أخصائيو مؤسسات الذاكرة في المنطقة العربية يتدربون على تقنيات إدارة المجموعات والتوثيق
نظمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالشراكة مع مكتبة قطر الوطنية، باعتبارها مركز الإفلا الإقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها في المنطقة العربية والشرق الأوسط، ورشة تدريبة مدتها أربعة أيام هدفت لبناء القدرات لدى الأخصائيين العاملين في مؤسسات التراث الوثائقي في المنطقة العربية.
استضافت مؤسسة عبد الحميد شومان في عمان، الأردن، الورشة التدريبية من 2 إلى 5 مارس، وحضرها 18 أخصائيًا في مجال التراث الوثائقي من الجزائر والعراق والأردن ولبنان وليبيا وموريتانيا والمغرب وعمان وفلسطين وقطر والسودان واليمن.
ركزت الورشة، التي حملت عنوان "إدارة مجموعات المقتنيات وطرق التوثيق"، على أفضل الممارسات في مجال توثيق المواد التراثية، مثل إجراءات دخول وخروج هذه المواد وإعارتها ووسمها وعنونتها وفهرستها والرقابة على انتقالاتها من مكان لآخر، كما زودت المشاركين من خلال جلسات نظرية وعملية بمهارات إنشاء وتحديث أدلة إجراءات التوثيق وإعداد الخطط لضمان إدارة المجموعات التراثية بما يحافظ على سلامتها وحمايتها.
وقد أقيمت هذه الورشة ضمن المشروع المشترك بين منظمة اليونسكو ومكتبة قطر الوطنية، الذي يحمل عنوان "دعم الحفاظ على التراث الوثائقي في المنطقة العربية"، ويهدف إلى حماية التراث الوثائقي العريق للمنطقة العربية، ويسعى إلى حماية تاريخ المنطقة العربية وهويتها عن طريق تحديد الاحتياجات والتحديات، وتوفير فرص بناء القدرات وتعزيز تبادل المعرفة والمعلومات في هذا المجال.
وقالت آنا باوليني، مديرة مكتب اليونسكو لدول الخليج واليمن: "تتميز المنطقة العربية بتراث ثقافي استثنائي، وتُعدُّ المخطوطات والكتب والخرائط والفيديوهات والمواد الأرشيفية جزءًا أساسيًا من تاريخ البشرية، وبالتالي من الضروري تزويد خبراء وأخصائيي التراث الوثائقي بفرص لبناء قدراتهم وتعزيز مهاراتهم في إدارة مجموعاتهم التي لا تقدر بثمن ".
زين طالب بوبكر، أحد المشاركين في التدريب من مكتبة محجوبي في موريتانيا، أكد على أهمية التدريب وفائدته المباشرة لمكتبته بقوله: "تضمن هذا التدريب بعض المفاهيم والتقنيات المهمة في إدارة جمع الوثائق والتوثيق، وهي من أهم الاحتياجات لمكتبتنا. كما زاد من وعي جميع المشاركين بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي في العالم العربي".
ومن جانبه، صرح ستيفان إيبيغ، مدير إدارة صيانة مواد المكتبة والمحافظة عليها ومدير مركز الإفلا الإقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها في المنطقة العربية والشرق الأوسط، قائلًا: "نواصل دورنا المهم في المساعدة في صون تراث المنطقة من خلال توفير الفرص المتكافئة للتدريب العملي للخبراء والأخصائيين بالتنسيق مع شركائنا. وقد أثبتت هذه الدورات التدريبية أنها مفيدة للغاية في بناء القدرات المحلية وتمكين المؤسسات في المنطقة من تعزيز المهارات لدى موظفيها وتبادل المعرفة فيما بينها والعمل بشكل مستقل عن الدعم الخارجي".
جدير بالذكر أن خبراء وأخصائيين من المنطقة العربية سيشاركون في دورة تدريبية عملية أخرى ستقام في تونس في شهر أبريل المقبل بالشراكة مع المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية. وسوف يُركز التدريب على الحفظ الوقائي، والاستعداد للأزمات، والإجراءات الأولية لحماية التراث الوثائقي المهدد بالخطر.
خلفية عامة
مكتبة قطر الوطنية
تضطلع مكتبة قطر الوطنية بمسؤولية الحفاظ على التراث الوطني لدولة قطر من خلال جمع التراث والتاريخ المكتوب الخاص بالدولة والمحافظة عليه وإتاحته للجميع. ومن خلال وظيفتها كمكتبة بحثية لديها مكتبة تراثية متميزة، تقوم المكتبة بنشر وتعزيز رؤية عالمية أعمق لتاريخ وثقافة منطقة الخليج العربي. وانطلاقاً من وظيفتها كمكتبة عامة، تتيح مكتبة قطر الوطنية لجميع المواطنين والمقيمين في دولة قطر فرصاً متكافئة في الاستفادة من مرافقها وتجهيزاتها وخدماتها التي تدعم الإبداع والاستقلال في اتخاذ القرار لدى روادها وتنمية معارفهم الثقافية. ومن خلال نهوضها بكل هذه الوظائف تتبوأ المكتبة دوراً ريادياً في قطاع المكتبات والتراث الثقافي في الدولة.
وتدعم مكتبة قطر الوطنية مسيرة دولة قطر في الانتقال من الاعتماد على الموارد الطبيعية إلى تنويع مصادر الاقتصاد والحفاظ على استدامته، وذلك من خلال إتاحة المصادر المعرفية اللازمة للطلبة والباحثين وكل من يعيش على أرض دولة قطر على حدٍ سواء لتعزيز فرص التعلُّم مدى الحياة، وتمكين الأفراد والمجتمع، والمساهمة في توفير مستقبل أفضل للجميع. وقد تفضلت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، بالإعلان عن مشروع مكتبة قطر الوطنية في 19 نوفمبر 2012. وكان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، قد تفضل بإصدار قرار أميري بإنشاء مكتبة قطر الوطنية بتاريخ 20 مارس2018.