مصر: '\'موائد الرحمن'\' أنفقت 3 مليارات جنيه

تاريخ النشر: 11 نوفمبر 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

تطل “موائد الرحمن” في مصر كواحدة من أهم مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل، إذ لا يكاد يخلو شارع في حي أو حارة بمختلف المدن المصرية، من وجود مائدة معدة لإفطار الصائمين منذ اليوم الأول لحلول شهر الصيام وحتى اليوم الأخير. 

 

وتحفل الموائد التي تنتشر في مختلف الأحياء والمدن المصرية طوال شهر رمضان بما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات، بل إن كثيرا من منظمي هذه الموائد يحرصون على خدمة روادها بأنفسهم، ويتناولون معهم في معظم الأيام طعام الإفطار، في واحد من ابرز تجليات التكافل الاجتماعي في العالم. 

 

وفي هذا السياق ذكرت دراسة مصرية أن تكلفة موائد الرحمن التي أقيمت على مدى الايام الماضية من شهر رمضان المبارك في القاهرة وحدها بلغت ما يقرب من 3 مليارات جنيه وأن أكثر من مليون مواطن يترددون على هذه الموائد للإفطار سواء من العاملين الذين يفطرون خارج منازلهم أو من الفقراء والمحتاجين.  

 

وأشارت الدراسة التي أعدها الدكتور مصطفى يوسف الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن عدد موائد الرحمن تنتشر في الأحياء الراقية والشعبية على حد سواء ويتجاوز عددها هذا العام أكثر من 21 ألف مائدة في القاهرة وحدها.  

 

ومن ناحية أخرى قالت تقارير متابعة عن موائد الرحمن أن أكثر من 85% من نوّاب مجلس الشعب أقاموا موائد الرحمن في المحافظات والمراكز والقرى بل ووصلت الى النجوع. واعتبرها البعض أنها أكثر وسائل الدعاية الانتخابية انتشارا خاصة وأن رمضان هذا العام تزامن مع بدء آخر دورات البرلمان الحالي وبعدها ستجري انتخابات جديدة العام المقبل.  

 

ويقول مؤرخون إن البداية التاريخية لنشأة “موائد الرحمن” ترجع الى الدولة الطولونية على يد مؤسسها الامير احمد بن طولون، عندما اقام حفل افطار في أحد ايام رمضان، ودعا اليه الاعيان وكبار رجال الدولة وتجار المحروسة، وعندما وصل المدعوون الحفل، إذا بهم يجدون إلى جوارهم عددا كبيرا من الفقراء حضروا بدعوة من الأمير الذي أبلغ الجميع أن المائدة ستستمر طوال أيام شهر رمضان لاستقبال الفقراء والمساكين وعابري السبيل. 

 

وينظر مثقفون مصريون إلى تلك الموائد باعتبارها واحدة من أعظم الظواهر الاجتماعية التي تشهدها مصر كل عام احتفالا بشهر رمضان المعظم، ويقول علماء في الأزهر الشريف إنها تعد من ابرز تجليات عظمة الإسلام في مصر، بغض النظر عن الرياء الذي قد يسقط فيه البعض بإنشاء الموائد بهدف أن يتحدث الناس عن كرمه وجوده، فلكل امرئ ما نوى، والله عليم بالسرائر.(البوابة) 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن