أستاذ جامعي من جامعة أكسفورد يناقش آثار العواصف الرملية في قطر والأجرام السماوية

نظمت مكتبة قطر الوطنية في 12 مايو الجاري محاضرة حول "العواصف الرملية في المريخ وتيتان وقطر" وذلك في إطار اللقاء الشهري لملتقى الكتاب العلمي، وهو مبادرة من مكتبة قطر الوطنية لتشجيع القراءة في المجالات العلمية في العالم العربي.
وفي المحاضرة ناقش الدكتور نيكولاس ميدلتون، من كلية الجغرافيا والبيئة بجامعة أكسفورد، ظاهرة العواصف الرملية ونشأتها وتطورها وكيف تُسهم في تشكيل ملامح البيئة والتضاريس الجغرافية في دولة قطر.
تناولت المحاضرة أيضًا كيف يُمكن للعواصف الرملية في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية أن يكون لها آثارٌ بيئية تصل حتى أطراف الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، ومقارنتها بالكواكب الأخرى، فالعواصف الرملية لا تقتصر على كوكب الأرض بل تحدث أيضًا في الأجرام السماوية الأخرى مثل النيازك والمذنبات وتيتان، أحد أقمار كوكب زحل.
وعلق الدكتور نيكولاس ميدلتون قائلًا: "إذا كانت العواصف الرملية تأتي من داخل قطر، فمن السهل الوقاية منها عبر بناء الحواجز واتخاذ عدد من التدابير والإجراءات، غير أنه من العسير احتواء آثار العواصف الرملية الآتية من خارج قطر، ومن الممكن اتخاذ بعض التدابير للتخفيف من آثارها".
وأضاف الدكتور ميدلتون قائلًا: "من الضروري أن يفهم العلماء والباحثون مصادر العواصف الرملية بصورة أفضل ويحددوا تأثيرها على المجتمع الإنساني، كما أننا بحاجة إلى فهم دور الإنسان في تخفيف آثارها".
وقال جيمز جلوفر، أحد الحاضرين وطالب في مدرسة لندن الدولية قطر: "لقد عرفت أسباب حدوث العواصف الرملية، ومدى تأثيرها على الصحة. أعرف الآن لماذا ينبغي على المرضى المصابين بالربو حماية أنفسهم من هذه العواصف، وكيف يمكنهم تحقيق ذلك". بينما قالت إيليانور هاتر، وهي طالبة أخرى حضرت الندوة: "وجدت الندوة حافلة بالمعلومات ومرتبطة بالمواد العلمية التي ندرسها. وسنستفيد من المعرفة التي اكتسبناها اليوم لتكمل دروسنا ومحاضراتنا في المدرسة".
وأضاف الدكتور عصام حجي، رئيس منتدى الكتاب العلمي، قائلًا: "تناول المنتدى اليوم ظاهرة رئيسية في المشهد المناخي في قطر تُفسّر كيفية تَشكُّل الكثبان الرملية. وقدمت المحاضرة للمشاركين تفسيرًا شاملًا حول فيزياء تكوين العواصف الرملية ودور هذه العواصف في تشكيل خريطة دولة قطر".
وحول أهمية المحاضرة، أضاف الدكتور عصام حجي معلقًا: "سكان دولة قطر بحاجة إلى معرفة المزيد عن ظاهرة العواصف الرملية، لما لها من تأثير جوهري على العديد من الأنشطة الاقتصادية والبيئية في قطر. على سبيل المثال، يعتمد إنتاج الطاقة الشمسية على فهمنا لهذه الظاهرة، كما أن استدامة المباني والمنشآت وعمرها يعتمدان أيضًا على تأثير العواصف الرملية في نحت وتآكل هذه المنشآت. ليس هذا فحسب، بل إن هذه العواصف لها تأثير كبير على صحة السكان وسمات البيئة التي يعيشون فيها".
لمعرفة المزيد عن فعاليات المكتبة والمعارض التي تنظمها، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.qnl.qa/events
خلفية عامة
مكتبة قطر الوطنية
تضطلع مكتبة قطر الوطنية بمسؤولية الحفاظ على التراث الوطني لدولة قطر من خلال جمع التراث والتاريخ المكتوب الخاص بالدولة والمحافظة عليه وإتاحته للجميع. ومن خلال وظيفتها كمكتبة بحثية لديها مكتبة تراثية متميزة، تقوم المكتبة بنشر وتعزيز رؤية عالمية أعمق لتاريخ وثقافة منطقة الخليج العربي. وانطلاقاً من وظيفتها كمكتبة عامة، تتيح مكتبة قطر الوطنية لجميع المواطنين والمقيمين في دولة قطر فرصاً متكافئة في الاستفادة من مرافقها وتجهيزاتها وخدماتها التي تدعم الإبداع والاستقلال في اتخاذ القرار لدى روادها وتنمية معارفهم الثقافية. ومن خلال نهوضها بكل هذه الوظائف تتبوأ المكتبة دوراً ريادياً في قطاع المكتبات والتراث الثقافي في الدولة.
وتدعم مكتبة قطر الوطنية مسيرة دولة قطر في الانتقال من الاعتماد على الموارد الطبيعية إلى تنويع مصادر الاقتصاد والحفاظ على استدامته، وذلك من خلال إتاحة المصادر المعرفية اللازمة للطلبة والباحثين وكل من يعيش على أرض دولة قطر على حدٍ سواء لتعزيز فرص التعلُّم مدى الحياة، وتمكين الأفراد والمجتمع، والمساهمة في توفير مستقبل أفضل للجميع. وقد تفضلت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، بالإعلان عن مشروع مكتبة قطر الوطنية في 19 نوفمبر 2012. وكان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، قد تفضل بإصدار قرار أميري بإنشاء مكتبة قطر الوطنية بتاريخ 20 مارس2018.