تكثف السعودية اجراءات الامن حول شبكة الطاقة الضخمة على اراضيها قائلة ان المنشآت تعمل بصورة عادية بعد هجوم للمتشددين في الخبر وان وزير البترول السعودي ينوي طمأنة مسؤولي شركات النفط الغربية بشأن الاوضاع الامنية.
ويسود التوتر بالفعل اسواق النفط العالمية ازاء احتمال شن المتشددين هجوما في السعودية التي تنتج الان أكثر من تسعة ملايين برميل يوميا في محاولة لخفض الاسعار الملتهبة. الا ان بيانا منسوبا لتنظيم القاعدة اشاد بضرب “الشركات الامريكية... المتخصصة في البترول” وزعم ان الهجوم في مدينة الخبر سيزيد من قلق الاسواق بشأن امن الامدادات في الشرق الاوسط.
لا شك أن تنظيم "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن قد تبنى إستراتيجية جديدة تستهدف رفع أسعار النفط في العالم بشكل عام وفي الولايات المتحدة، المقبلة على إنتخابات، بشكل خاص إلى حدود 50 دولار للبرميل وهو ليس بعيدا عن تحقيق ذلك الهدف حيث يصل سعر البرميل حاليا أكثر من 40 دولار.
وتعقيبا على العملية الإرهابية التي وقعت في مدينة الخبر السعودية يوم السبت الماضي، يقول المحللون الإجنبيون إنه من المتوقع أن يسجل سعر النفط الخام ارتفاعا كبير، ولو لفترة وجيزة فقط، لدى افتتاح الاسواق المضطربة غدا الثلاثاء، علما بأن أسواق بريطانيا والولايات المتحدة مقفلة اليوم بسبب عطلة رسمية.
وتضيف الفينانشال تايمز قائلة إنه بالرغم من عدم انقطاع امدادات النفط السعودي وبالرغم من أن الخبر لا يوجد بها آبار للنفط أو منشآت لتصفيته وتصديره، إلا أن المحللين يقولون إن المخاوف إزاء استقرار السعودية لابد وأن تتصاعد بسبب عملية الخبر والتالي يزداد القلق من احتمال نقص الامدادات النفطية في المستقبل لان السعودية أهم دولة مصدرة للنفط في العالم.
وتذكر الصحيفة بأن عملية إرهابية مماثلة وقعت في السعودية في وقت سابق من الشهر الحالي أدت إلى ارتفاع سعر النفط دولارين للبرميل الواحد خلال ثمان وأربعين ساعة.
والقضية تتعلق بثقة الموظفين الاجانب وأسرهم وثقة الشركات الاجنبية وفوق كل شيء ثقة الاسواق العالمية. وكلما وقعت أحداث كحادث الخبر، كلما تضاءلت تلك الثقة.
وتوقع الخبير الاقتصادي جواد العناني ان يكون هناك جهد سعودي واضح حتى تظهر بصورة عدم تاثير الجماعات على الوضع الاقتصادي واشار الى ان الرياض ستقوم بابقاء مستوى الضخ النفطي عادي أي انه لن يقل عن 9 الى 10 ملايين برميل يوميا الى خارج المملكة.
توقع العناني ان تعمل العربية السعودية بكامل طاقتها بهدف التاكيد على فشل العمليات الارهابية خاصة في الخبر في الاضرار بالاقتصاد السعودي والدول المرتبطة فيه.
يذكر انه وفي اجتماع اوبك الاخير اعلن علي النعيمي وزير النفط السعودي استعداد بلاده لزيادة الانتاج للمحافظة على اسعار النفط العالمية .
ويقول خبراء ان تنظيم القاعدة يسعى لاستهداف الخبر في المنطقة الشرقية السعودية وهي غنية جدا بالنفط من اجل افشال الخطوة السعودية ورفع اسعار المحروقات في العالم والتي قد توؤدي الى بلبلة شعبية قد تقود الى مظاهرات ضد الانظمة كما حصل الاسبوع الماضي في لبنان حيث اسفرت المواجهات احتجاجا على ارتفاع اسعار المحروقات عن 6 قتلى على الاقل في الضاحية الجنوبية.
ويومي السبت والاحد تبنى تنظيم القاعدة هجمات على مجمعات سكنية يقطنها اجانب معظمهم غربيون يعملون في شركات النفط حيث قتل 22 شخصا في العملية قبل ان يتمكن كوماندوز سعودي من تحرير الرهائن واعتقال قائد المجموعة.
وفي تصريحات صحفية اعلن علي النعيمي وزير النفط والثروة المعدنية السعودي أن ارتفاع أسعار النفط الى أعلى مستوياته يعود الى عدة أسباب أهمها تخوف السوق النفطية غير المبرر من نقص الامدادات في بعض الدول اضافة الى اتجاه المضاربين للشراء والاحتفاظ بعقود طويلة المدى للمواد الاولية مثل النفط .وأضاف النعيمي ان هذا الاتجاه جاء نتيجة طبيعية للنمو القوى في الاقتصاد العالمي مع انخفاض نسبة الفوائد على العملات اضافة الى توقع نقص بعض أنواع البنزين في الولايات المتحدة. (البوابة)