تشهد جميع محافظات مصر حاليًا تجدد أزمة نقص الطاقة.. في الوقت الذي دفعت العديد من المصانع إلى وقف إنتاجها.. بالإضافة إلى عودة انقطاع الكهرباء بصورة متكررة، وكذلك نقص الوقود في محطات البنزين وعودة طوابير السيارات مرة أخرى أمام محطات البنزين. وقال متخصصون في استطلاع رأى لـ $ إن مصر تعاني نقصًا في الوقود بعد استئناف ضخ الغاز إلى الأردن.
مشيرين إلى أن مصانع الأسمنت والأسمدة أوقفت بعض خطوط إنتاجها بسبب نقص المازوت، بالإضافة إلى نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء.. وقالوا إن أزمة ارتفاع أسعار العملة والاقتصاد المتدهور ساعد أيضًا في الأزمة من خلال نقص الكميات المستوردة من المواد البترولية. في البداية اعترف الدكتور أكثم أبو العلا، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، بنقص الوقود الذي يمد المولدات الرئيسية في ثماني محافظات على رأسهم القاهرة الكبرى.. وقال إن انقطاع التيار الكهربائي عن المحافظات الثمانية كان جزئياً، وأنه تمت إعادة ضخ الغاز الطبيعي مجدداً إلى المولدات.
وذكر أن محافظات مصر ستشهد انقطاعاً آخر للكهرباء في ظل أزمة نقص الوقود.. وأشار إلى أن هذه المشكلة تخص مرفق الغاز المسؤول عن ضخ الوقود للمولدات، نافياً وجود أي مشكلة تقنية متعلقة بالوزارة أو أي من الوحدات الخاصة التابعة لها. وقال إن الشبكة القومية للكهرباء فقدت ما يقرب من 3600 ميغاوات من قدرتها التي تصل إلى 26 ألف ميغاوات نتيجة نقص الغاز المورد للمحطات، ذلك الذي أدى إلى خروج المحطات من الخدمة وترتب عليه انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير في بعض مناطق القاهرة الكبرى بجانب محافظات أخرى هي المنوفية والدقهلية والوادي الجديد وشمال وجنوب سيناء ودمياط وفي نفس السياق كشفت اللجان النقابية لشركات الأسمنت والأسمدة، عن إيقاف ما لا يقل عن 7 شركات للأسمنت و 80 % من مصانع الأسمدة خطوط إنتاجها بسبب نقص المازوت.
وقال محمد رمزي رئيس اللجنة النقابية بشركة «أسمنت طرة»، إن عدد الشركات التي أوقفت خطوط إنتاجها وصل لـ7، والعدد يزداد يوميًا، وأوضح، أن تلك الشركات هي: «أسمنت طرة التي أوقفت 3 خطوط، وأسمنت بني سويف خطين، والمنيا خط واحد، والسويس خطين، وحلوان، والقومية، ولافارج»، وأكد أن توقيف تلك الخطوط يهدد بتشريد آلاف العمال. وأوضح، أن توقيف الإنتاج جاء بسبب نقص المازوت، مؤكداً أن إنتاج الأسمنت انخفض مما سيؤدي بدوره لرفع أسعاره خلال أيام قليلة، مشيراً إلى أنهم خاطبوا مجلس الوزراء لحل الأزمة. وفي سياق موازٍ قال أحمد السيد صاحب محطة بنزين إن تعيينات البنزين التي يستلمها انخفضت خلال الفترة الأخيرة مما أدى إلى مشكلة كبيرة حيث اصطفت الطوابير من السيارات لطلب الوقود.. موضحاً أن تلك المشكلة تنذر بعودة السوق السوداء للسولار مرة أخرى، مشيراً إلى أنه قام بالاتصال بأغلب أصحاب محطات البنزين الذين أكدوا أيضاً نقص حصص التعيين التي يتم استلامها من شركات البترول.
وأكد أنه علم أن السبب في تلك الأزمة يرجع إلى نقص الكميات المستوردة نتيجة أزمة الدولار والعملة، متوقعاً أن تستمر تلك الأزمة لفترات أخرى في ظل تدهور الوضع الاقتصادي.