"المركز": أداء إيجابي للأسهم الكويتية في الربع الأول من 2025

أوضح المركز المالي الكويتي "المركز"، في تقريره الشهري عن أداء الأسواق لشهر مارس 2025، أن سوق الكويت سجل أفضل أداء بين أسواق دول مجلس التعاون الخليجي خلال الربع الأول من عام 2025، بارتفاع نسبته 9.7% خلال الفترة. وأشار التقرير إلى أنه بعد خمسة أشهر متتالية من الأداء الإيجابي، سجل سوق الكويت تراجعاً طفيفاً في مارس 2025، حيث انخفض المؤشر العام للسوق بنسبة 0.3%، وسط أداء متباين بين القطاعات. وكان قطاعا الرعاية الصحية والتأمين من أبرز القطاعات الرابحة، حيث سجّلا ارتفاعًا بنسبة 9.9% و3.3% على التوالي. كما سجل مؤشر القطاع المصرفي ارتفاعًا بنسبة 0.7% خلال الشهر. ومن بين أسهم البنوك، برز سهم بنك برقان وسهم البنك التجاري الكويتي كأعلى الأسهم أداءً، حيث حقق كل منهما عائدًا شهريًا بنسبة 6.2% و5.3% على التوالي. وقد ارتفع صافي أرباح البنك التجاري الكويتي لعام 2024 بنسبة 41.4% على أساس سنوي، ويُعزى ذلك إلى زيادة في استرداد مخصصات خسائر القروض، وارتفاع صافي دخل الفوائد، وإيرادات الرسوم. أما ضمن أسهم السوق الأول، فقد تصدرت كل من المتكاملة القابضة وطيران الجزيرة قائمة الرابحين، حيث ارتفعت أسهمهما بنسبة 8.6% و6.9% على التوالي خلال الشهر. وسجّلت المتكاملة القابضة صافي ربح بلغ 6.88 مليون دينار كويتي لعام 2024، بزيادة قدرها 67.7% على أساس سنوي. ويُعزى هذا النمو إلى الزيادة المستمرة في الطلب على خدمات المعدات، بالإضافة إلى عكس مخصصات ديون مشكوك في تحصيلها نتيجة لتحصيلات فعلية.
ولفت تقرير "المركز" إلى أن الكويت أقرت قانون الدين العام المرتقب منذ فترة طويلة، والذي يُتيح للدولة الاقتراض من الأسواق الدولية. وقد حدد القانون الجديد سقف الدين العام عند 30 مليار دينار كويتي (ما يعادل 97.4 مليار دولار أمريكي)، كما حدد الحد الأقصى لأجَل أدوات الدين المُصدرة بخمسين عامًا. وفي ميزانية السنة المالية 2025/2026، وفي ظل انخفاض أسعار النفط المقدّرة عند 68 دولارًا للبرميل وخفض الإنتاج من قبل تحالف أوبك+، قدّرت الحكومة عجزًا في الميزانية بقيمة 6.3 مليار دينار كويتي. ومع انتهاء سريان قانون الدين السابق في عام 2017، كانت الدولة تعتمد على السحب من صندوق الاحتياطي العام لتمويل العجز. أما القانون الجديد، فسيُمكّن الكويت من تمويل العجز عبر إصدار أدوات دين في الأسواق الدولية. وفيما يخص التضخم، فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 2.49% على أساس سنوي في فبراير 2025، وهي نسبة مستقرة مقارنة بارتفاع قدره 2.5% في يناير 2025. ولا يزال قطاع الأغذية والمشروبات المحرّك الرئيسي للتضخم، حيث سجل ارتفاعًا بنسبة 5.23% على أساس سنوي.
وقد تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز المركّب لأسواق الخليج بنسبة 1.1% في مارس 2025، حيث أغلقت جميع أسواق دول مجلس التعاون الخليجي على تراجعات، متأثرة بمخاوف الحرب التجارية والتوتر الجيوسياسي. وتراجع مؤشر السوق السعودي بنسبة 0.7% خلال الشهر، وسجل سهم كل من أكوا باور وأرامكو السعودية انخفاضًا بنسبة 7.6% و1.3% على التوالي. وانخفض صافي أرباح أرامكو السعودية لعام 2024 بنسبة 12.4% على أساس سنوي، ليسجل 106.2 مليار دولار أمريكي، نتيجة تراجع أسعار النفط. وأعلنت هيئة السوق المالية السعودية موافقتها على إدراج شركة طيران ناس (flynas)، وهي شركة الطيران الاقتصادي في المملكة، لتُصبح بذلك ثالث شركة طيران تُدرج في أسواق الخليج بعد العربية للطيران (الإمارات) وطيران الجزيرة (الكويت). وسجّل مؤشر سوق أبوظبي انخفاضًا بنسبة 2% في مارس 2025 وسط تراجعات شاملة، فيما تراجع مؤشر سوق دبي بنسبة 4.2% خلال الشهر. وسجّل سهم بنك الإمارات دبي الوطني وسهم بنك دبي الإسلامي انخفاضًا بنسبة 8.6% و7.2% على التوالي. أما في قطر، فقد تراجع السوق بنسبة 2% خلال مارس، على الرغم من تسجيل الشركات المدرجة نموًا في الأرباح بنسبة 8.7% على أساس سنوي في عام 2024، وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 7.4% خلال الشهر.
وكانت وكالة ستاندرد أند بورز قد راجعت التصنيف الائتماني للمملكة العربية السعودية بالرفع من A إلى A+، مستندة إلى استمرار التحول الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده المملكة. وقد سجل الناتج المحلي الإجمالي الفعلي للمملكة نموًا بنسبة 4.4% على أساس سنوي خلال الربع الرابع من عام 2024، حيث ارتفع الناتج المحلي غير النفطي بنسبة 4.6%، في حين نما الناتج النفطي بنسبة 3.4%. أما في دولة الإمارات، فقد أعلن المصرف المركزي أن الناتج المحلي الإجمالي الفعلي قد نما بنسبة 3.9% في عام 2024، مدعومًا بالأداء القوي في قطاعات السياحة والنقل والخدمات المالية والإنشاءات والعقارات. ويُتوقع أن يواصل الاقتصاد الإماراتي نموه بنسبة 4.7% في عام 2025 و5.7% في عام 2026، بدعم من الاستثمارات الضخمة في المشاريع، وتخفيف تخفيضات الإنتاج من قبل أوبك+، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية.
وتناول "المركز" في تقريره الأسواق العالمية، التي سجلت أداءً سلبيًا خلال مارس 2025، حيث تراجع مؤشرا مورغان ستانلي العالمي وستاندرد أند بورز 500 بنسبة 4.6% و5.8% على التوالي. وقد ضغطت المخاوف المرتبطة بالإعلانات المستمرة عن الرسوم الجمركية وضعف النمو الاقتصادي على أداء الأسواق خلال الشهر. وفي أعقاب فرض رسوم جمركية على الواردات من كندا والمكسيك والصين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم بنسبة 25% على جميع السيارات المستوردة، ما أثار مزيدًا من القلق بشأن آفاق النمو الاقتصادي الأمريكي. وبناءً على هذه التطورات، قامت مؤسسات مالية كبرى مثل غولدمان ساكس ومورغان ستانلي بخفض توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي لعام 2025 إلى 1.7% بدلاً من 2.2% و1.5% بدلاً من 1.9% على التوالي. ومن جانبه، رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي توقعاته لمعدل التضخم إلى 2.7% مقارنة بـ 2.5% سابقًا، في حين خفّض توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.7% مقارنة بـ 2.1% سابقًا. وعلى الجانب الآخر، سجل مؤشر مورغان ستانلي العالمي للأسواق الناشئة ارتفاعًا بنسبة 0.4% خلال الشهر، مدعومًا بارتفاع مماثل في الأسهم الصينية، وارتفاع الأسهم الهندية بنسبة 5.8%. وقد تلقّت الأسواق الصينية دعمًا من تعهد الحكومة بتقديم دعم مالي ونقدي أقوى للاقتصاد، في حين استفادت الأسواق الهندية من البيانات الاقتصادية الإيجابية مثل تراجع معدلات التضخم.
وسجل معدل التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية 2.8% على أساس سنوي في فبراير 2025، بانخفاض طفيف عن يناير البالغ 3% وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 2.6% على أساس سنوي. وعلى أساس شهري، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين
خلفية عامة
المركز المالي الكويتي "المركز"
تأسس المركز المالي الكويتي (ش.م.ك.ع.) "المركز" في العام 1974 ليصبح أحد المؤسسات المالية الرائدة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجالي إدارة الأصول والخدمات المصرفية الاستثمارية. ويدير "المركز" الآن أصولاً مجموعها 1.03 مليار دينار كويتي كما في 30 سبتمبر 2020 (3.33 مليار دولار أمريكي). وقد تم إدراج "المركز" في بورصة الكويت في العام 1997.