وقعت إعمار العقارية" أمس مذكرة تفاهم مشترك مع "المؤسسة العامة للإسكان" لتأسيس شركة جديدة تهدف إلى الإسهام في مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية. ويأتي التوقيع على هذه المذكرة على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي السوري - الإماراتي الثاني المنعقد حالياً في العاصمة دمشق.
وجرت مراسم التوقيع بحضور المهندس محمد ناجي العطري؛ رئيس مجلس الوزراء، والأستاذ عبد الله الدردري، نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، حيث وقع المذكرة بالنيابة عن إعمار العقارية محمد علي العبار؛ رئيس مجلس إدارة الشركة، بينما وقعها عن الجانب السوري المهندس عمر غلاونجي؛ المدير العام ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للاسكان.
وسيعمل الطرفان على تطبيق البنود المنصوص عليها في الاتفاقية في غضون 6 أشهر من التوقيع عليها، حيث سيتم إقرار القوانين الناظمة للشركة المؤسسة حديثاً والمساهمة المالية لكل من إعمار العقارية والمؤسسة العامة للاسكان في القريب العاجل على أن يتم إعلان نسبة التمثيل في مجلس إدارة الشركة بعد إقرار حجم المساهمة المالية للطرفين.
ومن المتوقع أن توفر المشاريع التي تعتزم الشركة الجديدة القيام بها عشرات الآلاف من الوحدات السكنية لذوي الدخل المحدود والمتوسط في مختلف المناطق السورية، كما ستعمل الشركة في مرحلة لاحقة على مشاريع تنموية اقتصادية واجتماعية من شأنها الارتقاء بالمستوى المعيشي للغالبية العظمى من المواطنين السوريين.
وسيتم تحديد مواقع المجمعات السكنية بعد موافقة الحكومة السورية على الخطة الرئيسية وخطط تطوير البنية الأساسية للمشروع. وستعمل الشركة على إطلاق مشاريع تنموية أخرى بعد إجراء دراسة مستفيضة للواقع الاجتماعي والبنية التحتية في سورية.
وقال محمد علي العبار: "تعتبر مبادرة إعمار الجديدة من أهم المبادرات على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. وفي الوقت الذي أعلنا فيه عن مشاريع عقارية فاخرة بملايين الدولارات في سوريا، سوف تتيح
لنا هذه الاتفاقية فرصة هامة لخدمة شريحة أوسع من المجتمع السوري من خلال توفير حلول سكنية بأسعار معقولة وخدمات إضافية على صعيد البنية التحتية".
كما أوضح العبار أهمية السوق السورية باعتبارها واحدة من الأسواق الناشئة التي تمتلك آفاقاً واسعة للنمو، حيث قال: "نحن فخورون بتوحيد الجهود مع المؤسسة العامة للاسكان للمساهمة بلعب دور فاعل في تأمين المسكن الصحي والمناسب لشريحة واسعة من المواطنين السوريين".
وأشار مدير عام المؤسسة العامة للاسكان إلى أهمية المبادرة على صعيد وضع نموذج عربي للتعاون المشترك بغض النظر عن المصلحة التجارية، حيث قال: "تعد هذه الاتفاقية الهامة الأولى من نوعها بالنسبة للمؤسسة العامة للاسكان، ونحن سعداء بالتحالف مع إعمار لتوفير أنماط معيشية مبتكرة تناسب متوسط الدخل لغالبية المواطنين السوريين".
وأضاف غلاونجي: "تدل هذه الاتفاقية على العلاقة الوثيقة التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسورية، الأمر الذي يؤكده أيضاً المنتدى الاقتصادي السوري - الإماراتي الثاني المنعقد حالياً".
وتعد سورية إحدى الدول النامية متوسطة الدخل التي تنتهج حالياً سياسة إصلاح اقتصادي على كافة الصعد وفي مجمل القطاعات الرئيسية. وقد قامت الحكومة السورية بإجراء تعديلات على قوانين العقارات بالإضافة إلى تبني استراتيجيات تنموية يجري العمل عليها حالياً. وقد شدد السيد ناجي العطري، رئيس مجلس الوزراء السوري على إيلاء الحكومة أهمية قصوى لقطاع الإسكان والعقارات المحلي، حيث أصدر توجيهاته للمؤسسة العامة للاسكان بضرورة الحصول على تمويل لبناء 60 ألف وحدة سكنية جديدة.
ويضع القائمون على إعمار العقارية، التي تعد واحدة من أكبر الشركات العالمية العاملة في قطاع التطوير العقاري، نصب أعينهم جعل الشركة احدى أكبر الشركات العالمية من حيث القيمة مع حلول العام 2010. وتنتهج الشركة حالياً سياسة توسع في الأسواق الاقليمية والمحلية عبر مشاريع مشتركة في كل من المملكة العربية السعودية والمغرب وتركيا ومصر وتونس والهند والباكستان.
© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)