الجامعة الأميركية في بيروت تحتفل بالشمولية والاستدامة عبر إطلاق معرضٍ مفتوح للوظائف الخضراء
استضافت وحدة البيئة والتنمية المستدامة في كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع برنامج "الخطوة التالية" التابع للجامعة، "معرض الوظائف والمهارات الخضراء الشاملة: احتفالٌ بالاستدامة والشمولية."
شكّل الحدث الذي أقيم في حديقة السيوفي أبرز فعاليات الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيس وحدة البيئة والتنمية المستدامة، وهو يندرج ضمن المنحة المقدّمة من مشروع الأنشطة البلدية المتكاملة المستدامة (سمة) المموّل من الحكومة الألمانية من خلال بنك التنمية الألماني والمُنفّذ بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (يونوبس).
جمع المعرض، الذي أُطلق خلال شهر التوعية بالتنوّع العالمي، مجتمعًا حيويًّا من ذوي القدرات الخاصة والشركات والمنظّمات غير الحكومية والشخصيات العامة وذلك ضمن احتفال بالتمكين والاستدامة والشمولية. وقد جدّد التأكيد على قدرة الاقتصاد الأخضر في لبنان على الازدهار عبر التنوّع والتعاون وتكافؤ الفرص.
افتتحت الحدث مقدّمة الحفل والإعلامية والمراسلة في قناة إم تي في لبنان والسفيرة الجديدة لوحدة البيئة والتنمية المستدامة يارا الهندي. ثم ألقى عميد كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور عمار علبي الكلمة الأولى حيث أكّد أنّ الاستدامة الحقيقية تشمل الناس والبيئة على حد سواء، داعيًا إلى الانتقال الشامل إلى الاقتصاد الأخضر الذي يمكّن ذوي القدرات الخاصة. وقال علبي، "في كلية العلوم الزراعية والغذائية نؤمن بأن الاستدامة لا تقتصر على البيئة فحسب، بل ترتبط بالناس أيضًا. إن المجتمع المستدام هو المجتمع الذي يقدّر التنوّع ويضمن الإنصاف ويمنح كل فرد الفرصة للمساهمة الهادفة."
وفي الكلمة الرئيسية الثانية، سلّط المدير التنفيذي لوحدة البيئة والتنمية المستدامة في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور شادي حمادة الضوء على مشروع حديقة السيوفي كنموذج لإنعاش المساحات العامة من خلال المشاركة المجتمعية وفرص العمل الخضراء المتكافئة والمسؤولية المشتركة. وأشار قائلًا، "هذه الحديقة هي حديقتكم – حافظوا عليها كما لو كانت بيتكم، وانظروا إليها على أنها بيئتكم المشتركة ومساحة للتعبير والترابط."
وفي كلمتها، تناولت مديرة برنامج "الخطوة التالية" في الجامعة الأميركية في بيروت منى آغا مكتبي، مساعي البرنامج الرامية إلى تعزيز الشمولية لا كمجرّد مبادرة فحسب بل كثقافة تمكّن ذوي القدرات الخاصة من التعلّم والعمل والمساهمة بشكل كامل، موضحةً بأنّ المستقبل المستدام بحقّ هو المستقبل الذي لا يترك أحدًا وراءه.
وقالت، "هدفنا أيضًا هو خلق مجتمع شامل – مجتمع ينغمس فيه طلابنا بالكامل في الحياة داخل الحرم الجامعي ويشاركون في النشاطات إلى جانب طلاب الجامعة الأميركية في بيروت وينخرطون في المشاريع التعاونية ويتعلّمون من المتحدّثين والمرشدين المميّزين من جميع أنحاء الجامعة الأميركية في بيروت ومركزها الطبي والمجتمع ككل."
ووجّه هيثم سعيفان، مستشار محافظ بيروت مروان عبود وممثّلًا عنه في الحدث، رسالة شكر وتقدير لجهود السلطات والهيئات المعنية بإعادة تأهيل حديقة السيوفي، معربًا عن استعداد محافظة بيروت تقديم الدعم حسب الحاجة للحفاظ على هذه الحديقة العامة كمساحة لمنطقة السيوفي بأكملها والمجتمعات المحيطة بها، وضمان بقائها في متناول الجميع.
واختتمت الخطابات الدكتورة رامونا الدنف، رئيسة الجمعية اللبنانية للاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، قائلةً، "نحن ملتزمون أيضًا بدعم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، انطلاقًا من إيماننا بأن التنوّع هو قوّة مجتمعية لا تقدّر بثمن." وشكرت وحدة البيئة والتنمية المستدامة في الجامعة الأميركية في بيروت على مبادرتها الرائدة في تنظيم هذا الحدث الملهم، وأضافت، "في الختام، يمثّل التعاون الأكاديمي والمجتمعي لدينا خطوة راسخة نحو لبنان أكثر مراعاة للبيئة وعدالة واستدامة، حيث تتحوّل التحديات إلى فرص ويُمكَّن ذوو القدرات الخاصة كي يشكّلوا قوى فاعلة في عملية التنمية تماشيًا مع الرؤيا الخضراء 2030 للبنان."
وبعد الكلمات الافتتاحية، استمتع الحضور بالعرض الموسيقي المؤثر الذي قدّمته عازفة الكمان غايل عماد وعازف الإيقاع إلياس قطان. وإلياس شاب أثبت قوة عزيمته وموهبته بعد أن تغلّب على تحديّاته الشخصية. أمّا غايل فهي عازفة كمان ومعلمة حائزة على شهادة في العلاج النفسي الحركي، وقد أشارت إلى التزامها بتعليم الموسيقى ودعم ذوي القدرات الخاصة قائلةً، "الموسيقى هي علاج للعقل والجسد، وهي لغة الإبداع والحريّة."
وقد عكس أداؤهما المتناغم والملهم روح الاحتفال بالشمّولية التي ميّزت الحدث من خلال الإبداع والتعبير الفني.
وتضمّن الحدث سلسلة من الحوارات التحفيزية ضمن موضوع "رحلات ملهمة من الرياضة والنجاح" قدّم فيها المديران المؤسّسان لأكاديمية "شوتينغ ستارز"، ريان محفوظ وأيمن القاضي، قصص شخصية مؤثرة تشجّع على المثابرة والتكيّف في وجه تحديّات الحياة. ثم ألقى عمر موسى، زميل برنامج "الخطوة التالية"، كلمة مؤثرة روى فيها تجربته، مشدّدًا على أهمية تضافر القدرة مع التصميم والفرصة من أجل بناء لبنان شامل ومستدام حقًا.
واستنادًا إلى هذا الإلهام، استكشف الحضور الأجنحة التفاعلية التي عرضت الحلول الخضراء المبتكرة والممارسات المستدامة وفرص العمل الشاملة. وتفاعل المشاركون بشكل مباشر مع ممثّلي الشركات والمنظّمات غير الحكومية والمؤسسات الملتزمة برعاية البيئة والمسؤولية الاجتماعية، مما أثرى معرفتهم بالاقتصاد الأخضر المتنامي في لبنان والفرص المتاحة لذوي القدرات الخاصة.
وقدّم المعرض المنشآت المحلية والدولية التي تساهم في تعزيز الممارسات المستدامة وتوظّف ذوي القدرات الخاصة، مثل "غراي ماكنزي ريتايل لبنان"، و"نوك نوك" و"كورال أويل كومباني ليمتد"، وبيت كنز، وبيت البركة، وطاقة سناكس، و"أركنسيال"، و"إشمون"، و"آغريكوم"، و"أركيتكتشر إن إي بوكس"، وأرضي أرضك ومؤسسة جورج ن. إفرام، وبرنامج "الخطوة التالية" في الجامعة الأميركية في بيروت. كما دعم الحدث مقهى "أغونيستا"، وهو مؤسسة اجتماعية مخصّصة لتمكين ذوي القدرات الخاصة من خلال التوظيف الشامل والممارسات التجارية الأخلاقية.
وقد أكد "معرض الوظائف والمهارات الخضراء الشاملة" على الارتباط الجوهري بين الشمولية والاستدامة، وعلى التزام وحدة البيئة والتنمية المستدامة وبرنامج "الخطوة التالية" التابعَيْن للجامعة الأميركية في بيروت بتمكين الأفراد، والتقدّم بالتوظيف العادل، وتعزيز سبل العيش المستدامة في جميع أنحاء لبنان.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.