كشف بحث قدمته العصبة المغربية لحماية الطفولة إن الدولة تنفق سنويا 37.6 مليون درهم لمكافحة التسوّل والإقصاء الاجتماعي وأن 500 ألف مغربي يتعاطون للتسول بشكل دائم أو موسمي، هذا هو الرّقم الذي رصده الإحصائيون في حين هناك ملايين المغاربة الذين قال عنهم أحد الحقوقيين الحاضرين في قالب كوميديا سوداء يعتبرون راشدين في وضعية صعبة، مهملون ومتسولون.
كانت الفئات المستهدفة من هذه الدراسة هي أطفال تقل أعمارهم عن 12 سنة يتسولون وحدهم أو مع مرافقين يتجاوزون 18 سنة ثم الأشخاص غير المتسوّلين.
فيما يخصّ الأطفال من 0 إلى 7 سنوات كان عدد المبحوثين المرافقين للأطفال هو 273 من بينهم 250 امرأة أغلبهن متزوّجات أو سبق لهن الزواج، 6٪ من المرافقين يتوفرون على مستوى الثانوي. والأغلبية ليس لديها أي مستوى دراسي.
وحسب بيانات البحث فإن 75 ٪ من المبحوثين هم متسوّلون غير رسميين، 25٪ متسولون رسميون، أما عن أماكن التسوّل فهي على التوالي كما جاءت في البحث: المساجد 32٪ ، الشارع 23٪، الأسواق والمتاجر العصرية 16٪. حصيلة التسوّل أقل من 50 درهما للأغلبية وأكثر من 100 درهم لربع المبحوثين.
أظهرت نتائج البحث فيما يخص فئة (0 إلى 7 سنوات) أن 56٪ من الأطفال المتسولين هم ذكور مقابل 44٪ للإناث، تربطهم غالبا بالمرافقين روابط عائلية، وقد صرّح 15٪ من المبحوثين أنه يتم بالفعل كراء الأطفال لمزاولة نشاط التسوّل، ويتراوح ثمن الطفل بين 50 إلى 100 درهم للأسبوع.
يعاني ثلث هؤلاء الأطفال من أمراض مزمنة كالسكري والضغط الدموي والحساسية والربو وداء السل، فقر الدم، أمراض المفاصل وقرحة المعدة...
سجّل البحث أن 40٪ من المبحوثين يستمعون للمذياع أو يشاهدون التلفزيون، كما عبّر ثلث المبحوثين عن استعدادهم للتخلي عن التسوّل مقابل توفير بديل كالشغل، الحصول على ملجأ، حيث أن أغلبهم غير راضين عن أوضاعهم مما يولد لديهم الشعور بالكراهية والإهانة والرغبة في الانتقام.
يُعد الفقر من العوامل الرئيسية الدافعة للتسوّل ثم يأتي الطلاق، الإهمال، السجن، مرض أو وفاة الأباء، سوء المعاملة والتحرش الجنسي، إضافة إلى التعوّد.
الحلول المقترحة من طرف المبحوثين جاء على رأسها إيجاد حل للبطالة 37.7٪ الاعتناء بالأطفال 35.9٪، الحصول على التغذية والسكن 91٪...
أما بحصول الأطفال من 8 إلى 12، فقد شمل البحث 230 طفلا أغلبهم ذكور مقابل 57 طفلة، 25٪ منهم لم يلتحقوا بالمدرسة، 9٪ تردّدوا على الكتاب القرآني، 64٪ وصلوا للمستوى الابتدائي و3٪ للثانوي. بخصوص السّكن 31٪ يقطنون في غرفة مع باقي الأسرة، 28٪ في كوخ، 19٪ يسكنون الشارع، 10٪ يقطنون مجانا، 35٪ ملاّكون و 5٪ مكترون.
الأطفال موضوع البحث يقطنون بولاية سلا تمارة الصخيرات بنسبة 96٪، 4٪ من الأقاليم المجاورة، 70٪ يمارسون التسوّل بصفة دائمة و30٪ بشكل موسمي. بخصوص هذه الفئة، تأتي أهم الأسباب المؤدية للتسول كالتالي: تخلي الأم أو الأب عن الطفل ، طلاق الآباء ، سوء المعاملة من طرف الآباء أو العائلة، غياب الأب ،عائلة كثيرة الأفراد.
42.9٪ من هؤلاء الأطفال يتسوّلون لمساعدة العائلة، 27,3٪ من أجل المأكل والملبس، 11.3٪ بسبب المشاكل العائلية، 9٪ الفقر 2,9٪ لجمع النقود، 1.7٪ تشجيع الأصدقاء لهم، 1.3٪ تفضيل العيش في الشّارع. التسوّل ليس عملا بسيطا خاليا من المشاكل، فقد صرّح 3 أطفال من بين 4 أنهم يتعرّضون للمشاكل يوميا كالاعتداء والسرقة 24.2٪ المشاجرة والسّب 16.9٪. التحرّش الجنسي 10.8٪، الأمراض 10٪، 29.9٪ يكوّنون مجموعات للسيطرة على الغير، 6.1٪ للتعاون، 11.8٪ لجمع النقود واقتسامها.
ولأن التغذية عنصر مهم للطفل خاصّة فقد أبانت نتائج البحث أن نصف الأطفال يتناولون 3 وجبات، 10.4٪ وجبتان، الحصول عليها مجانا من المحسنين 42.4٪، 1.3٪ يقتاتون من القمامة، والثلث لايتناولون الأغذية إلاّ إذا توفرت المناسبة.
ويشاهد الثلثان التلفزيون ويلعبون بنسبة 62٪، يستمعون للموسيقى 18٪، البرامج الرياضية 35٪، الأفلام 33٪، الرسوم المتحرّكة 13٪.
وبالنسبة للحلول المقترحة من طرف هذه الفئة للقضاء على التسوّل فقد جاءت مشابهة لمقترحات الفئة السابقة: الفئة غير المتسوّلة كانت هي الثالثة والأخيرة التي تناولها البحث وشملت 289 شخصا منهم 57.4٪ ذكور و 42.6٪ إناث، 14٪ منهم لايتوفرون على مستوى دراسي، 16٪ المستوى الابتدائي، 44٪ المستوى الثانوي و 26٪ المستوى الجامعي، وقد لوحظ أن المستوى التعليمي للمبحوثين يفوق مستوى مجموع ساكنة المغرب. إحساس هؤلاء تجاه المتسولين كان في الغالب 81.3٪ شفقة، 10.4٪ اشمئزاز، 4.5٪ حقد. أما أسبابهم لإعطاء الصّدقة فقد عبّر 46٪ على أنهم مجبرون، 38٪ مشفقون، 12٪ الاختيارية 4٪ أسباب أخرى. تمنح الصدقة للمسنين أوّلا 42٪ ، الأطفال 9٪ النساء 6٪ يُفضل 28٪ من المبحوثين التصدق أسبوعيا ، 14٪ بشكل موسمي، 4٪ سنويا.
ومن بين الحلول المقترحة من طرف هذه الفئة لمحاصرة التسول: مساعدة الفقراء، مساعدة الأطفال، خلق صندوق لمساعدة الأسرة الفقيرة، محاربة الهجرة القروية وتعميم التمدرس.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)