توقع تشارلز دالارا المدير العام للمؤسسة المالية الدولية ان يصل صافي تدفقات رؤوس الأموال الخاصة إلى جميع الأسواق الرائدة الناشئة هذا العام إلى 280 مليار دولار أمريكي، وقال :" ان هذا المبلغ يعادل مبلغ العام ،2004 مشيراً إلى ان حجم التدفقات إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا اضافة إلى جنوب افريقيا يصل إلى 9 مليارات دولار". جاء حديث دالارا خلال مؤتمر صحافي عقد يوم الأحد في أبوظبي بحضور مايكل تومالين الرئيس التنفيذي لبنك أبوظبي الوطني الذي استضاف المؤتمر الثامن للرؤساء التنفيذيين لبنوك الشرق الأوسط وشمال افريقيا الذي تنظمه المنظمة العالمية للمؤسسات المالية التي تضم أكثر من 340 عضواً من أكثر من 60 دولة. وحضر المؤتمر الذي ناقش على مدى يومين عدة قضايا مصرفية ومالية واقتصادية، 75 مسؤولاً مصرفياً ومالياً، يمثلون بنوك الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وقال دالارا :" ان صافي تدفقات رؤوس الأموال البالغ 280 مليار دولار هو الأعلى منذ عام ،1997 مشيراً إلى ان المؤسسة المالية في الشرق الأوسط تسهم بشكل أكبر في مجال التمويل الدولي". وأضاف :" انه في مايتعلق بالاتجاهات الاقتصادية الدولية فإن المؤسسة المالية الدولية تتوقع ان يشهد العام الحالي نمواً اقتصادياً عالمياً ملحوظاً وانخفاضاً في التضخم، محذراً من المخاطر التي يواجهها الاقتصاد العالمي وهي عديدة أهمها ميزان المدفوعات وعدم التوازن المالي المستمر بين كبرى الدول الاقتصادية في أوروبا الغربية وآسيا والولايات المتحدة". وأضاف دالارا :" أصبح من الضروري في الوقت الحالي إنشاء ادارة للمخاطر المفاجئة في المؤسسات المالية الكبرى، ولقد كان تفاهم واضح حول هذا الموضوع في هذا المؤتمر الذي تم عقده في أبوظبي".
وتضم المؤسسة المالية الدولية حالياً ما يزيد على 60 مؤسسة كأعضاء في الشرق الأوسط وافريقيا الشمالية، وهي تجري تحاليل اقتصادية متعمقة بصورة مستمرة لاقتصاد 15 دولة في المنطقة، وقد انشأت مؤخراً منتدى اقتصادياً اقليمياً لجمع كبار الخبراء الاقتصاديين وغيرهم من كبار المسؤولين المصرفيين، وستلتقي هذه المجموعة في بيروت خلال شهر يوليو/تموز، كما انشأت المؤسسة منتدى لكبار مسؤولي درء المخاطر في المنطقة.
وقال مايكل تومالين :" ان المباحثات في هذا المؤتمر كانت بناءة ومثمرة للغاية، وقد كان هناك اجماع في الرأي بين المسؤولين المصرفيين في منطقتنا على ان هذا العام سيشهد نمواً اقتصادياً جوهرياً مع توقع المؤسسة المالية الدولية وصول معدل نمو اجمالي الناتج المحلي إلى نحو 5 6 في المائة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا". وأضاف :" تركزت المباحثات على الجهود التي تبذلها البنوك في المنطقة والتي عقدت العزم على المنافسة بشدة في مجال التمويل الدولي، بالإضافة إلى تعزيز ادارات المخاطر والخدمات المصرفية للأفراد والموارد البشرية في تلك البنوك، معرباً عن اعتقاده بأن منطقة الشرق الأوسط في الوقت الحالي تبرز كإحدى أهم المناطق المتميزة التي تقدم الخدمات المصرفية التمويلية".
وأعلن ان اجتماع المؤسسة المالية الدولية السنوي التاسع للرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، سيعقد ما بين 25 26 فبراير/شباط في العام المقبل في العاصمة العمانية مسقط. وقال دالارا، وكما ذكرت صحيفة الخليج الإماراتية،:" ان مسؤولي البنوك في المنطقة هم على مستوى عالٍ من المسؤولية المهنية، معتبراً هذا اللقاء في غاية الأهمية، ومشيراً إلى ان بيئة الأعمال جيدة في المنطقة من حيث ثقة المستثمرين". وأوضح ان التحديات الاقتصادية في المنطقة قليلة لكنها مرتبطة بالظروف العالمية وتحدياتها كأسعار الفائدة على الدولار والمتوقع ان ترتفع على المدى المتوسط وكذلك هناك تحدي عجز في ميزان المدفوعات الأمريكي، الأمر الذي يدفع باتجاه الادارة الجيدة لأصول وخصوم البنوك.
وأبدى دالارا تفاؤله بمدى جاهزية بنوك المنطقة لتطبيق “بازل 2”، مشيراً إلى انه سيعقد اليوم في مسقط اجتماع لبنوك عدة في المنطقة تناقش خلاله موضوع وفاق “بازل 2”، وقال ان هناك مستوى عالياً لدى بنوك المنطقة لادارة المخاطر. وحول قدرة أسواق المنطقة على استقطاب رؤوس الأموال قال دالارا ان لدى أسواق المنطقة جاذبية لكن لا بد من توفير عدة أمور لجعل مناخ الاستثمار فيها أفضل وزيادة قدرتها على جذب رساميل وتدفقات رأسمالية بشكل كبير، مشيراً إلى ان من بين هذه الأمور انه لا بد من توفير البيئة القانونية السليمة، وزيادة عمق الأسواق والافصاح والشفافية فيها، وزيادة حجم السيولة.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)