على مدار السنوات القليلة الماضية، تم تطوير وإطلاق عدد متزايد من المشاريع الطموحة للنقل العام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وخلال الاشهر والسنوات القادمة ، ستصبح مجموعة من شبكات المترو والسكك الحديدية والحافلات إلى جانب شبكات طرق متطورة، وهي كلها ضروريه لمواجهة النمو السكاني السريع الذي تشهده دول المنطقة بأسرها، أمراً واقعاً في ضوء حقيقة أن التطوير سيستمر لسنوات عديدة.
وقالت سارة وودبريدج مديرة المعارض في "آي آي آر الشرق الأوسط" وهي الشركة المنظمة لمعرض ومؤتمر المرور الخليجي الذي تم إطلاقه خصيصاً لدعم تطوير قدرات النقل والمواصلات بالمنطقة، وكاستجابة مباشرة للطلب القوي بالمنطقة لإقامة حدث يجمع بين مصنعين وموردين دوليين يعرضون أحدث المنتجات والخدمات والتكنولوجيا الخاصة بقطاع المرور والنقل والمواصلات، قالت "إن
التكامل بقطاع النقل والمواصلات- بدءاً بإنشاء هيئات لتنظيم المواصلات وانتهاءً بالتقنيات الجديدة التي تساعد على توفير معلومات سفر متكاملة، وأدوات لإدارة الحركة وإصدار إليكتروني للتذاكر إضافة إلى وجود محطات متداخلة بين الخطوط - يشكل عنصراً أساسياً من عناصر التخطيط التي تقوم بها الحكومات في جميع أنحاء المنطقة"
ويقام معرض ومؤتمر المرور الخليجي، الذي تدعمه هيئة دبي للطرق والمواصلات، كل عامين في مركز دبي الدولي للمعارض، ويعتبر أكبر واشمل حدث للنقل الدولي يقام في الشرق الأوسط، حيث اجتذب أكثر من 200 شركة عارضة من أكثر من 30 دولة في عام 2005.
يقول سعادة مطر الطاير، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات ""تلتزم هيئة الطرق والمواصلات بشكل كامل بإيجاد بنية تحتية للنقل في دبي ذات مستوى عال ولتحقيق ذلك نعتمد على أفضل الممارسات العالمية. حيث أن لمعرض ومؤتمر المرور الخليجي دورا هاما ليس فقط لدبي والإمارات، بل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكمله، ويعطي الفرصة لصانعي القرار في المنطقة للقاء خبراء عالميين والنظر إلى أحدث التطورات والمنتجات والخدمات التي تساعدهم في معالجة الاحتياجات الملحة للنقل الحالي."
وكمثال ممتاز للاستراتيجية التي تستخدمها البلدان في جميع انحاء المنطقة، أعطت هيئة الطرق والمواصلات أولويه قصوى للمواصلات العامة وقطاع النقل الجماعي وتحرص على مواصلة تطويرها من حيث النوعية والفعالية والتحديث. وفي الوقت نفسه ، فان التركيز الرئيسي لهيئة الطرق والمواصلات ينصب على توفيرالقوى العاملة المدربة على أعلى المعايير الدولية، والصيانة وفعالية التشغيل والسلامة المرورية. وترسي شبكات المواصلات مستويات جديدة لأفضل الشبكات في العالم، حيث تقوم بإجراء مقارنات دورية للخدمات والأنظمة المنفذة في مدن كبرى مثل سنغافورة وهونج كونج وباريس ولندن ، حيث يقوم مسؤولون من هيئة الطرق والمواصلات بزيارات مستمرة لنظرائهم هناك ويتفاعلون مع هيئات المواصلات الدولية لضمان تنفيذ المعايير الدولية وأفضل الممارسات.
ومن خلال إنشاء كيان واحد يحكم جميع قطاعات المواصلات، تسعى حكومة دبي، من خلال هيئة الطرق والمواصلات، إلى توفير نظام متكامل للنقل الجماعي باستخدام حافلات ، ووسائل نقل بحري ومترو الانفاق والترام.
وقد وضعت هيئة الطرق والمواصلات خطة طموحة لزيادة حصة النقل الجماعي في عدد الرحلات إلى 30% وهذا يشمل تنفيذ مشروع مترو دبي بتكلفة أساسية تتجاوز 15.8 مليار درهم، وتطوير وسائل المواصلات العامة مع زيادة عدد الحافلات والرحلات والخطوط والخدمات بهدف نهائى وهو توفير 1200 حافلة بالأسطول بحلول عام 2008. كما يجري حالياً تنفيذ مشاريع للنقل البحري بتكلفة تزيد على مليار درهم.
أيضا في الامارات ، تشتمل خطة التطوير الرئيسية لأبو ظبي على مد شبكة قطارات وخطوط مترو داخل المدينة. وسوف تشهد الخطة، التي تستهدف تطوير الإماره حتى عام 2030، توسيع شبكة المواصلات لاستيعاب النمو المتوقع لسكان أبوظبي ليصل إلى 3 ملايين نسمة بحلول ذلك العام. ويقول صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "ثمة حاجة الى عمل مكثف لوضع الإمارات على مستوى أكثر تقدما". وتشتمل الخطة الرئيسية على مد شبكة من خطوط السكك الحديدية داخل المدينة وكذلك خطوط للمترو بالإضافة إلى إجراء توسعات بالمدينة من خلال شبكة من الطرق.
وسوف تتلقى المملكة العربية السعودية في نوفمبر المقبل مقترحات من أربعة اتحادات للشركات لبناء مشروع الخط الحديدى الذى طال انتظاره. ويقول عبد العزيز الحقيل رئيس مجلس إدارة هيئة السكك الحديدية السعودية إن المشروع يتضمن مد 950 ألف كيلومتر من السكك الحديدية لربط جدة مع خط السكك الحديدية الحالي بين الرياض والدمام، ومد خط جديد يبلغ طوله 115 كيلومترا من الدمام الى جبيل، فضلا عن العديد من المشروعات لتطوير الشبكة الحالية للسكك الحديدية السعودية. ومن المتوقع أن يضيف المشروع قيمة كبيرة للاقتصاد الوطني ، كما سيخدم جميع دول مجلس التعاون الخليجي. كما منحت وزارة المالية السعودية عقداً قيمته 765 مليون دولار أميركي لمجموعة تضم ميتسوي آند كو ليمتد، ، باركلي موليم ليمتد، وشركة الرشيد لتقديم خدمات الأشغال المدنية وأعمال مد القضبان لمسافة 508 أميال من خط السكك الحديدية الجديد الذي سيربط بين شمال وجنوب البلاد.
وبالإضافة الى ذلك ، ستبني المملكة العربية السعودية خطاً يزيد على ألف ميل لنقل الفوسفات من الجلاميد والبوكسيت من الزبيرة الى منتجع رأس الزعرور على ساحل الخليج العربي. كما تخطط السعودية أيضاً لمد خط لقطارات الركاب عالية السرعة بين مكة المكرمة والمدينة. وسيساهم المشروع مساهمة كبيرة في نقل السلع والحاويات وسيعزز من عملية تنمية المناطق الرئيسية الثلاث التي يغطيها وهي الرياض ، ومنطقة مكة المكرمه ، والمنطقة الشرقية. ويتركز أكثر من 70 ٪ من سكان البلاد والأنشطة التجارية في هذه المناطق الثلاث.
من جهة اخرى، شدد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد على الحاجة إلى تطوير شبكات النقل العام، وخاصة خدمات السكك الحديدية، وقال إن ايران لديها الكثير من الامكانات الاقتصادية مؤكداً على ضرورة أن يخطط المسؤولون بعناية لتطوير شبكات السكك الحديديهة داخل المدن وبين المدن. كما أكد أحمدي نجاد على أن نظم النقل العام في المدن الكبرى يجب أن تخضع لتغييرات كبيرة، معرباً عن استعداد الحكومة للمساعدة في تطوير شبكات السكك الحديديه لتقديم خدمات أفضل للشعب. وقد أعلنت الحكومة عن خطط لتشجيع الناس على استخدام وسائل النقل العام وتعزيز بيئة اكثر اخضرارا من خلال تحسين شبكات النقل بالمدن.
وأضافت وودبريدج قائلة "إن النشاط فى جميع أنحاء المنطقة قد بلغ معدلاً مرتفعاً لم يحققه فى أى وقت مضى، كما سيرتفع مستوى التزام الحكومات بتنفيذ العديد من خطط التطوير. وتتيح الآفاق فرصا عظيمة للشركات الاقليمية والدولية الضالعة في صناعة النقل، ولا سيما بالنظر الى الطبيعة الأساسية لأهداف التنمية طويلة الاجل . وعلى ضوء هذا المستوى من النشاط ، فإنه ليس من المستغرب أن يكون معرض ومؤتمر المرور الخليجي 2007 أكبر وأهم حدث من نوعه تشهده المنطقة، وحدث يحظى باهتمام كبير في جميع انحاء العالم ".
ويغطي المرور الخليجي 2007 بصورة شاملة جميع جوانب الطرق والسكك الحديدية والمترو والجسور وتشييد البنية التحتية وحفر الانفاق، كما يلقى دعماً من الهيئات الدولية ومنها يو بي آي فرنسا وبايرن إنترناشيونال (المانيا)، وآي تي أس جنوب أفريقيا، ورابطة صناعة السكك الحديدية (بريطانيا). ويقام معرض ومؤتمر المرور الخليجى 2007 خلال الفترة بين 10-12 ديسمبر 2007 في مركز دبي الدولي للمعارض.
© 2007 تقرير مينا(www.menareport.com)