تراجع كبير في العالم في حالات إسهال الأطفال مع استمرار التفاوتات الإقليمية

بيان صحفي
تاريخ النشر: 16 أكتوبر 2025 - 07:02 GMT

تراجع كبير في العالم في حالات إسهال الأطفال مع استمرار التفاوتات الإقليمية

نشر باحثون من وايل كورنيل للطب - قطر دراسة عالمية فارقة في الدورية الطبية المحكّمة eBioMedicine، المنضوية تحت مجموعة "ذي لانسيت – The Lancet"، مقدّمين رؤى متعمقة مهمة وغير مسبوقة حول إسهال الأطفال، أحد أبرز أسباب وفيات الأطفال في العالم.

واستُهلّت الدراسة في إطار برنامج التدريب المتخصص في بحوث الطب الحيوي في وايل كورنيل للطب - قطر، وهو مبادرة مدتها عام واحد تزوّد الخرّيجين الجدد بخبرة مباشرة في المشاريع العلمية وتعزّز قدرتهم على بناء مسيرة مهنية طويلة الأمد في مجال البحوث في قطر. وفي إطار هذا البرنامج، صقل الباحث زهير تاج، المؤلف الأول للدراسة، خبراته البحثية واكتسب مجموعة واسعة من الأدوات والكفاءات المتكاملة وعُيّن لاحقاً بعد باحثاً متفرغاً في قسم البحوث في وايل كورنيل للطب - قطر، حيث يسهم اليوم في مشاريع بحثية مختلفة في علم الأوبئة والصحة العالمية.

ما زال الإسهال يشكّل تحدّياً صحياً عالمياً إذ أنه السبب الرئيس الثالث لوفيات الأطفال في العالم، فهو يتسبب في وفاة حوالي 445000 طفل دون سن الخامسة سنوياً. وتتحمّل البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل العبء الأكبر مقارنة ببقية بلدان العالم، إذ تسجّل 90% من تلك الوفيات. ويعوّق الإسهال، إلى جانب آثاره المباشرة، نمو الأطفال ونماءهم المعرفي، ويفاقم سوء التغذية، ويُثقل كاهل الأُسر ونظم الرعاية الصحية واقتصادات البلدان.

وبعد إجراء تحليل متأنٍ لما مجموعه 593 مسحاً استقصائياً سكانياً على المستوى الوطني، أُجري في الفترة بين عامي 1985و2024 في 129 بلداً، وجدت الدراسة أن معدّل انتشار إسهال الأطفال قد انحسر بأكثر من النصف على مدى العقود الأربعة الماضية - من 22,3% في الثمانينيات إلى 10,9% في السنوات الأخيرة - منخفضاً بمعدل 1% سنوياً. وبالإضافة إلى ذلك، انخفض معدل الانتشار في جميع المناطق الرئيسة في العالم باستثناء منطقة واحدة لم تسجّل انخفاضاً في إسهال الأطفال.

ويعكس هذا التقدّم الكبير المحرز الأثر المشترك لتدخلات الصحة العامة، بما في ذلك التطعيم ضد الفيروسة العجلية (فيروس الروتا)، واستخدام محاليل تعطى عن طريق الفم لتعويض السوائل والأملاح، وتشجيع الرضاعة الطبيعية، ومكمّلات فيتامين "ألف"، إلى جانب التحسينات الأوسع نطاقاً في الظروف الاجتماعية والاقتصادية في العديد من بلدان العالم.

إلاّ أن الدراسة كشفت أيضاً عن تفاوتات إقليمية صارخة. فقد تحمّلت المنطقة الأفريقية العبء الأكبر مسجّلة أعلى معدل انتشار لإسهال الأطفال، في حين سجلت المنطقة الأوروبية أقلّ معدل انتشار وأكبر انحسار في الوقت نفسه. وفي المقابل، يختلف إقليم شرق المتوسط عن السائد في قصة النجاح العالمية، إذ ما يزال إسهال الأطفال يُثقل كاهل بلدان الإقليم دون أي انخفاض ملموس على مدى العقود الأربعة الماضية.

وبعد دراسة العوامل المحدّدة لإسهال الأطفال عالمياً، أعدّ الباحثون مؤشراً جديداً باسم "الحالة الاجتماعية والاقتصادية وتغذية الطفل" لتيسير تتبّع التقدم الوثيق الصلة بانحسار معدل الانتشار. وأظهر المؤشر أن البلدان التي لديها أعلى المستويات في تعليم الأمهات وأفضل تغذية للأطفال ومياه شرب مأمونة ومرافق صحية لازمة، هي التي تسجّل أدنى مستويات إسهال الأطفال، وهو ما يؤكد أن إسهال الأطفال لا يمثّل مشكلة صحية فحسب، بل يُعدّ أيضاً مؤشراً على الحالة العامة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وتحدّث الباحث زهير تاج، المؤلف الأول للدراسة واختصاصي البحوث في مجموعة وبائيات الأمراض المعدية في وايل كورنيل للطب - قطر، قائلاً: "تكشف نتائج دراستنا عن قصة نجاح صحية عالمية. فملايين الأطفال اليوم يتمتعون بصحة أفضل مما كان عليه الحال قبل أربعة عقود. وفي المقابل، يُظهر استمرار ارتفاع معدلات انتشار إسهال الأطفال في المناطق المهمّشة أن التقدم المحرز لم يكن متساوياً بين مناطق العالم. ولإنهاء وفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها، لسنا بحاجة إلى تدابير صحية مجرّبة فحسب، بل أيضاً إلى استثمارات مستدامة في المياه النظيفة والمرافق الصحية والتعليم وأمن الغذاء، بالإضافة إلى استجابات أقوى لحالات الطوارئ المرتبطة بالنزاعات التي ما تزال تؤثر بشكل غير متناسب في منطقتنا".

وفي السياق نفسه، قال الدكتور ليث أبو رداد، المؤلف الرئيس للدراسة وأستاذ علوم الصحة السكانية في مجموعة وبائيات الأمراض المعدية في وايل كورنيل للطب – قطر: "يمثّل إسهال الأطفال تحدياً صحياً ومؤشراً على عدم المساواة في آنٍ واحد. فهو ينحسر حيثما تتقدم المجتمعات، ويستمر في حصد أرواح الصغار حيثما تتعثر أو تتعطل نُظم الحياة بسبب النزاعات. فنحن أمام قضية صحة عامة بقدر ما هي تحدٍ يعوق التنمية. والمعركة للقضاء على إسهال الأطفال لم تنتهِ بعدُ".

أُنجزت الدراسة بعنوان "انتشار إسهال الأطفال عالمياً ومحدّداته: تقييم منهجي تِلْوي، 1985-2024" بتمويل من برنامج التدريب المتخصص في بحوث الطب الحيوي، ومختبر الإحصاءات البيولوجية والوبائيات والرياضيات البيولوجية في وايل كورنيل للطب - قطر.

خلفية عامة

وايل كورنيل للطب - قطر

 

تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء. 

 

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن