أكد الأمين العام للمنظمة العربية للسياحة وديع كنعان أن الموسم السياحي في لبنان ما زال في دائرة الخطر إذ لم تتوافر له ظروف الاستقرار. وشدد على أهمية التكامل السياحي العربي وإيجاد إقليم سياحي موحد تتفاعل فيه الاستثمارات والمبادرات، داعيا إلى إنشاء بنك إقليمي للاستثمار والتنمية يتولى تمويل المشاريع المشتركة. وقدر حجم السياحة العربية بنحو 36.4 مليوناً منهم نحو 15.29 مليون سائح يشكلون حجم السياحة العربية البينية ، فيما يتوقع أن يصل عائد السياحة في منطقة الشرق الأوسط 128.6 مليار دولار.
وتوقع كنعان أن تحقق حركة السياحة العالمية للعام الحالي نحو 6200 مليار دولار، أي ما يوازي 6.1 % من إجمالي الناتج العالمي، بارتفاع نسبته 4.5 % ، أي بمتوسط نمو 6.4 % سنوياً خلال السنوات العشر المقبلة. وقال إن هذا النمو سيؤمن 1.2 مليون فرصة عمل العام الحالي لتصبح حصة هذا القطاع في سوق العمل العالمية 7.22 ملايين فرصة عمل. وأضاف كنعان، وكما ذكرت صحيفة الوطن السعودية، أن الدول المرشحة لتحقيق نمو سياحي مصر ولبنان والإمارات والأردن إلا أنه أكد أن السياحة ستبقى هذا العام أسيرة أي تطورات سياسية أو أمنية يمكن أن تحصل. وتابع " لكي يتم رسم ملامح التكامل السياحي مستقبلاً، لا بد من النظر بعناية إلى ما هي عليه السياحة البينية العربية في الوقت الحالي".
وإذا كان المجلس العالمي للسياحة والسفر يتوقع نمواً سنوياً بمعدل 6.4 % في العالم خلال السنوات العشر المقبلة، فإن هذا المعدل لن يتعدى 4.4 % بين 2006 و 2015 في منطقة الشرق الأوسط، وفيما يبلغ حجم الاستثمارات السياحية في المنطقة 19.7 مليار دولار العام الجاري، فان هذا الحجم لن يتعدى 40 مليار دولار في العام 2015 أي ما نسبته 10.9 % من إجمالي الناتج القومي. وقال كنعان إن إنشاء بنك إقليمي للاستثمار والتنمية وخصوصا السياحية ، على غرار بنك الاستثمار الأوروبي، أو على غرار بنك التنمية الآسيوي لتمويل مشروعات البنية التحتية يمكن أن يتم عبر إعادة هيكلة مؤسسات التمويل والصناديق القائمة حالياً، من دون حاجة إلى إضافة مؤسسة جديدة إلى مجموع المؤسسات القائمة.
وحدد كنعان الصعوبات التي تعوق السياحة العربية البينية والتي أبرزها نظام التأشيرات المفروض بين الدول العربية، و نظام "المعاملة بالمثل" داعيا إلى وضع حد لفوضى حركة الطيران وإيجاد سياسة أسعار منسقة للخدمات السياحية، وخلق الحوافز الكفيلة لتشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتضييق فجوة المعلوماتية في عصر يكاد يتسم باقتصاد المعرفة أو الاقتصاد الإلكتروني، ومن شأن التكامل الشامل لقطاع الخدمات أن يؤدي إلى أرباح أكبر مما يمكن تحصيله من خلال تحرير التجارة.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)