3 مطالب بتدخل سريع لـ «أوبك بلس» لخفض الإنتاج

تاريخ النشر: 22 أبريل 2020 - 06:40 GMT
مطالب بتدخل سريع لـ «أوبك بلس» لخفض الإنتاج
المتعاملون في أسواق النفط بما في ذلك تجار الخام وأصحاب المخزون، الخروج من وضع التملك الطويل بأي معدلات يحصلون عليها
أبرز العناوين
حدد خبراء ومحللون مختصون في أسواق النفط العالمية 3 عوامل رئيسية تحدد مصير أسواق النفط العالمية خلال الفترة القادمة

حدد خبراء ومحللون مختصون في أسواق النفط العالمية 3 عوامل رئيسية تحدد مصير أسواق النفط العالمية خلال الفترة القادمة لا سيما بعد الانهيار الأخير للعقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي وتحولها إلى سلبية للمرة الأولى في التاريخ مع إقبال المتعاملين على البيع بكثافة بسبب امتلاء سريع لمنشآت التخزين في المركز الرئيسي للتسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما.

وقال الخبراء والمحللون، الذين استطلعت «البيان الاقتصادي» آراءهم، إن استقرار أسواق النفط وصعودها مجدداً يحتاجان إلى السيطرة سريعاً على جائحة فيروس «كورونا» المستجد، وفتح الاقتصاد العالمي ودوران عجلة الإنتاج، ومحاولات دعم من «أوبك بلس» للأسواق من خلال خفض الإنتاج.

وأوضح الخبراء والمحللون أن سوق النفط العالمي يعيش منذ مطلع مارس الماضي واحدة من أسوأ فتراته على الإطلاق، على خلفية التداعيات المتسارعة لانتشار فيروس «كورونا» المستجد الذي تسبب في توقف عجلة الاقتصادات العالمية وأثر سلبًا على القطاعات والصناعات المستهلكة للوقود.

وضع صعب

قال ديفيش مامتاني، مدير المخاطر المالية ورئيس قسم الاستثمارات والاستشارات لدى «سنشري فاينانشال»، إن وضع أسواق النفط العالمية لا يزال صعباً للغاية خصوصاً بعد الانهيار الأخير لعقود الخام الأمريكي لشهر مايو وهو ما يعزي إلى العرض الزائد للغاية، حيث من المتوقع أن ينخفض الطلب في نهاية أبريل بنسبة أعلى من 20%، وهو ما أدي إلى تغيير هيكل سوق النفط بأكمله في عملية تأجيل طويلة المدى.

وأوضح مامتاني أن المتعاملون في أسواق النفط بما في ذلك تجار الخام وأصحاب المخزون، الخروج من وضع التملك الطويل بأي معدلات يحصلون عليها، حيث يرغب أحد في تحمل التكلفة الإضافية لحمل النفط وتخزينه للاستخدام المستقبلي عندما لا تتوفر مساحة تخزين ببساطة.

تلاشي الطلب

قالت الدكتورة ماري أوينز تومسون، الرئيس العالمي للبحوث الاقتصادية، لدى «إندوسويس» لإدارة الثروات، إن مشكلة الانخفاض الحاد في العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط لشهر مايو ترتبط بشكل وثيق بسعة التخزين مع الإغلاق الطوعي للاقتصاد العالمي وتلاشي الطلب على النفط، مضيفة: «لقد نفدت المفردات لوصف الأحداث التي لم يسبق لها مثيل في الاقتصادات والأسواق».

وأوضحت تومسون أنه يجب على أي شخص قد يستلم النفط بشكل فعلي وفقًا للعقد أن يخزنه في مكان ما، وبالفعل احتفظ مركز التخزين في كوشينغ في الولايات المتحدة بـ 55 مليون برميل في 10 أبريل، بينما من المتوقع أن يتم ملء السعة الإجمالية لحوالي 76 مليون برميل في أوائل مايو.

وقد يصل الطلب على النفط إلى مستوى منخفض خلال هذا الشهر من شهر أبريل بفضل الانتعاش التدريجي للطلب من الصين، ولكن نقص مساحة التخزين يمكن أن يؤثر قريبًا بشكل مماثل على عقد يونيو الذي لم ينخفض حتى الآن إلى أقل من 20 دولارًا.

وتوقعت أن يكافح متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط حالياً لتجاوز 30 دولارًا أمريكيًا للبرميل خلال العام الجاري.

تحسن الأسعار

وأكد الدكتور على العامري الخبير النفطي الرئيس التنفيذي لمجموعة الشموخ لخدمات حقول النفط، على أن شهر مايو المقبل لن يشهد ارتداده قوية لأسعار النفط الأمريكي التي تدهورت تاريخياً لتحقق معدلات غير مسبوقة بالسالب، لكن بالإمكان أن تتحسن الأسعار طفيفاً في عقود يونيو ويوليو وما بعدها محافظة لمستوياتها المتدنية مع انخفاض بسيط، وبلا شك فإن السبب في هذا الانهيار هو وجود مخزون هائل من النفط الأمريكي وغيره سواء في أمريكا أو الأسواق العالمية.

وأضاف: أعتقد أن الأسعار ستتعرض أيضاً لانخفاض تدريجي لبقاء الأسباب الموجبة ذاتها، وهذا الانخفاض قد يطول، وبلا شك فإن أسعار النفط بشكل عام ومنذ أن بدأت أزمة وباء كورونا تتراجع نتيجة تراجع معدلات الاستهلاك خاصة بعد أن توقفت المصانع والسيارات والطائرات والبواخر وتوقفت الحياة بشكل عام، الأمر الذي أدي إلى تراكم المخزونات النفطية لمعدلات قياسية ونفاد السعات التخزينية على اليابسة وفي الناقلات والتي ارتفعت أجورها لمعدلات قياسية، وللأسف استمرت الشركات في إنتاجها مما فاقم الفائض في العرض وزيادة في المخزون وتناقص في الطاقات التشغيلية للمصافي لهبوط الطلب على المشتقات.

وتوقع العامري أن تتحسن أسعار النفط في الأشهر الثلاثة القادمة لتتراوح بين 25 و35 دولاراً للبرميل، وذلك عند بدء فتح كبريات دول العالم لاقتصاداتها مرة أخرى، حيث تستأنف المصانع عملها وتسير السيارات ويدب النشاط في أنحاء العالم.

واتفق مع الآراء السابقة، عاطف عريقات، الرئيس التنفيذي لمجموعة الغيث المتخصصة في أعمال حقول النفط، مشيراً إلى أن أسعار النفط خاصة الأمريكية لن تتعافى بسهولة في القريب العاجل، مبيناً أن هناك عاملين رئيسين وراء ذلك أولها التخمة التخزينية الكبيرة إضافة إلى تداعيات فيروس «كورونا».

وأضاف عريقات أن تراجع الأسعار وراؤها حرب أسعار ومضاربات خاصة أن تداعيات كورونا أجلست أكثر من نصف العالم في منازلهم، وأغلقت المصانع الكبرى أبوابها وأصاب غالبية اقتصادات العالم الكساد.

خفض الإنتاج

من جانبه، قال المحلل الاقتصادي علي الحمودي، إن انهيار العقود الآجلة لخام غرب تكساس تسليم مايو، يرجع إلى امتلاء المصافي والمخازن، مشيراً إلى أن الداعم الأهم لأسعار النفط مستقبلاً هو سرعة إيجاد لقاح لفيروس «كورونا» وفتح الاقتصاد حول العالم والتزام «أوبك بلس» بخفض الإنتاج.

وقال الحمودي إن تطبيق هذه الدعمات السابقة سيسهم في استقرار أسواق النفط مستقبلاً، لكن حتى الآن مازال العالم ينتج 100 مليون برميل يومياً تقريباً، ولكن الطلب أو الاستهلاك حالياً عند 70 مليون برميل يومياً وبالتالي هناك تخمة في المعروض.