالعام الماضي، نظرا لارتفاع الطلب الملاحظ مع بداية موسم العمرة.
من جانبه، أوضح الصراف خالد العمودي، أن هذا العام شهد انخفاضا في محاولة استبدال العملات المزيفة من قبل المعتمرين وغيرهم، لافتا إلى أن الانخفاض يصل إلى أكثر من 50 في المائة، مبينا أن آخر حالة شهدها كانت قبل نحو شهرين عند وصول مبالغ نقدية بعملة الدولار مزيفة مع معتمر جزائري.
وبين العمودي، أن من العملات التي كانت مزيفة غير الدولار واليورو، هي الدينار العراقي لكن عمليات تزويرها أصبحت شبه معدومة خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى الدينار الجزائري تصل فئات مزيفة منه بين فترة وأخرى.
فيما أوضح أن أغلب المعتمرين الذي يحملون عملات مزيفة لا يعلمون حقيقتها، مبينا أن أغلب الفئات المزيفة غالبا ما تكون داخل مبالغ كبيرة غير مزيفة، ما يعني وقوع المعتمرين في بعض حالات النصب من قبل من أعطاهم إياها.
وأشار العمودي إلى أنه عند كشف حالة التزييف يتم إبلاغ مالك العملة وعدم قبولها، مضيفا أن الأجهزة التي تستخدم لدى شركات ومؤسسات الصرافة أصبحت متطورة وباستطاعتها كشف أي عملة مزيفة، داعيا المعتمرين والسياح إلى التأكد دائما من سلامة المبالغ التي يحملونها والتأكد من ذلك قبل أن يقعون ضحايا عمليات نصب واحتيال، ولا يتعرضون لأي نوع من العقوبات القانونية.
من جهته، أوضح الصراف سالم باشميل، أن حالات تزييف العملات التي تأتي إلى مؤسسات الصرافة شهدت انخفاضا كبيرا هذا العام، مرجعا ذلك إلى زيادة نسبة الوعي لدى المعتمرين والسياح، مبينا أن الدرهم الإماراتي والدينار الأردني كانت نسبة التزوير فيها معدومة، إلا أنه خلال الفترة الماضية اكتشفت بعض العملات المزيفة منها.
وشدد باشميل، أنه لا يمكن الحكم على عمليات التزييف وانخفاضها هذا العام إلا بعد شهري رمضان والحج، حيث إنهما الأكثر نسبة في تداول العملات المزيفة نظرا لكثرة المعتمرين والحجاج فيهما، مستدركا أنه بمقارنة هذه الفترة بمثيلتها من العام الماضي يتضح أن هناك انخفاضا كبيرا.
وأشار إلى أن اليومين الماضيين كانت عملة اليورو هي أكثر العملات شراء، من خلال المعتمرين الجزائريين، إضافة إلى الروبية الإندونيسية، الليرة التركية، والبات التايلاندي، التي يأتي بعدها بعض العملات الخليجية كالريال العماني والدينار الكويتي والدرهم الإماراتي، لافتا إلى أن العملات الأكثر مبيعا هي الدولار واليورو، والليرة التركية، نظرا لقرب موعد الإجازة السنوية في السعودية، وكذلك الرينجت الماليزي، والجنية المصري.
وأوضح باشميل، أنه يتم بيع ما بين 300 إلى 500 ألف دولار في الأسبوع خلال هذا الفترة، كما يتم بيع ما بين 120 إلى 150 ألف يورو في الأسبوع، مبينا أنهما العملات الأكثر مبيعا.
وذكر، أن هناك بعض العملات متوقفة عن التداول هذه الفترة، مثل الجنيه السوداني الذي ليس له أسعار، نظرا لقلة وجود المعتمرين السودانيين، مضيفا أن الريال اليمني لم يرد عليهم خلال الأيام الأخيرة مع قبول مؤسسات الصرافة له إن وجد، علاوة على العملة الإيرانية تزامنا مع انخفاض نسبة المعتمرين الإيرانيين. وبين باشميل، أن موسم رمضان دائما ما تكون فيه عملات دول شرق وجنوب آسيا سواء كانت إندونيسيا والهند وباكستان وبنجلادش وغيرها من الدول، هي الأكثر تداولا في السوق، نظرا لكثرة المعتمرين من تلك الدول، كما يتم بيع الدولار واليورو والجنيه المصري بمعدلات جيدة خلال شهر رمضان، ملمحا إلى أن شهري رمضان وشوال سيكونان أكثر الأشهر طلبا محليا من قبل المواطنين نظرا لتوافقهما مع الإجازة الموسمية.
اقرأ أيضاً:
محال الصرافة السعودية تشهد تعاملات محدودة على الريال اليمني
محال صرافة : أرباحنا الحالية تعتمد علی المسافرين السعوديين أكثر من المعتمرين
محال الصرافة في السعودية توقف التعامل باليورو
السعودية: مليون ريال متوسط تعاملات محال الصرافة في مكة يوميا