أجيال وايل كورنيل للطب قطر يتعاونون في دراسة حول التكنولوجيا الطبية الذكية

تعاونت ثلاثة أجيال من طلاب وايل كورنيل للطب - قطر وخرّيجيها في دراسة متعددة الجنسيات والمؤسسات حول مستقبل الأجهزة الطبية الذكية القابلة للارتداء مثل الساعات الرقمية الذكية. وأسهم في الدراسة خرّيجان هما الدكتور محمد الشاذلي الذي يشغل حالياً منصب أستاذ مساعد للطب في الكلية، والدكتور كريم بيومي من دفعة 2016 وهو حالياً طبيب مقيم في طب الأمراض الباطنية في نيويورك. وقد أشرفا على طالبين من المرتقب تخرجهما العام القادم هما عبد الله الشافي وعمر محيميد.
وتشمل الدراسة التي تمثّل المراجعة الاستعراضية الأكثر شمولاً على الإطلاق عن الأجهزة الطبية القابلة للارتداء مثل الساعات الرقمية الذكية، مسألة تطبيق هذه التكنولوجيا في مجال رعاية القلب والأوعية الدموية، وتتطرق لإمكانية استخدامها مع مجموعة واسعة من الأمراض والحالات، منها النوبات القلبية وقصور القلب وعدم انتظام ضربات القلب. ثم ناقشت الدراسة مختلف التحديات التي تواجه التطبيق الواسع النطاق للأجهزة القابلة للارتداء، من بينها الدقة والأنظمة وأمن البيانات والتكلفة. وقد نشرت بعنوان "الأجهزة الذكية القابلة للارتداء مثل الساعات الرقمية الذكية في مجال رعاية أمراض القلب والأوعية الدموية: أين نحن الآن وكيفية المضي قُدُماً" في الدورية العلمية Nature Reviews.
وتعليقاً على هذه الدراسة، قال الدكتور الشاذلي: "سعدت كثيراً بالعمل مع هذين الطالبين اللذين اكتسبا في سياق الدراسة خبرة متميزة عن هذه التكنولوجيا الرقمية. هذا هو المستقبل، وستشكل هذه التكنولوجيا الفائقة جانباً أساسياً من ممارسة مهنة الطب، سواء اختاروا طب القلب أو غيره من التخصصات. هو إنجاز كبير بالفعل أن يسهما في دراسة بحثية عن هذا الموضوع، وأنا واثق أنهما يعرفان الآن عنها أكثر من العديد من الأطباء المؤهلين".
وأضاف الدكتور الشاذلي قائلاً: "يتطلّب الإشراف على الطلاب الكثير من الجهد لكن التجربة الجماعية كانت قيّمة لي ولهما على حدّ سواء. تعلّمت الكثير منهما، فقد تمكّنا على سبيل المثال من العثور على دراسات لم أكن على علم بها".
وبالنسبة للطالبين عبد الله وعمر، كانت الدراسة فرصة مهمة اطّلعا في سياقها على البحوث ذات الصلة وأتقنا الأصول المتعارف عليها في كتابة الورقة البحثية بكل مراحلها، ابتداء من كتابة المفهوم ووصولاً إلى النشر. وشملت مساهمتهما في الدراسة جمع البيانات عن الأشكال المختلفة من التكنولوجيا الذكية القابلة للارتداء، والمعايير المقاسة، والمبادئ الهندسية لأجهزة الاستشعار القابلة للارتداء، واستخداماتها في رعاية مرضى القلب والأوعية الدموية ودقتها. واستعرضا أيضاً الدراسات الإكلينيكية الأكثر أهمية عن التطبيقات الأكثر شيوعاً خلال 15 سنة الماضية في ما يتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وعن هذه التجربة قال الطالبان عبد الله وعمر: "تمّ الإشراف علينا طوال العملية برمتها وعقدنا اجتماعات منتظمة مع المشرفين. فقد شرح لنا الدكتور الشاذلي أهداف الورقة البحثية وغاياتها والمكونات المختلفة التي أراد منا تضمينها. واستشرناه وسألناه مراراً، سواء في ما يتعلق بالمؤلَّفات التي كان علينا البحث عنها أو تحديد المحاور الوثيقة الصلة بالورقة البحثية، وكان دائماً يرشدنا لما يجب علينا القيام به. بشكل عام، أعطانا الدكتور الشاذلي الخطوط العريضة الكفيلة بتحقيق أهداف الورقة البحثية. وأما الدكتور بيومي فكنا نلتقيه لنخوض في التفاصيل الدقيقة بحيث تنسجم مع بقية الورقة البحثية. استفدنا الكثير من كليهما واكتسبنا منهما الكثير من المعرفة العلمية والخبرات العملية، وكنا محظوظين بإتاحة الفرصة لنا للعمل معهما".
ونوّهت الدكتورة ثريا عريسي، العميد المشارك الأول للتعليم الطبي والتعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب - قطر، بأهمية الدراسة واصفة إياها بأنها تجسّد الفرص الوفيرة لإجراء بحوث علمية تحت الإشراف المتاحة لطلاب الكلية من أجل تمكينهم من ترك بصمة فارقة في عالم البحوث العلمية الفعلية.
وقالت في هذا السياق: "تُولي وايل كورنيل للطب - قطر أهمية بالغة للبحوث، إلى جانب مناهج الطب المتعارف عليه، وثمة الكثير من الفرص السانحة لطلابنا للمشاركة في مجموعة متنوعة من الدراسات بما يتوافق مع اهتماماتهم البحثية الفردية. ونحن نتطلع إلى أن يكون خريجونا يوماً ما علماء-أطباء، وأن يسعوا مثابرين دوماً نحو المعرفة العلمية طوال حياتهم المهنية. ويشكل الطالبان عمر وعبد الله مثالان متميزان في هذا السياق، ومما أسعدنا بشكل خاص أن خريجين من الكلية أشرف عليهما وهما الدكتور الشاذلي والدكتور بيومي".
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.