المستثمرون الأثرياء وأصحاب الملاءة العالية مهتمون بالاستثمار المستدام والمراعي للبيئة في ظل تداعيات "كوفيد19"

 أظهرت دراسة الاستثمار المستدام 2020، والتي أعدها قسم الخدمات المصرفية الخاصة في بنك ستاندرد تشارترد، تزايد الاهتمام بالاستثمار المستدام من قبل المستثمرين في ظل الاضطرابات التي يشهدها السوق جراء تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد19، وأشار نحو 19% من المستثمرين ممن شملتهم الدراسة إلى اهتمامهم بالاستثمارات المستدامة، فيما يخطط 42% لاستثمار نحو 5 إلى 15% من أموالهم في استثمارات مستدامة على مدى السنوات الثلاثة المقبلة.

ويحرص المستثمرون الأثرياء وأصحاب الملاءة العالية في دولة الإمارات، والتي تملك أكبر عدد من المستثمرين الأثرياء والذين تعتمد ثروتهم إلى حد كبير على الرواتب، على الاستفادة من الفرص الخضراء (المراعية للبيئة) والمستدامة. حيث أشار 72% من المستثمرين المحتملين إلى اهتمامهم الكبير بالإمكانيات التي يتيحها الاستثمار المستدام. ويقابل هذا الاهتمام 39% من المستثمرين في دولة الإمارات الذين عبروا عن اهتمامهم بتخصيص 15 إلى 25% من أموالهم للاستثمارات المستدامة في غضون السنوات الثلاثة المقبلة.

وشملت الدراسة السنوية الثالثة لقسم الخدمات المصرفية الخاصة نحو 1000 مستثمر مع التركيز بشكل خاص على المستثمرين الأثرياء وأصحاب الملاءة العالية في هونغ كونغ وسنغافورة ودولة الإمارات والمملكة المتحدة.

 أولويات المستثمرين لأهداف التنمية المستدامة تعكس المناخ الحالي

انعكس تأثير جائحة فيروس كورونا المستجد بشكل واضح في نتائج هذا العام والتي أبرزت تركيز المستثمرين على المجالات التي تعزز المرونة في مواجهة الأزمات المستقبلية. وقد صنف نحو 50% من المشاركين أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة للمياه النظيفة والنظافة الصحية والصحة الجيدة والرفاه على أنها ذات أهمية أعلى، كما أشار 43 % من المستثمرين إلى أن العمل المناخي أكثر أهمية، حيث تقدم قبل التعليم الجيد والقضاء التام على الجوع، وكلاهما بنسبة 40%.

وكشفت الدراسة أن المستثمرين في دولة الإمارات لديهم أيضاً درجة أعلى من القلق مقارنة بالمستثمرين الآسيويين، بالإضافة إلى الحاجة إلى زيادة المعرفة بالمصطلحات، على سبيل المثال، كان المستثمرون في دولة الإمارات الأقل دراية بالاستثمار المنخفض الكربون.

تسهيل الاهتمامات وإزالة الحواجز

وفقاً للدراسات السابقة، تُظهر دراسة هذا العام أن المستثمرين يفتقرون إلى المعرفة حول كيفية تحقيق الأهداف الاجتماعية والتأثيرات التي تهمهم. ويظل ذلك معوقاً أمام المستثمرين الذين يرغبون في القيام باستثمارات مستدامة. وتلعب البنوك دوراً حاسماً في توفير التوجيه الأساسي للعملاء لإطلاق العنان للزخم المتزايد حول الاستثمار المستدام. وإلى جانب الافتقار إلى المعرفة، فإن العوائق الرئيسية الأخرى التي تحول دون الاستثمار في هذا القطاع هي القلق، والافتقار إلى الدافع والمشورة.

السمات الشخصية تؤثر على نهج الاستثمار

حددت الدراسة خمسة أنواع لسمات شخصية المستثمرين - متفائلة، مؤمنة بالتأثير، حذرة، مقاومة، غير مبالية – والتي من شأنها التأثير على قرارات الاستثمار المستدامة. من بين هؤلاء، تبرز الشخصية المؤمنة بالتأثير باهتمامها الكبير بالاستثمارات المستدامة وتدني قلقها بهذه الاستثمارات. وفي دولة الإمارات، يتساوى عدد المتفائلين والحذرين.

تنسجم هذه المخرجات مع دراسة شخصية المستثمر 2020 التي تدعم نهجنا في خدمة العملاء. فمن خلال تحديد احتياجات المستثمرين الأفراد بناءً على نوع شخصيتهم، يمكننا تقديم نصائح مخصصة لمساعدة العملاء على تحقيق نتائج استثمارية أفضل وتجنب أوجه التعثّر، خاصة خلال الأوقات الضبابية في السوق.

اهتمامات المستثمرين تتفاوت تبعاً للمناطق الجغرافية

يسلط التقرير الضوء أيضاً على الاختلافات بين المستثمرين تبعاً للمناطق الجغرافية، ما يعزز كيفية تأثير الفوارق الثقافية الدقيقة وتجارب السوق المحلية، من بين أمور أخرى، على شخصيات المستثمرين وأساليبهم الاستثمارية المقابلة.

يظهر فارق بسيط مثير للاهتمام في أولويات أهداف التنمية المستدامة بين المستثمرين الأثرياء وأصحاب الملاءة العالية. ففي حين أن هذه المجموعة من المستثمرين تُظهر القليل من الأولوية الواضحة لأي من أهداف التنمية المستدامة، كما لوحظت اهتمام خاص بأهداف الصحة الجيدة والرفاه وحركة المناخ أكثر من الآخرين.

وتتباين نظرة المستثمرين بشأن أولويات أهداف التنمية المستدامة تبعاً لاختلاف المناطق، فعلى سبيل المثال، يفضل المستثمرون في هونغ كونغ العمل المناخي فيما يهتم المستثمرون في دولة الإمارات بشكل أكبر بالتعليم الجيد.

وفيما يتعلق باعتبارات المستثمرين لزيادة الاستثمارات، يكشف التقرير رغبة المستثمرين الأثرياء وأصحاب الملاءة العالية بشكل عام في النظر في تخصيص الأموال لاستثمارات مستدامة، بغض النظر عما إذا كانت لديهم خبرة سابقة في إجراء مثل هذه الاستثمارات.

وبدوره، قال ناوشيد ميثاني، رئيس الجالية العالمية لجنوب آسيا  في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا والرئيس المحلي في الإمارات للخدمات المصرفية الخاصة لدى بنك ستاندرد تشارترد: "في الوقت الذي يواصل فيه تنامي الاهتمام بالاستثمار المستدام بين فئة الشباب والمتعلمين في دولة الإمارات، يظل هناك فجوة معرفية كبيرة بين المستثمرين. ومن المرجح أن يسعى المستثمرون الذين استثمروا بالفعل في مشاريع مستدامة إلى زيادة حصتهم في هذا النوع من الاستثمارات.

وأضاف: "انطلاقاً من مكانتنا كبنك عالمي يتمتع بجذور عميقة في دولة الإمارات، فإننا نضطلع بدور هام في المساعدة على سد هذه الفجوة وتسهيل رحلة الاستثمار المستدام وتحقيق طموحات عملائنا. فمن شأن معرفتنا بكيفية تأثير سمات الشخصية للمستثمرين من العملاء على نهجهم الاستثماري، أن يمنحنا القدرة على مساعدتهم على تخطي أي عقبات، من هنا تبرز أهمية فلسفتنا للتأثير لتوفير إطار منظم للعملاء لتحديد القضايا البيئية والاجتماعية ذات الأهمية لهم، وكذلك لفهم مخاطر وعوائد الفرص المحتملة".