استبيان ديلويت العالمي حول كيفية استعداد الشركات للأزمات القادمة بشكل أفضل

أصدرت ديلويت تقريرها حول قدرة صمود الشركات للعام 2021 . يستند التقرير إلى نتائج الاستبيان الذي أجرته ديلويت في وقت سابق وشمل 2,260 المدراء التنفيذيين ومدراء الفئة الأولى الموزعين على 21 دولة. يرصد تقرير ديلويت كيف استطاعت الشركات أن تواجه الأحداث المضطربة خلال العام 2020، ويحدد الصفات التي تتسم بها الشركات الصامدة، ليستطيع قادة الأعمال ترسيخها في مسعاهم لتوفير مستويات أعلى من الصمود في شركاتهم. كما تؤكد نتائج الاستبيان أن الشركات التي تضع خططاً استباقية وتستثمر في بناء قدراتها استعداداً لمواجهة الأزمات المحتملة تظل قادرة على الاستجابة لأي أزمة والتعافي من تأثيرها ومعاودة الازدهار بشكل أفضل من غيرها وذلك في تأكيد لصحة المقولة بأن التصرف في وقت مبكر والاستعداد المسبق مفيد وذو تأثير إيجابي كبير على الشركات. ويختتم تقرير ديلويت بمجموعة من الدروس المستفادة التي أثبتت صحتها حول زيادة حيوية الشركات وقدرتها على مواصلة الازدهار.
يرى تقرير ديلويت أنه يتعين على الشركات مع دخولها العام الجديد 2021 إعادة بناء قدرتها على الصمود وذلك بالاستناد إلى نتائج الاستبيان المذكور التي أظهرت أن أكثر من 60% من مدراء الشركات في العالم يعتقدون أن العالم سيعاني مستقبلاً من أزمات مماثلة في حجمها وتأثيرها قد تحدث بشكل طارئ أو في فترات منتظمة. وهذا ما يجعل أقل من ثلث المشاركين في الاستبيان على ثقة تامة بقدرة شركاتهم على الاستجابة للتهديدات المستقبلية والتكيّف معها بسرعة.
تعقيباً على نتائج الاستبيان، قال معتصم الدجاني الرئيس التنفيذي لديلويت الشرق الأوسط: ”بالرغم من اعتيادها على مواجهة الكثير من الأزمات، فقد عانت الشركات خلال الاثني عشر شهراً الماضية من تحديات جسيمة غير مسبوقة تنوعت بين جائحة فيروس كورونا المستجد وغيرها من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في العديد من دول العالم، بالإضافة إلى الحوادث الطبيعية الناجمة عن التغير المناخي. وإزاء هذه التحديات، وجدت الشركات نفسها أمام خيارات قاسية، وطرق جديدة من العمل، بالإضافة إلى تغيرات استراتيجية. ومع استعدادنا للتعافي من هذه التحديات وإعادة بناء قدراتنا، نرى أن الطريق أمامنا غير واضحة، بل ويكتنفها الغموض أيضاً. لذلك، فإن الشركات التي تخطط وتستثمر في بناء قدراتها بشكل استباقي لمواجهة الأزمات المستقبلية، ستكون في موقف أفضل من غيرها لمعاودة النجاح.“
”صفات الصمود“
يحدد تقرير ديلويت خمس صفات للشركات التي تتسم بالصمود، وتشكل هذه الصفات معالم استراتيجية وتشغيلية وثقافية لإرشاد الشركات لاكتساب صفات الصمود. ويؤكد التقرير رغم أن هذه الشركات لم تستطع التنبؤ بالاضطرابات التي شهدها عام 2020، غير أنها استطاعت الصمود في وجه الضغوط الهائلة الناجمة عن تلك الاضطرابات من خلال تبني استراتيجيات حيوية سريعة الاستجابة، وبناء ثقافة التكيّف، بالإضافة على إدخال تقنيات متقدمة واستخدامها بفاعلية في عملياتها التشغيلية.
تؤكد نتائج الاستبيان أن الشركات التي عمدت إلى ترسيخ الصفات الخمس التالية في عملياتها التشغيلية وثقافتها المؤسسية كانت في موقف أفضل للتغلب على تلك التحديات، وإيجاد الطريق إلى ”الوضع الطبيعي الأفضل“، وفيما يلي هذه الصفات:
- الاستعداد: يتميز مدراء الشركات الناجحون بالتخطيط لجميع النتائج، بنوعيها القصيرة والطويلة الأجل. فقد أفاد أكثر من 85% من المدراء الذين استطاعت شركاتهم إحداث التوازن بنجاح بين الأولويات قصيرة الأجل وتلك طويلة الأجل أن شركاتهم كانت في موقع فعال جيداً للتأقلم مع أحداث عام 2020؛ بينما شعر بهذه النتيجة نفسها أقل بقليل من نصف الشركات المشاركة في الاستبيان.
- القدرة على التكيّف: انطلاقاً من إدراكهم لأهمية وجود موظفين متعددي المهارات والكفاءات في أي شركة لا سيما بعد سنة حافلة بالتحديات مثل سنة 2020، أجمع مدراء الشركات على أن المرونة / القدرة على التكيّف هي الصفة الأكثر أهمية لمستقبل شركاتهم. فقد أظهرت نتائج الاستبيان أن ثلاثة من بين أربعة مشاركين تقريباً من الشركات التي سبق لها تطبيق إجراءات، مثل تدريب العاملين أو إعادة تأهيل مهاراتهم، التي ترمي لجعل العاملين لديها أكثر قدرة على التكيّف، أو من الشركات التي تنفذ حالياً برامج إعادة انتشار للموظفين لديها (توزيعهم على أدوار ومهام جديدة)، أو أنها تتيح للموظفين خيارات عمل مرنة، ذكروا أن شركاتهم تنجز حالياً عملاً جيداً في تنمية وترسيخ ثقافة الصمود بين العاملين لديها مقارنة بنصف الشركات تقريباً التي لم تطبق مثل تلك البرامج.
- التعاون: أشار مدراء الشركات إلى أهمية التعاون داخل شركاتهم منوهين بدور هذه الصفة في تسريع عملية صنع القرار، والتخفيف من تأثير المخاطر، وزيادة الإبداع. فقد ذكر ثلثا المشاركين من الشركات التي سبق لها أن أزالت العمل الفردي بين أقسامها قبل جائحة كورونا استطاعت التعامل مع أزمات العام 2020 بطريقة أفضل من الشركات الأخرى.، وذكروا أيضاً أن التكنولوجيا قد لعبت دوراً حاسماً في تمكين التعاون بين مختلف الأقسام خلال الجائحة. فقد ذكر فقط 22% ممن شملهم الاستبيان أن شركاتهم قد وفرت التقنيات اللازمة لتسهيل العمل عن بُعد قبل الجائحة. بالمقابل، 42% من الشركات لجأت إلى مثل هذه التقنيات بحكم الضرورة خلال سنة تفشي كوفيد-19.
- جدارة الثقة: رغم معرفتهم بالصعوبة التي ينطوي عليها بناء جسور الثقة مع الأطراف المعنية الرئيسية، اعترف معظم مدراء الشركات المشاركين بالاستبيان أنهم لم يكونوا على مستوى هذه المهمة. فقد أعرب أكثر من ثلث المشاركين عن شكوكهم بنجاح شركاتهم في مدّ جسور الثقة بين المدراء والموظفين. في هذا الصدد، اكتسبت الثقة المادية والوجدانية والرقمية أهمية خاصة خلال هذه الجائحة. فقد أظهرت نتائج الاستبيان أن الشركات التي أعطت الأولوية للسلامة المادية لموظفيها وعملائها على حدّ سواء، وللصحة النفسية لموظفيها ومعنوياتهم، وكذلك أمن بياناتهم قد استطاعت الصمود في وجه تحديات العام 2020 أفضل بكثير من الشركات التي لم تعطِ الأولوية لمثل هذه الأمور.
- المسؤولية: يعترف معظم مدراء الشركات أن عالم الأعمال لا تقف مسؤولياته عند محصلة الربح النهائية، بل تتعدى ذلك. إن 87% من المشاركين الذين قالوا أنهم قد أبلوا بلاءً حسناً في تحقيق التوازن بين احتياجات جميع الأطراف المعنية شعروا أن شركاتهم قد استطاعت التكيّف بسرعة مع حوادث عام 2020 والاستجابة لها بشكل أفضل مقارنة بـ 50% ممن تحدثوا الشيء نفسه عن شركاتهم رغم أنها لم تكن ناجحة في تحقيق التوازن بين احتياجات جميع الأطراف المعنية.
استمرار أهمية الصمود للتعامل مع مسألة التغير المناخي
في بعض الأحيان، لا يعرف رؤساء الشركات حقيقة قدراتهم حتى توضع على محك الاختبار. قبل عام 2020، أفاد فقط 24% من مدراء الشركات أنهم على أتم الاستعداد لتولي قيادة شركاتهم خلال فترة من الاضطرابات المحتملة، كما أعرب 21% منهم فقط عن ثقتهم بقدرة شركاتهم على التأقلم بسرعة مع هذه الاضطرابات إذا اضطرت لذلك. من الملاحظ أن هذه النسب قد قفزت إلى 34% و 30% على التوالي خلال تفشي وباء كوفيد-19 مما يشير إلى أن أحداث العام 2020 قد عززت من ثقة هؤلاء المدراء في قدرات شركاتهم وقدراتهم الشخصية على الصمود. رغم هذه الزيادة، لا يزال 66% من مدراء الشركات لا يشعرون باستعدادهم لقيادة شركاتهم في ظل هذه الظروف، و 70% منهم لا يثقون بقدرة شركاتهم على التأقلم مع هذه الظروف واتخاذ الموقف المناسب منها.
في إجاباتهم، أوضح مدراء الشركات أن الأزمات لن تنتهي أو تمضي مع العام 2020. فقد أعرب 75% منهم عن اعتقادهم أن مسألة التغير المناخي لا تقل خطورة أو أنها تفوق خطورة وباء كوفيد-19. لقد وضع 47% منهم هذه المسألة على قمة المسائل المجتمعية التي يتعين على الشركات أن تتعامل معها خلال العقد القادم، وتلتها من حيث الأهمية مسائل الرعاية الصحية (42%)، وفي المرتبة الثالثة مسألة الفجوات في التعليم والتدريب بنسبة 39%.
تعقيباً على هذه المسائل، قالت رنا غندور سلهب، الشريكة المسؤولة عن المواهب والتواصل في ديلويت الشرق الأوسط: ”إن نطاق هذه التهديدات يُظهر بجلاء الحاجة المُلحّة لمدراء الشركات لكي يأخذوا في عين الاعتبار جميع الأطراف المعنية، وأن يضعوا تقدم المجتمع في صًلب استراتيجية أعمالهم. وبما أنه بات من الواضح أن التغيرات والأزمات سترافق جميع جوانب حياتنا مستقبلاً، أعتقد أن رؤساء الشركات الذي يضعون الآن لبنات الصمود سوف يكونون أكثر قدرة على الاستمرار والنجاح مستقبلاً.“
لمزيد من المعلومات ومشاهدة النتائج الكاملة لتقرير الصمود خلال العام 2021 الذي أصدرته ديلويت، يُرجى زيارة الموقع التالي: www.deloitte.com/resilience2021
منهجية الاستبيان
يستند تقرير الصمود 2021 إلى نتائج استبيان أجرته بالنيابة عن ديلويت شركة (KS&R Inc) بين شهري يوليو وديسمبر 2020. شمل الاستبيان 2,260 من مدراء الإدارات/الأقسام ومدراء مؤسسات القطاع العام بمن فيهم المدراء التنفيذيين/رؤساء الشركات، المدراء التشغيليين، المدراء الماليين، مدراء التسويق، مدراء المعلومات، ومدراء التكنولوجيا. يتوزع المشاركون في هذا الاستبيان على 21 دولة، 45% منهم من أوروبا/جنوب أفريقيا، 28% من الأمريكيتين، 27% من آسيا المحيط الهادئ، بالإضافة إلى أنهم يمثلون جميع قطاعات الأعمال الرئيسية. علاوة على ذلك، حرصت شركة (KS&R Inc) وديلويت على إجراء مقابلات فردية (وجهاً لوجه) مع بعض الأكاديميين وقادة الصناعات العالميين.
يعمل جميع المشاركين من القطاع الخاص في شريكات تبلغ إيراداتها السنوية 500 مليون دولار أو تزيد عن ذلك، كما يعمل حوالي الثلث منهم (31%) في شركات تفوق إيراداتها 5 مليار دولار. كما أن مشاركاً واحداً من بين 5 مشاركين من القطاع الخاص يحمل المسمى الوظيفي ”مدير تنفيذي/رئيس“، و17% منهم مدراء ماليين، و 16% منهم مدراء المعلومات.
بالنسبة للمشاركين في الاستبيان من القطاع العام، 40% منهم يمثلون مؤسسات وهيئات حكومية تبلغ ميزانيتها السنوية 1 مليار دولار أو أكثر، كما أن 21% منهم يحمل مسمى ”مدير المعلومات، و13% منهم مدير إدارة أو نائب مدير إدارة.
بالنسبة للأعمار، ينتمي 38% من المشاركين إلى الفئة العمرية 45-54 سنة، وهي الفئة العمرية الأكثر تمثيلاً في هذا الاستبيان، كما بلغت نسبة النساء المشاركات في استبيان هذه السنة 20% من المشاركين.