توقعات بارتفاع مجموع إيرادات المدفوعات الإجمالية في الإمارات العربية المتحدة إلى 14 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030

سلطت شركة بوسطن كونسلتينج جروب  (BCG) في تقريرها السنوي التاسع عشر بعنوان "المدفوعات العالمية 2021: معاً لمستقبل أكثر نمواً"  الضوء على تعافي الأسواق الوطنية عبر العالم بما في ذلك، الإمارات العربية المتحدة، على مدى العقد المقبل، حيث من المقرر أن يكون النمو مدفوعاً بالزخم الجديد الذي تشهده الأسواق مع انحسار جائحة كوفيد-19. وطالت الدراسة دور الوباء في إحداث تغييرات واسعة النطاق على مستوى عادات الشراء وتحولها من التسوق التقليدي إلى التسوق عبر الإنترنت، ومن استخدام الأموال لإجراء عمليات الدفع، إلى اعتماد تطبيقات الدفع الرقمي. ويركز التقرير على أداء قطاع المدفوعات الذي كان تأثره بهذه التحولات أقل وقعاً من التوقعات العالمية ذات الصلة. 

وبحسب نتائج التقرير السنوي لقطاع المدفوعات العالمية، تتشابه الإمارات العربية المتحدة مع الأسواق العالمية وأسواق المنطقة، في العديد من القواسم المشتركة، بما في ذلك القدرة على التحكم بالخسائر التي شهدتها الإيرادات نظراً للظروف العالمية الأخيرة، وبفضل التوقعات المستقبلية المتفائلة. وشهد مجموع إيرادات المدفوعات الوطنية من عام 2015 إلى عام 2020 ارتفاعاً بنسبة 17٪ ليصل إلى 8.4 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يصل هذا المجموع إلى 14 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030. على صعيد آخر، تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بإمكانية تحقيق النمو المستدام على مدى السنوات الخمس المقبلة وما بعدها، بمعدل نمو سنوي مركب 5.3٪ من 2020 وحتى 2030.

وقال محمد خان، الشريك في شركة بوسطن كونسلتينج جروب:  "تشير أبحاثنا أنه من المؤكد أن نمو قطاع إيرادات المدفوعات في الإمارات العربية المتحدة، قد ساهم على نحو حيوي في تحقيق الانتعاش الاقتصادي للدولة. وقد أدت التغييرات التي شهدتها توجهات المستهلكين، بالإضافة إلى تسارع نمو القنوات الرقمية، إلى تسريع عملية تمكين التجارة الإلكترونية، وتوسيع خيارات التنفيذ، وتبسيط عمليات البيع والدفع عبر الإنترنت. وقد أرست هذه الاتجاهات الأسس نحو فصل جديد في قطاع المدفوعات، يتميز بالحيوية وإمكانات النجاح الهائلة خلال السنوات المقبلة، الأمر الذي يتجلى بوضوح ضمن توقعات النمو الملحوظة ". 

ويسلط التقرير الضوء على إيرادات المدفوعات وإجمالي التوقعات المرتبطة بالمعاملات الجارية عبر قطاع المدفوعات في الإمارات العربية المتحدة، مع الأخذ بعين الاعتبار أدوات الدفع المختلفة، بما في ذلك بطاقات الائتمان والشيكات والائتمان عالي القيمة وتحويلات الائتمان الإلكترونية والحسابات الجارية والبطاقات الائتمانية وبطاقات الخصم والبطاقات المدفوعة مسبقاً. وتجسد القيمة الإجمالية لمدفوعات الإيرادات البالغة 14 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، زيادة بنسبة 67٪ عن عام 2020، بينما من المتوقع أن يرتفع عدد المعاملات من حوالي 644 مليون دولار إلى أكثر من 1.2 مليار خلال الإطار الزمني ذاته - بزيادة قدرها 94٪.

وأوضح ماركوس ماسي، المدير المفوّض والشريك الأول في شركة بوسطن كونسلتينج جروب: "من المتوقع أن يستمر الابتكار في قطاع المدفوعات الإماراتي في النمو بشكل تصاعدي على مدار العقد القادم، ما يعني بأننا سنشهد تسجيل أعداد قياسية من المعاملات الرقمية على نحو مستمر. ويمكن تحقيق هذا السيناريو من خلال الجهود التي تبذلها الشركات العاملة في القطاع بهدف تحسين مستوى الخدمات وذلك مع دخول شركات جديدة إلى السوق، الأمر الذي يسهم في الارتقاء بمستويات القدرات التنافسية والابتكار بشكل أكبر. ومن المتوقع أن تندمج هذه الخدمات مع المنظومات الرقمية المتعددة، ما سيوفر للمستهلكين خيارات أكثر سلاسة، ومن ثم تحقيق آثار إيجابية واضحة على مستوى قطاع البيع بالتجزئة". 

من المتوقع على مدى السنوات القادمة أن تشهد إيرادات المدفوعات في قطاع التجزئة الإماراتي نمواً ملحوظاً. ففي عام 2020، بلغت عائدات مدفوعات قطاع التجزئة 4.7 مليار دولار أمريكي. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى ما يقرب من 7.9 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030 - بزيادة قدرها 68٪ - وذلك مع ارتفاع عدد المعاملات ذات الصلة بنسبة تصل إلى حوالي 93٪، ليرتفع المجموع بذلك من 567 مليوناً في عام 2020 إلى أكثر من مليار دولار بحلول عام 2030.

وأضاف خان: "ستستفيد الشركات العاملة بالقطاع والتي تتمتع بالمرونة والقدرات اللازمة للتعامل مع المشهد المتغير والتوجه لتبني التقنيات الرقمية من مجموع الإمكانات والفرص المتوفرة في هذا السياق، بما في ذلك فرص الإيرادات الناشئة عن توسيع قاعدة عملاء التجزئة، والتوجه المتزايد لاعتماد وسائل الدفع الرقمية. وقد أثبتت الظروف الأخيرة، قدرة قطاع المدفوعات في الإمارات العربية المتحدة على مواجهة التحديات التي تفرضها بيئة الأعمال سريعة التغير، وينبغي الاستفادة من الفترة القادمة لاستكشاف توقعات السوق والاستعداد للمرحلة المستقبلية وفقًا لذلك".