هل يمكن أن نثق بأمن أنظمة سيارات تسلا؟

تاريخ النشر: 27 يناير 2022 - 05:00 GMT
أنظمة سيارات تسلا
(Shutterstock: Budrul Chukrut)

هناك العديد من الفوائد لامتلاك سيارة تسلا الفاخرة، لكن لا يبدوا أن الأمان هو السمة الأهم للسيارة الكهربائية الرائجة، على الأقل حتى الآن.

خلال سنوات قليلة فقط، أصبحت تسلا واحدة من أفخر السيارات التي يمكن امتلاكها وقيادتها، والتي يفتخر أصحابها بميزاتها الكثيرة مقارنة بسيارات أخرى.

بدءاً من مدى بطاريتها الهائل بالمقارنة مع سيارات كهربائية أخرى، إضافة لجودة أدائهان وسهولة استخدامها، وأناقة تصميمها، وسمعتها كسيارة صديقة للبيئة، حصلت تسلا على سمعتها كواحدة من أفضل السيارات في العالم.

لكن، وبالرغم من ترويج مصنعي السيارات لميزات الأمان في المركبة، لا يبدو أن بوسعهم حتى الآن إثبات تحقيق كل متطلبات الأمان والخصوصية فيها. ففي السنوات الأخيرة، تأثرت سمعة أنظمة المركبة الإلكترونية سلباً نتيجة لهجمات القرصنة التي نجحت في اختراق عدد من السيارات ومكّنت أفراداً من غير أصحابها من التحكم بها عن بعد.

كان آخر هذه الهجمات قرصنة ناجحة قام بها هذا الشهر متخصص وباحث ألماني في مجال المعلومات الإلكترونية لم يتجاوز التاسعة عشر من العمر، إذ قام باستغلال ثغرة في النظام ونجح بالتحكم بخمس وعشرين مركبة في ثلاث عشرة دولة مختلفة حول العالم.

باختراق النظام عن بعد، نجح ديفيد كولومبو في فتح وإغلاق الأبواب والنوافذ وتشغيل نظام القيادة من غير مفتاح، وتحكم بأنظمة الموسيقى بشكل كامل. كذلك قال كولومبو أن فشل أنظمة الحماية سمحت له بتحديد مواقع كل مركبة بدقة ومكنّته من معرفة إذا ما كان سائقوا السيارات متواجدين فيها لحظة الاختراق أم لا.

كذلك أكد كولومبو أنه لم يتمكن من قيادة أو تحريك أي من السيارات، إذا لم يتمكن من الوصول إلى مرحلة التحكم بمحرك أو مكابح المركبات. 

في ذات الأثناء، شرح كولومبو أن جهوده هدفت لاستكشاف المشكلات المحتمل تأثر أنظمة تسلا الإلكترونية بها ليقدم هذه المعلومات للشركة ويساعدها في تخطي هذه الثغرات التي قد يؤدي عدم اكتشافها لتهديد حياة السائقين، دون أن يهدف فعلاً للإضرار بأي من المركبات أو أي من مالكيها. 

كانت قرصنة كولومبو لسيارات تسلا المحاولة الأولى لاختراق النظام في 2022، لكنها بالطبع ليست المحاولة الأولى على الإطلاق.

ففي عام 2017، استغلّ مالك سيارة تسلا معرفته بأساليب "الاختراق الأخلاقي" لتتبع عدد من الثغرات في النظام، وقدم المعلومات التي توصل إليها لمطوري السيارة بالفعل. 

وفي العام ذاته، تحدث إيلون ماسك عن قلقه من أخطار هجوم قرصنة كبيرمحتمل، قد يهدد أسطول سيارات تسلا بأكملها، قائلاً أن هذا الاحتمال هو واحد من أبرز الأخطار التي تتعامل الشركة معها وتحاول تفاديها. 

وفي العام 2020، نجح فريق من الباحثين في جامعة KU Leuven البلجيكية في تتبع عدد من مشكلات نظام سيارة تسلا مودل X من خلال ثغرة في نظام البلوتوث، وقد وضّحوا النتائج التي توصلوا إليها من خلال فيديو عبر موقع يوتيوب

تبدو هجمات القرصنة "الأخلاقية" هذه في غاية الأهمية في مرحلة لا زالت فيها تسلا عاجزة عن إثبات قدرتها على سد كل الثغرات الأمنية في أنظمتها الأمنية، لكنها بالتأكيد تساعد الشركة المصنعة للسيارات في الوصول إلى هذا الهدف في السنوات القادمة.

لا يعني الحديث عن ثغرات وعيوب أنظمة الشركة العملاقة لصناعة السيارات أن ثقة محبي إنتاجاتها تأثرت على الإطلاق. فقد أعلنت شركة تسلا عن أرباح لعام 2021 فاقت توقعات أكثر المحللين تفاؤلاً، فبلغت أرباح الربع الرابع من عام 2021 قرابة 2.88 مليار دولار، وباعت الشركة ما يزيد عن 900 ألف سيارة خلال عام 2021، بزيادة قاربت على الضعف مقارنة بعام 2020، حيث تم بيع 499 ألف سيارة فقط.