البدء بحملة تبييض سمعة مصارف لبنان

تاريخ النشر: 28 أبريل 2013 - 01:32 GMT
استعملت UANI اتهامات لتشنّ حملة واسعة على المصارف اللبنانية
استعملت UANI اتهامات لتشنّ حملة واسعة على المصارف اللبنانية

قرّرت جمعية مصارف لبنان تكليف مكتب DLA PIPER ليكون مستشارها القانوني في مواجهة الاتهامات الأميركية ــ الصهيونية بتبييض أموال حزب الله. هذا المكتب هو أحد لوبيات الضغط الذي سيواجه UANI ومزاعمها، بكلفة بلغت حتى الآن 3 ملايين دولار خلال الأشهر الأخيرة شنّ القطاع المصرفي اللبناني حملة «تبييض» سمعته في مواجهة الهجمة الأميركية ــ الصهيونية. توزّعت الجهود في اتجاهين؛ الأول كان بقيادة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في اتجاه معالجة الـ36 حسابا الخاصة التي تمثّل «بقايا» البنك اللبناني الكندي. أما الاتجاه الثاني فكان برعاية أميركية مباشرة من خلال نصيحة وجّهتها السفيرة مورا كونيللي إلى جمعية مصارف لبنان تقضي بالاستعانة بأحد مكاتب المحاماة والتسويق في واشنطن. هي هجمة أميركية صهيونية لأن قصّة البنك اللبناني الكندي بدأت على أيدي كبار موظفي الاستخبارات المالية في وزارة الخزانة الأميركية، ثم استكملتها جمعية «UANI» (متحدون ضد إيران نووية) التي تعدّ خليطا من الاستخبارات الأميركية ــ الصهيونية بامتياز وفق مؤسسيها ومستشاريها. فعلى سبيل المثال، يعمل مائير داغان المدير السابق للموساد الإسرائيلي كأحد مستشاريها الرئيسيين، فيما ماتان شامير هو مدير المشاريع والأبحاث فيها، وإلى جانب هؤلاء نخبة من السفراء الأميركيين وقدماء وكالة الاستخبارات الأميركية من ذوي الرتب العالية مثل جيسي لوسلي المديرة السابقة للسي أي إي، والسفير دينيس روس وغاري ساموري... واللافت أن بين هؤلاء فؤاد عجمي اللبناني الأصل (للاطلاع على قيادات هذه المنظمة من خلال هذا الرابطhttp://www.unitedagainstnucleariran.com/about/leadership ).

نشطت هذه المنظمة في ما سمته «الحملة على القطاع المصرفي اللبناني» بعد الاتهامات التي وجهتها وزارة الخزانة الأميركية للبنك اللبناني الكندي. الاتهامات الأميركية وضعت المصرف اللبناني، الذي كان يصنّف خامساً بين مصارف لبنان، على اللائحة السوداء، ما أدّى إلى تدميره بصورة شاملة وتحميل باقي المصارف اللبنانية «مخاطر السمعة». عندها جاء الحلّ الفرنسي: مصرف سوسييتيه جنرال (SGBL) يشتري أصول البنك اللبناني الكندي. للصفقة تفاصيل تقنية واسعة انتهت باستحواذ SGBL على «غالبية أصول» اللبناني الكندي. السبب هو أن هناك 36 حساباً «تسليفات» مشكوكاً بأنها استعملت في عمليات تبييض الأموال.

وعلى هذا الأساس استعملت UANI هذه الاتهامات لتشنّ حملة واسعة على المصارف اللبنانية وعلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة متهمة إياهم بالمساعدة على تبييض أموال حزب الله المرسلة إليه من إيران والمقدّرة بنحو 200 مليون دولار سنوياً. والضغط الأميركي لم يتوقف عند هذا الحدّ، بل قامت سفيرة الولايات المتحدة في لبنان مورا كونيللي بمجموعة زيارات أبرزها لجمعية مصارف لبنان، مطالبة بالكشف عن الحسابات الـ36، وخصوصاً أن الإجابة التي تلقتها من مصرف لبنان لم تكن «كافية» على حد قول المطلعين.

عند هذا الحدّ، تقول مصادر مصرفية مطلعة، إن التفاعل مع اتهامات UANI جاء على خطين: مصرف لبنان طلب من الجهات المختصة لديه، إجراء تدقيق بالحسابات الـ36 التي توزّعت على 5 مصارف لبنانية من أجل تمكينه لوضع خلاصة عنها والإجابة عن كل التساؤلات التي تطرحها وزارة الخزانة الأميركية بهذا الخصوص. أما على الخطّ الثاني، فقد تلقى مجلس إدارة جمعية المصارف نصيحة من كونيللي مفادها الاستعانة بمكتب محاماة يواجه UANI ويسوّق للمصارف اللبنانية التي بدأت تستشعر ارتفاع «مخاطر السمعة» في أميركا. من هذه النقطة بدأت جمعية المصارف عبر وسيط لبناني في أميركا، بالبحث عن مكتب محاماة يقوم بمهام التسويق لإزالة مخاطر السمعة المحدقة بهم «والتي قد تكون مكلفة للغاية» يقول المصدر المصرفي. لم يطل الأمر كثيراً حتى تعاقدت الجمعية مع مكتب «DLA PIPER». لماذا هذا المكتب؟ الإجابة وفق المصادر، أن لوبيات الضغط في أميركا ليست مختلفة كثيراً عنها في باقي العالم، وإن كانت طرقها أكثر ديبلوماسية، فهذا المكتب يديره سيناتور معروف ونافذ جداً في أميركا، وبالتالي فإنه سيكون بمثابة وسيط بين المصارف اللبنانية وبين المسؤولين الأميركيين.

حتى الآن أنفقت جمعية المصارف نحو 3 ملايين دولار أتعاباً لهذا المكتب مقابل وضع كتيب كامل عن القواعد المصرفية في لبنان ومدى مراعاتها للقواعد العالمية، وتنسيق زيارة وفد جمعية المصارف إلى أميركا قبل نحو شهر، ونظّم لوفد الجمعية لقاءات مع كبار المسؤولين الأميركيين في وزارة الخزانة الأميركية، وفي وزارتي التجارة والخارجية ولدى الكونغرس أيضاً. كذلك نظّم المكتب لقاءً في مركز دراسات «ASPEN» حيث كانت هناك 40 مؤسسة ومركز أبحاث مدعوة إلى هذا اللقاء... فضلاً عن الدعاية والتعاطي مع وسائل الإعلام الأميركية. ويروي المصدر أن وفد جمعية المصارف تلقى دعوة من مصارف المراسلة الأميركية للمحاضرة إلى جانب السيناتور جورج ميتشل في غرفة التجارة الأميركية.

وفي اللقاء الأخير بين مجلس إدارة الجمعية وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قال رئيس الجمعية جوزف طربيه، إن الزيارة إلى نيويورك وواشنطن تضمنت لقاءات كبار مسؤولي بنك الاحتياط الفدرالي الأميركي والخزانة الأميركية وكانت «جيدة ومفيدة» إذ أثير خلالها التعامل بالـ«CASH» وعدم الاطمئنان إلى عمل الصرافين لناحية الالتزام وتطبيق التعاميم والمعايير المهنية، وسمع وفد الجمعية «اعترافاً بالجهد الذي بذل من اللبناني الكندي وبضرورة الاستمرار به».

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن