باحثون من وايل كورنيل للطب قطر يكتشفون خصائص مضادة للسرطان للعقار ميتفورمين

يأمل باحثون من وايل كورنيل للطب - قطر أن يكونوا قد اكتشفوا علاجاً لعدد من أنواع السرطان بالاستعانة بعقار شهير يوصف مراراً وتكراراً لمرضى السكري في شتى أنحاء العالم.
ففي دراسة نُشرت في الدورية الطبية العالمية Cancers، قال باحثون من الكلية إنهم يعتقدون أن العقار ميتفورمين قد تكون له خصائص مضادة للسرطان في حال استخدامه بالاقتران بعلاجات أخرى. وأوضح الدكتور سامسون صاموئيل، الباحث المشارك في الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية في وايل كورنيل للطب - قطر والباحث الرئيس للورقة البحثية المنشور، أن الدراسة الاستقصائية استُهلّت بعد التنبه إلى أن مرضى السكري الذين يتناولون العقار ميتفورمين لإدارة هذا المرض المزمن تقلّ لديهم حالات الإصابة بأنواع معينة من السرطان، وتحديداً سرطان الثدي، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان البنكرياس، وسرطان البروستاتة، وجميعها مبعث قلق خاص ببلدان الشرق الأوسط.
واستُهلّ العمل لدراسة هذه الظاهرة في المختبر باستخدام الخلايا بدعم من منحة برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي (المنحة رقم: NPRP: 04–910-3–244) ومنحة برنامج خبرة الأبحاث للعلماء الشباب (المنحة رقم: 03–016-3–009) ومنحة برنامج بحوث الطب الحيوي ومنحة المشاريع التجريبية من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، عضو مؤسسة قطر. وخلال الجزء الأخير من الدراسة، نال الباحثون منحة تمويل التجسير من برنامج بحوث الطب الحيوي في وايل كورنيل للطب - قطر، وهو البرنامج الذي تموّله مؤسسة قطر.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور صاموئيل: "في البداية، نظرنا في كيفية استجابة الخلايا للعقار ميتفورمين، لكننا لم نرَ تأثيراً كبيراً. ولكن عندما جُوّعت الخلايا بحرمانها من الجلوكوز ثم عولجت بالعقار ميتفورمين، رأينا كيف أنها بدأت بإنتاج بروتين مضاد لتشكُّل أوعية دموية جديدة يُعرف باسم البروتين ترومبوسبوندين-1". وليس بإمكان الأطباء حرمان مريض السرطان من الجلوكوز بشكل كامل، لذلك تمّ استخدام العقار ميتفورمين مع الجزيء ديوكسيجلوكوز-2 لتثبيط استفادة الخلايا من الجلوكوز.
وتتشكّل الأوعية الدموية الجديدة من جهاز الأوعية الدموية عند الإنسان. ومن المعروف أن كل جزء من جسم الإنسان بحاجة إلى كمية من الدم لتغذيته واستمرار نموه. وعندما ينمو ورم ما، يجب أيضاً أن تغذّيه الأوعية الدموية، وتُعرف هذه العملية باسم تشكُّل الأوعية الدموية الداعمة للورم. لذلك، إذا ما تمكّن العلماء من تثبيط هذه العملية أو إيقافها تماماً، باستخدام دواء مضاد لتشكُّل الأوعية الدموية، عندها لا بدّ أن يتباطأ نمو الورم أو أن يموت.
ومن خلال العمل على الخلايا البطانية الوعائية الصُّغرية عند الفئران، توصّل فريق الباحثين إلى أن الخلايا تشرع بإنتاج البروتين ترومبوسبوندين-1 المضاد لتشكُّل أوعية دموية جديدة عند استخدام الجزيء ديوكسيجلوكوز-2 بالاقتران بالعقار ميتفورمين. ولم يُرصد مثل هذا التأثير في الخلايا التي عولجت بالجزيء ديوكسيجلوكوز-2 أو العقار ميتفورمين بشكل منفصل.
وقال الدكتور كريس تريغل، أستاذ علم الأدوية في وايل كورنيل للطب – قطر وكبير الباحثين الاستقصائيين للدراسة: "ما توصّل إليه فريق الباحثين مهم جداً، فمرضى السكري الذين يعانون من البدانة يتفاقم لديهم خطر الإصابة بالسرطان، وإذا ما عرفنا أن العقار ميتفورمين من الممكن أن يعالج السرطان إلى جانب السكري فإن ذلك قد يمكّن الأطباء من معالجة الخطر المتفاقم بتقليل مستويات جلوكوز الدم عند المريض".
وختم الدكتور صاموئيل قائلاً: "علينا الآن أن ننظر في كيفية استهداف العقار ميتفورمين لأنواع أخرى من الخلايا بعد أن انصبّ تركيز هذه الدراسة على الخلايا البطانية، وسيكون من المثير للاهتمام أن نرصد التأثير المباشر، إن وُجد، للعقار نفسه في خلايا سرطان الثدي على سبيل المثال. ولهذه النتائج أهمية خاصة لعموم الناس بسبب الإمكانية المنطوية لعلاج السرطان بشكل عام. وفي العادة، تستهدف العلاجات المختلفة سرطانات بعينها، وعلى سبيل المثال فإن جرعة معيّنة من دواء ما لعلاج سرطان الثدي ربما لا تؤثر في نوع آخر من السرطان. غير أن تجاربنا أظهرت أن اقتران الجزيء ديوكسيجلوكوز-2 بالعقار ميتفورمين قد يمكّننا من استهداف عملية تشكُّل الأوعية الدموية الداعمة للورم في عدد من السرطانات، وذلك بفضل إنتاج البروتين ترومبوسبوندين-1 بخاصيته المضادة لتشكُّل أوعية دموية جديدة. بل إن توليفة العقاقير الدوائية المذكورة قد تمكّننا من تقليل الحاجة إلى عقاقير ذات سُمّية أو ربما تقليل الجرعة المعطاة للمريض".
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.