قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن سوق النفط تجاوزت المرحلة الأسوأ.
وأضاف الأمير عبدالعزيز في تعقيبه على سؤال حول حالة تعافي السوق خلال منتدى الطاقة الهندي الافتراضي (أسبوع سيرا): "أظن أن المرحلة الأسوأ قد انتهت .. لا نزال متيقظين. أعتقد أن هناك تحولا كبيرا في المجمل من حيث أين نحن اليوم وأين كنا في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)".
ووبحسب رويترز، أكد وزير الطاقة أمس أنه ينبغي على العالم دراسة جميع خيارات الحد من الانبعاثات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض من أجل مكافحة تغير المناخ، لكن الاستغناء عن النفط والغاز "احتمال بعيد وغير واقعي".
وتابع الوزير في مداخلة أخرى أمام مؤتمر قمة سنغافورة للطاقة: "دعونا لا نقتصر في تركيزنا على الوقود المحبذ استخدامه، بل على كيفية الحد من والتكيف مع هذه الحقائق دونما محاباة لتفضيلات معينة". وأضاف أنه يدعم التقنيات، التي تسمح للمملكة، صاحبة أكبر احتياطيات من النفط والغاز في العالم، باستغلال مواردها استغلالا كاملا.
وعلى سبيل المثال، تشيد السعودية محطات للطاقة الشمسية لإتاحة مزيد من النفط والغاز للتصدير.
وردا على سؤال كيف حققت "أوبك+" التزاما عاليا بحصص الإنتاج، قال الأمير عبدالعزيز "بالتعامل مع الناس على قدم المساواة، والتأكد من إدراكهم أن عدم الامتثال وعدم الالتزام سيقوض .. مصداقية هذا الاتفاق لدى السوق".
وتابع "وبالتالي فإن السوق، بدلا من مكافأتنا، ستعاقبنا، وكلما عاقبتنا انحسرت جدوى مواصلة القيود في نظر الملتزمين بها، ومن ثم سيؤول كل هذا إلى لا شيء".
وبدأت منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفاء، من بينهم روسيا، خفضا قياسيا في إنتاج النفط في أبريل مع تضرر الطلب بفعل جائحة كوفيد - 19. ومن المقرر أن يزيدوا الإنتاج في يناير في إطار تخفيف تدريجي للقيود على إمدادات الخام.
ولم يستبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات أدلى بها يوم الخميس الماضي تمديد تخفيضات النفط لوقت أطول إذا سمحت أوضاع السوق بذلك.
وتخفض "أوبك" وحلفائها مثل روسيا، في إطار ما يعرف بـ"أوبك+"، إنتاجها 7.7 مليون برميل يوميا لتحقيق التوازن في أسواق النفط العالمية بعد الضرر الشديد، الذي أصاب الطلب نتيجة لجائحة فيروس كورونا.
وساعد خفض "أوبك+" للإمدادات على إنعاش سعر خام برنت العالمي ليتجاوز 40 دولارا للبرميل لكن ارتفاع عدد حالات الإصابة بكوفيد - 19 أدى لتراجع الأسعار من جديد.
وقال الأمير عبدالعزيز ردا على سؤال عن سوق النفط العالمية "الخوف الآن هو من حدوث موجة ثانية"، لكنه ذكر أنه متفائل بأن "الجميع قد تعلموا دروسا قاسية وصعبة من التعامل مع الموجة الأولى".
وأضاف "ما علينا هو مواصلة العمل ورعاية وتطوير اقتصاد العالم والاقتصادات المحلية والتأكد من امتثالنا (لتدابير التباعد الاجتماعي)".
ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عنه القول خلال فعاليات "أسبوع الطاقة الدولي في سنغافورة 2020 " أمس إن عدم التزام الدول الأعضاء بتحالف "أوبك+" بتخفيضات الإنتاج سيقوض الاتفاقية ذات الصلة وسيقابل "بعقاب" من السوق.
وقال إن سوق النفط تمر "بأوقات عصيبة"، إلا أنه لفت إلى أنه يمكن التغلب على الصعوبات بالتقنيات القائمة.
وفيما يتغير بمكافحة التغير المناخي، قال: "لن نكون جزءا من المشكلة عندما يتعلق الأمر بالمناخ .. ونطمح إلى أن نكون رائدين في إبداع الحلول".
من جهته، قال محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة "أوبك" أمس إن تعافي سوق النفط قد يستغرق وقتا أطول من المأمول في ظل ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في أنحاء العالم، مضيفا أن "أوبك" وحلفاءها "لن يغيروا المسار" على صعيد إعادة التوازن إلى السوق.
وردا على سؤال خلال منتدى الطاقة الهندي الافتراضي (أسبوع سيرا) بشأن ما إذا كانت الموجة الثانية من تفشي الفيروس تتطلب أي تغييرات في استراتيجية "أوبك+"، أوضح باركيندو أن آمالا في وقت سابق من العام بانتعاش الطلب قد أحبطت. وأضاف "نأمل أن يبدأ النصف الثاني من 2020 في رؤية تعاف".
وتابع "للأسف، ما زال كل من النمو الاقتصادي وتعافي الطلب ضعيفين حاليا فيما يرجع بشكل كبير إلى الفيروس".
وقال "ما زلنا متفائلين بحذر بأن التعافي سيستمر. قد يستغرق وقتا أطول، ربما عند مستويات متدنية، لكننا عازمون على ألا نغير المسار".
وذكر باركيندو أن المنتجين لا يتوقعون انهيار أسعار النفط من جديد مثلما حدث في الربع الثاني من العام، عندما بلغت الأسعار مستويات متدنية تاريخية وجرى تداول الخام الأمريكي لفترة وجيزة في نطاق سلبي.
وأضاف أن منتجي "أوبك+" أوفوا بالتزاماتهم بتخفيضات الإنتاج 100 في المائة في المتوسط وسيواصلون تطبيق القيود حتى تتراجع المخزونات أكثر.
وقال "نحن عازمون على مساعدة السوق لاستعادة الاستقرار عبر التأكد من استمرار خفض المخزونات".