أعلنت الادارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والالكتروني عن ان عدد البلاغات التي نقلتها الادارة حول جرائم النصب عبر الهاتف خلال العام 2012 قد بلغت حوالي 200 بلاغ. وقال رئيس شعبة مكافحة الجرائم المالية بالإدارة الملازم اول محمد الخديري في تصريحات لـــ الايام ان اغلب الضحايا كانوا من ربات البيوت والمقيمين الذين تلقوا اتصالات من مجهولين اوهموهم بفوزهم بجوائز مالية تصل الى 20 الف دينار. واشار الخديري الى ان معظم المكالمات التي تلقاها الضحايا اما عن طريق الانترنت بواسطه قراصنة الكترونيين (هكرز) حصلوا على ارقام الشرائح التي تحملها الضحايا او قاموا بالاتصال بواسطه ارقام هواتف تعود ملكيتها لأشخاص آسيويين تم ابعادهم عن المملكة.
وأكد الخديري على ان الكثير من الضحايا قد قاموا بالفعل بتحويل مبالغ مالية لأشخاص مجهولين بدول أخرى من بينها دولة خليجية بعد ان اوهموهم بفوزهم بجائزه مالية وعليهم دفع الرسوم مقابل الحصول على الجائزة. وشدد الخديري على وجود اليه تعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات التي بدورها ستتولى القيام بحملة توعية عبر ارسال رسائل نصية لعملاء شركات الاتصالات تحذرهم من اعطاء اي بيانات بنكية او التجاوب مع المتصلين من جهات مجهولة.وقال الخديري» لقد تلقينا حوالي 200 بلاغ خلال العام الماضي بالاضافة الى عدة بلاغات خلال مطلع هذا العام وجميعها من اشخاص تم الايقاع بهم من قبل عصابات معظمها من جنسيات اسيوية واخرى افريقية حصلوا على الارقام المطبوعة على الشرائح الموجودة في الهواتف».واضاف» الذي يحدث ان الضحايا ما ان يتلقوا مكالمة مفادها انهم فازوا بجائزة مالية مقدارها 20 او 30 الف دينار يتصرفوا تحت واقع الفرحة بهذا المبالغ دون ان يسألوا انفسهم كيف يمكن للشخص ان يفوز بمسابقة لم يشترك بها اصلاً!.وحول الفئات التي وقعت بالفعل بمثل هذه العمليات قال الخديري» اكثر الفئات هم من ربات البيوت وايضا بعض المواطنين والمقيمين، اعتقد ان وعي الناس له دور كبير في الحد من هذه الجريمة».وفي رد على سؤال حول الكيفية التي تحصل من خلالها هذه العصابات على المبالغ المالية من الضحايا قال الخديري»هذه العصابات تجري اتصالاتها بالضحية المستهدفة اما عن طريق الانترنت او عبر ارقام هواتف تعود ملكيتها لاشخاص تم ابعادهم عن المملكة، وتخبر الضحايا بفوزهم بجوائز مالية كبيرة ويشترطون عليهم تحويل مبلغ مالي يصل الى 100- 200 دينار – كرسوم- من اجل تحويل مبلغ الجائزة المزعومة».واضاف» هناك ضحايا قاموا بالفعل بتحويل مبالغ مالية – كرسوم مزعومة- الى اسماء اشخاص موجودين في دولة الامارات العربية عبر شركات التحويلات المالية التي عادة لا تضع شروطا مشددة ولا تحتفظ بأي بيانات رسمية للاشخاص الذين يتلقون التحويلات المالية باستثناء إبرازهم البطاقة الشخصية للحصول على المبلغ الذي تم تحويله وهذا بدوره يجعل من عملية إلقاء القبض عليهم او تعميم اسمائهم عبر منظمة الشرطة الجنائية الدولية (انتربول) امرا بغاية الصعوبة».وحول ما اذا كان قد تم القاء القبض على عصابات قامت بعملية نصب واحتيال عبر الهاتف قال الخديري»هناك عدة قضايا تم التوصل فيها الى الجناة بواسطة المصادر السرية وآخرها قضية تورط فيها ستة اشخاص من جنسية اسيوية قاموا بعدة عمليات نصب واحتيال عبر الهاتف وتمت احالتهم الى النيابة العامة».
ويؤكد الخديري على ان القراصنة «الهكرز» ابتكروا اسلوبا جديدا للاستيلاء على اموال من حسابات بنكية مختلفة عبر اشراك الضحية بجريمتهم.ويقول الخديري»هناك قضية اخرى حدثت خلال الفترة الماضية تتلخص تفاصيلها بتلقي احد المواطنين مكالمة مفادها حصوله على جائزة مالية مقدارها 4 الاف دينار بحريني وان الجهة المتصلة تود الحصول على بياناته البنكية كي يتم تحويل مبلغ الجائزة، وبالفعل قام الضحية باعطائهم رقم بياناته البنكية وبالفعل تم تحويل مبلغ الجائزة المزعومة الى حسابه البنكي حسب الاتفاق، الا انه تفاجأ بعد ذلك بالقاء القبض عليه بتهمة الاستيلاء على مبالغ مالية من حسابات مصرفية تصل قيمتها الى حوالي 6 الاف دينار عبر عملية قرصنة الكترونية». واضاف الذي حدث ان المتصلين كانوا عبارة عن قراصنة «هكرز» حصلوا على حسابه البنكي وقاموا باستخدام حسابه للقرصنة على حسابات اخرى لدى البنك ذاته واستولوا على مبالغ مختلفة من هذه الحسابات تصل قيمتها الى حوالي 6 الاف دينار وبالفعل اودعوا بحسابه اربعة الاف دينار واستولوا على بقية المبلغ الذي يصل الى الفين دينار، وبعد اجراء التحقيق مع صاحب الحساب تبين انه ضحية لعصابة قراصنة «هكرز» استخدموا حسابه للاستيلاء على مبالغ من حسابات اخرى، لكنه اضطر لتسديد المبلغ كاملا الى البنك».وحول اهمية التوعية في هذا الجانب قال الخديري» قمنا بالتنسيق مع هيئة تنظيم الاتصالات من اجل نشر الوعي لدى عملاء شركات الهواتف بتجنب اعطاء اي بيانات بنكية لمجهولين او تحويل مبالغ مالية لجهات مجهولة تحت مبرر الفوز بجائزة مالية، لكن يبقى وعي الشخص هو سيد الموقف، وما نقوله للناس ان لايمكن ان يفوز شخص ما بجائزة ما لم يشارك بالفعل بمسابقة لصالح جهة معروفة وخلاف ذلك مجرد احلام».