ولي العهد السعودي: الهجوم على أرامكو "حماقة" تهدد صناعة الطاقة العالمية

تاريخ النشر: 30 سبتمبر 2019 - 06:42 GMT
أرامكو السعودية
أرامكو السعودية
أبرز العناوين
أكد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد أن الهجمات على أرامكو لم تضرب قلب قطاع الطاقة السعودي وحسب، بل ضربت قلب قطاع الطاقة العالمي.

أكد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد أن الهجمات على أرامكو لم تضرب قلب قطاع الطاقة السعودي وحسب، بل ضربت قلب قطاع الطاقة العالمي.

واصفا الهجمات بأنها حماقة عطلت ما يقارب 5.5% من احتياج العالم للطاقة، مرجعا عدم تصدي المملكة للهجمات إلى مساحتها التي توازي قارة لديها تهديدات من 360 درجة يصعب تغطيتها بشكل كامل.

وفي مقابلة مع برنامج 60Minutes  بثته قناة CBS  الأمريكية في وقت مبكر صباح اليوم تناول ولي العهد التهديدات الإيرانية لإمدادات النفط العالمية والأزمة في اليمن، ومحاكمة المتهمين بقتل الصحفي جمال خاشقجي.

 ونفى ولي العهد أي صلة له بقتل الصحفي جمال خاشقجي وقال " بلا شك لم آمر بقتله هذه كانت جريمة بشعة. لكن أتحمل مسؤوليتها بالكامل كقائد في المملكة ، خصوصًا أنها حدثت من مسؤولين سعوديين يعملون في الحكومة السعودية مشددا في الوقت نفسه على أن التحقيقات قائمة اليوم ومتى ما ثبتت التهمة على أي شخص بغض النظر عن منصبه فسوف يحال للمحكمة بدون أي استثناء.

وأضاف : عندما تحدث جريمة لمواطن سعودي من قبل موظفين في الحكومة السعودية، لا بد أن أتحمل المسؤولية كقائد. ما حدث كان خطأً. ولابد أن اتخذ كافة الإجراءات لتفادي حدوث أي أمر مثل هذا مستقبلًا.

‎وردا على عدم علمه بالحادثة قال ولي العهد " ‎البعض يعتقد انني يجب ان أكون على علم بما يقوم به 3 مليون شخص يعمل للحكومة السعودية يوميًا؟ من المستحيل أن يرفع الثلاثة ملايين تقاريرهم اليومية للقائد في المملكة العربية السعودية أو ثاني أعلى رجل في الحكومة السعودية.

‎وفي سياق ذي صلة ، أوضح ولي العهد أن الصحفيين لا يمثلون تهديدا للمملكة ، قائلا "التهديد على السعودية يأتي من تصرفات شنيعة كهذه ضد صحفي سعودي في قنصلية سعودية".

‎وعن تضرر العلاقات السعودية الأمريكية بعد مقتل خاشقجي  أكد ولي العهد أن العلاقات بين البلدين أكبر بكثير من هذا، وأن دورنا بعد هذه الحادثة المؤلمة والبشعة أن نعمل ليلًا ونهارًا لتجاوز هذا الأمر والتأكد بأن مستقبلنا أفضل بكثير من أي شيء حدث في الماضي.

ووصف ولي العهد ضرب إيران لمنشآت أرامكو  بأنه حماقة، وقال "لا يوجد هدف إستراتيجي، فقط الأحمق هو من يهاجم 5% من إمدادات العالم. الهدف الإستراتيجي فقط هو إثبات انهم حمقى وهذا ما فعلوه" مشيرا إلى اتفاقه مع وزير الخارجية مايك بومبيو بوصف هذا الهجوم الإيراني بأنه عمل حربي.

وحول تأثير وقوع حرب بين السعودية وإيران على المنطقة ، لفت الأمير محمد بن سلمان أن المنطقة تشكل تقريبا 30% من امدادات الطاقة في العالم و 20% من المعابر التجارية "العالمية  و 4% من الناتج القومي العالمي، وتوقف هذه الأمور يعني انهيارا كليا للاقتصاد العالمي وليس فقط المملكة أو دول الشرق الأوسط.

وأضاف "إذا لم يقم العالم باتخاذ موقف حازم ورادع لإيران فسوف نرى تصعيدًا أكبر، وسوف تهدد مصالح العالم وسوف تتعطل إمدادات الطاقة وسوف تصل أسعار النفط إلى أرقام خيالية لم نرها في حياتنا".

‎وعن طبيعة الرد على الاستفزازات الإيرانية ، فضل ولي العهد  الحل السياسي والسلمي على  الحل العسكري مشددا في الوقت ذاته أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.

‎‎
وحول حرب اليمن ، قال ولي العهد إنه  إذا أوقفت إيران دعمها لميليشيات الحوثي فسوف يكون الحل السياسي أسهل بكثير. اليوم نفتح كل المبادرات للحل السياسي داخل اليمن ونتمنى أن يحدث هذا اليوم قبل الغد، وأضاف "نحن نقوم بذلك كل يوم لكن نحاول أن ينعكس هذا النقاش إلى تطبيق داخل الأرض وإعلان الحوثي من عدة أيام بوقف إطلاق النار من تجاهه نعتبرها بادرة إيجابية لاتخاذ خطوة جديدة للأمام للدفع بالنقاش السياسي إلى فعالية أكثر.

‎وعن شعوره بالتفاؤل بعد خمس سنوات من الحرب في اليمن، قال ولي العهد: ‎ كقائد يجب أن أكون متفائلًا كل يوم، لا أستطيع أن أكون متشائمًا، إذا كنت متشائمًا يجب أن أترك الكرسي وأعمل في مكان آخر.

وأوضح الأمير أنه يتعلم من أخطائه ، وقال "الأنبياء أخطأوا، فكيف بنا نحن، لكن المهم إذا أخطأنا أن نتعلم من أخطائنا ونتأكد أنها لن تتكرر".
وحول القضايا المحلية وحقوق المرأة ، قال ولي العهد إن ‎المملكة العربية السعودية دولة تحكمها القوانين، قد  لا يتفق هو مع بعضها لكن يحترمها طالما أنها قوانين موجودة اليوم حتى يتم إصلاحها.

وعن دعاوى التعذيب في السجون أكد الأمير محمد بن سلمان أنه سيتابع بنفسه هذا الأمر، وقال " ‎إذا كان هذا الأمر صحيحًا فهو بشع جدًا، الإسلام يحرم التعذيب، قوانين المملكة العربية السعودية تحرم التعذيب، النفس البشرية تحرم التعذيب".