الجامعة الأميركية في بيروت تكرّم الدكتور إسماعيل سكريّة تقديرًا لعطائه المتميّز

أقامت الجامعة الأميركية في بيروت وكلية الطب فيها حفلاً لتكريم الدكتور إسماعيل سكريّة على خدماته الجليلة للجامعة ومناصرته لقضية الصحة كحقّ إنساني. حضر العديد من الطلاب والمرضى السابقون والزملاء والشركاء من مختلف المجالات الأكاديمية والمهنية والمناطق إلى قاعة عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت للمشاركة في تكريم الدكتور سكريّة على إسهاماته للنهوض بالخدمة الصحية والمساواة والرفاه العام للمجتمعات في مختلف أنحاء لبنان.
والدكتور سكريّة هو طبيبٌ متخصّص بأمراض الجهاز الهضمي والتنظير الداخلي، كما كان سياسيًا ونائبًا سابقًا في البرلمان اللبناني عن محافظة بعلبك الهرمل في البقاع في دورتيّ عام 1996 وعام 2005 النيابيتين. في عام 1997، أسّس سكريّة الهيئة الوطنية الصحية وبرنامج التجمّع الأكاديمي الصحي الذي يحمل توقيعه "الصحة حق وكرامة." شغل منصب نائب نقيب أطباء لبنان بين عامي 1992 و1994 وانتمى لعضويّة العديد من مجالس الإدارة. ألّف سكريّة ثلاثة كتب ونال جوائز عدّة ومنها الجائزة التقديرية الكبرى لاتحاد الأطباء العرب ودرع نقابة أطباء لبنان.
وقال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري في رسالةٍ مسجّلة، "يتجاوز تكريمنا لإسماعيل سكرية المسار الطبي، ليضمّ ميدان حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والمواطنة،" مضيفًا، "على مدى ثلاثة عقود وأكثر، ناضل الدكتور إسماعيل سكرية بإصرار، داخل البرلمان وخارجه، من أجل حق كل فرد في الحصول على الصحة والكرامة."
بعد نيله درجة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة القاهرة عام 1974، استكمل سكريّة دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت وكينغز كولدج وجامعة كولومبيا متخصّصًا في طبّ الجهاز الهضمي والتنظير الداخلي. حرص سكرّية من خلال عمله بعد ذلك، سواءً الطبي والأكاديمي أم السياسي والاجتماعي، على التقريب ما بين مزاولة الطب وأبحاثه وبين احتياجات الناس الصحية في لبنان والمنطقة، حيث واصل تقديم العلاج الطبي مجانًا لأكثر من 30 عامًا.
تحدّث العديد من الزملاء من الجامعة الأميركية في بيروت وجامعات أخرى عن مسيرة الدكتور سكريّة المهنيّة والأثر الذي تركه في الجامعة الأميركية في بيروت ولبنان.
أشاد الدكتور ريمون صوايا، عميد كلية الطب ونائب الرئيس للشؤون الطبية في الجامعة الأميركية في بيروت، بعمل الدكتور سكريّة الإنساني وتميّزه، قائلاً، "اليوم نكرّم الدكتور سكريّة على مناصرته المتميّزة للصحة كحق إنساني وعلى خلقه رابطًا ما بين الطبّ والعدالة الاجتماعية في لبنان. هو مثالٌ يحتذى به ولا يفوّت فرصة لتذكيرنا بأنّ الصحة حق وكرامة."
كما تحدّث الدكتور قاسم بردى، أستاذ الطب ورئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في الجامعة الأميركية في بيروت عن قيادة الدكتور سكريّة على مدار الأعوام حيث دافع عن الجامعة خلال الأوقات العصيبة. كما أشار إلى مساهمة الدكتور سكريّة كأول متخصّص في أمراض الجهاز الهضمي في الجامعة الأميركية في بيروت إلى جانب دوره في التقدّم بمجال التنظير الداخلي. وأضاف أنّ أسس حضوره العلمي، حتى حين بدأ اهتمامه يمتد خارج المركز الطبي، ظلّت وستظلّ قائمة.
وتحدّث الدكتور سمير عطوي الأستاذ والرئيس السابق لدائرة علم الأعصاب في الجامعة الأميركية في بيروت عن التقاء مساريهما الدراسي والمهني في الجامعة الأميركية في بيروت حين التحقا بها عام 1982، ملقيًا الضوء على العمل الإنساني الذي أصرّ الدكتور سكريّة على الحفاظ عليه متحديًا شتّى الصعاب، فقال، "شكرًا يا إسماعيل على كونك ضمير الناس وصوتهم وعلى مناصرتك حق الصحة. أشكرك أيضًا على مساعدتك لدائرة الطب الداخلي حين كانت بأمسّ الحاجة إليها."
وتحدّث الدكتور إيمان نويهض أستاذ الصحة العامة والصحة البيئية والمهنية والعميد السابق لكلية علوم الصحة في الجامعة الأميركية في بيروت عن كيفية تحمّل الدكتور سكريّة مسؤولية إطلاق المبادرات دون تأخير وعن أسلوبه الفريد في الطب الذي أبدى غايةً صادقة وإنسانية للخدمة. وأضاف أن الدكتور سكريّة استخدم قدرته على الوصول إلى صناعة السياسة لإحداث تغيير إيجابي، حتى وإن عارضه البعض. وقد استفاد من معرفته الطبية للدفاع عن حق الإنسان بالصحة وكان دائم العزم على إثبات أن التقدّم في صحة المجتمع لا يتحقّق دون نظام سياسي متين وعملي.
كما ألقت الدكتورة كريستيان صليبا، الأستاذة في كليّة الصحة العامة في الجامعة اللبنانيّة، كلمةً بالمناسبة بصفتها ممثلةً عن الهيئة الوطنية الصحيّة التي يرأسها الدكتور سكريّة. فأشارت إلى كون الحدث فرصةً للتعبير عن التقدير للدكتور سكريّة. وأضافت بأنه لعب دورًا فعّالاً في إثبات قدرة المناصرة على اتخاذ أشكال عديدة وأن مخاوف الناس يجب أن تكون ضمن اهتمامات الجميع. وقد أظهر سكرية في عمله، بحسب قولها، أن الأمة لا تكون مستدامة إلا عندما يتم الوصول إلى الحق بالصحة بأمان، بعيدًا عن التدخّلات الناجمة عن مصالح شخصية وسياسية.
كما أدلى شركاء من خارج الجامعة الأميركية في بيروت وطلاب وزملاء ومرضى بشهاداتهم من خلال فيديو يستعرض مبادرات أسّسها سكرية ورسالته القويّة التي أولت الأولويّة للكرامة الإنسانية والمساواة في حق الصحة التي ألهمت أجيالاً من طلاّب الطب والصيدلة والصحة العامة.
وقال الدكتور إسماعيل سكريّة، "الطريق الوحيد لبناء دولة "وطن ومواطن" هو في غرس واستنهاض "ثقافة مواطنة" تولي الأولوية للحقوق – وخاصةً الصحية – وتحميها بالشفافية والمساءلة والمسؤولية." ثمّ شرح دور الجامعات في تخريج قياديين مواطنين، مشيرًا إلى التزام رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري بالعدالة الاجتماعية والعلوم في خدمة لبنان بأسره.
"مهما رفعنا راية الصحة حق وكرامة، تسقط كل الشعارات أمام مريضٍ يتألم ولا يحصل على العلاج،" أضاف سكرية الذي شكر جميع من آمنوا برسالته ودعموا مسيرته. كما تحدّث عن التزامه بحق الصحة ودعا إلى فصل الصحة عن الاعتبارات السياسية. "إن المقياس الأدقّ لمصداقية شعارنا – مهما كان نبيلاً – هو الإجراء الذي نتخذه حين نواجه الحاجة الإنسانية."
برصيد خدمة يفوق الخمسين عامًا، يؤمن الدكتور سكريّة إيمانًا راسخا بالمساواة في الحصول على الرعاية الصحية حيث ناصر ثقافة المواطنة من أجل مستقبل أفضل للمنطقة وشعوبها.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.