الجامعة الأميركية في بيروت تعقد ورشة حول قيادة المرأة في مجال الرعاية الصحية

اجتمعت ثماني عشرة متخصّصة في الرعاية الصحية من جميع أنحاء لبنان على مدى يومين متتاليين لحضور الورشة الافتتاحية "من النساء للنساء – إتقان القيادة في مجال الرعاية الصحية" التي جمعت ما بين عالمي الرعاية الصحية والقيادة وخلقت منصة فعّالة للنمو والتواصل والتغيير. شارك في تنظيم البرنامج كلّ من مركز المرأة في إدارة الأعمال في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت وقسم الغدد الصماء التناسلية والعقم في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت.
وعلى الرغم من أنّ النساء يشكّلن حصةً واسعة من القوى العاملة في قطاع الرعاية الصحية في لبنان، ما زال الرجال يهيمنون على المناصب القيادية. لذا تتصدّى هذه المبادرة لتلك الثغرة بشكل مباشر عبر إكساب النساء المهارات اللازمة والثقة والرؤية لتولّي القيادة في كل المراحل.
وقال الدكتور يوسف صيداني، عميد كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في كلمتة الترحيبية، "نحن في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال نؤمن بأن النهوض بالقيادة النسائية ليس مسألة إنصاف فحسب بل هو محرّك للتميّز والابتكار."
وقد أطلقت الدكتورة ندى خداج-صبح، مديرة مركز المرأة في إدارة الأعمال، البرنامج انطلاقًا من رؤية "تستند إلى نجاح مبادرة قدوة التابعة للمركز والتي ساهمت في تمكين النساء في القطاع غير الرسمي في لبنان." وأشارت، "نحن فخورات الآن بإطلاق مبادرة قيادية للنساء في قطاع الرعاية الصحية – ما سيشعل تحرّكًا واسع الأثر يزداد قوةً ويلهم التغيير في مختلف المناطق."
وافتتحت الدكتورة غنى غزيري، رئيسة قسم الغدد الصماء التناسلية والعقم في المركز الطبي في الجامعة الأميركية، جلسات الورشة بدورة تدريبية حول أسس القيادة في مجال الرعاية الصحية. وقد جمعت الدكتورة غزيري الاستراتيجيات القائمة على الأدلة مع نهج يركّز على الإنسان، مبرزةً الأساليب الفعّالة لقيادة الفِرَق واتخاذ القرارات الحاسمة وتحقيق التوازن ما بين المتطلّبات السريرية والأهداف الاستراتيجية. وأكّدت غزيري، "ما زالت المرأة غير ممثّلة بشكل كافٍ في المناصب القيادية في قطاع الرعاية الصحية،" ثم أضافت، "معًا يمكننا تغيير هذه السرديّة وتحقيق تمثيل عادل في كل المجالات الطبية والمراحل الإدارية والقيادية."
في اليوم الأول من الورشة، عُقدت جلسة حول فن قيادة التغيير والتغلّب على المقاومة المؤسسية بإدارة الدكتورة رولا الشامي-ملاعب، الأستاذة المساعدة في إدارة الموارد البشرية في الجامعة الأميركية في بيروت. وانضمّت إلى الجلسة منال أيوب، ممرضة قسم العقم في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، التي شاركت الحضور خبراتها وتجربتها الشخصية في تحقيق الابتكار. كما شاركت في الجلسة الدكتورة منى عيتاني، الأستاذة المساعدة في ريادة الأعمال في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال، التي تحدّثت عن التفكير الريادي في المستشفيات، مبيّنةً قدرة روح المبادرة الداخلية على تحويل الأفكار إلى حلول قابلة للتنفيذ ومؤثرة.
وفي اليوم الثاني، استكشفت الدكتورة ندى خداج-صبح مفهوم الذكاء العاطفي الذي يمثّل نبض القيادة الفعّالة، بينما ركّزت الدكتورة مايا روماني، الأستاذة المشاركة في طب العائلة ومديرة مركز تطوير متخصّصي الرعاية الصحية في الجامعة، على المرونة والتكامل ما بين العمل والحياة وتجنّب الاحتراق النفسي مستندةً إلى خبرتها الواسعة في مجال عافية الطبيب. وقد انضمت إلى الجلسة الدكتورة هبة حمادة، \. كما شاركت رئيسة الممرضات في قسم الشؤون السريرية في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت نايلة أبي يونس تجربتها من رعاية المرضى إلى القيادة. ثم تبعتها الدكتورة لارا نحولي، الزميلة في قسم التوليد والأمراض النسائية في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، التي تركت آراؤها عن التكيّف والإنصاف والشجاعة أثرًا عميقًا لدى المشاركات، حيث أكّدت أن القيادة لا تناسب جميع الأشخاص والظروف.
اختُتمت الورشة بدعوة أطلقتها الدكتورة خداج-صبح حثّت من خلالها المشاركات على التفاوض دون خوف ومناصرة فِرَق عملهن والاحتفاء بإنجازاتهن دون تردّد. وفي ختام اليومين ، تخرجت المشاركات كشبكة متحدة من القائدات المترابطات المُلهمات والمستعدّات للمشاركة في تغيير مستقبل قطاع الرعاية الصحية في لبنان والخارج. إن تخريج الدفعة الأولى من البرنامج ما هو إلا بداية التزام طويل الأمد ببناء القدرات القيادية لدى النساء في الحقل الطبي، وذلك ضمن خطة لإطلاق المزيد من الورش وتخريج المزيد من الدفعات في السنوات المقبلة.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.