جامعة جورجتاون في قطر تعلن فوز خريجة الجامعة فاطمة يونسة كثالث خريجة خلال خمس سنوات تحصل على منحة "رودس" المرموقة للدراسات العليا من جامعة أكسفورد
يذكر أن فاطمة، هي باحثة نيجيرية في السياسات العامة، و واحدة من ثلاثة باحثين فازوا بتلك المنحة المرموقة لعام 2026 في منطقة غرب أفريقيا. وهي أيضا واحدة من بين أكثر من 30 طالبا وخريجا آخرين من جورجتاون حصلوا على المنحة على مدى العقود الماضية، بينما هي ثالث خريج من حرم جورجتاون في قطر يحصل على الجائزة خلال السنوات الخمس الماضية، إلى جانب سابقيها خانسا ماريا (دفعة 2021) وأسماء شاكيل (دفعة 2024).
تختار إدارة المنحة شبابا باحثين واعدين من جميع أنحاء العالم يظهرون بوادر صفات النزاهة والقيادة والشخصية والذكاء والالتزام بالخدمة المجتمعية كشروط مسبقة للدراسة العليا في جامعة أكسفورد.
قال الرئيس المؤقت لجامعة جورجتاون روبرت غروفز: "إن التزام فاطمة برفع مستوى الآخرين، إلى جانب تركيزها على السياسات العامة والخدمة المجتمعية، يجسد أسمى مبادئ جورجتاون، ونحن نتطلع لرؤية ما ستحققه".
بصفتها باحثة رودس، ترغب فاطمة يونسة في البناء على مهاراتها وتطويرها من خلال برامج الدراسات العليا في السياسات العامة وأبحاثها لتعزيز التنمية الوطنية لبلدها الأم.
وعن هذا التحدي تقول: "أنا قلقة بشأن إمكانية القضاء على الفقر، والإذلال، وكيف يحولا دون حصول الناس على عيش وحياة كريمة". تقول فاطمة "إن اهتمامي بالتنمية يأتي من إدراكي أن الوظائف والفرص عالية النوعية هي الطريقة الأكثر استدامة لتخفيف الفقر"، وأضافت: "إنها فرصة ضخمة، أنا متحمسة للتعلم من أشخاص يعرفون الخدمة معنى العامة وقيمتها من جميع أنحاء العالم."
تفعيل القدرات الكامنة غير المحققة
نشأت فاطمة وهي تتنقل عبر أجزاء مختلفة من نيجيريا. وخلال الطريق، لاحظت كيف أن الأشخاص ذوي المهارات العالية غالبا ما يفتقرون إلى فرص عمل ذات معنى. كما رأت أشخاصا تحبهم يكافحون مع هذه التحديات في مهن تدبر بالكاد لقمة العيش. هذه التجارب جعلت فاطمة تتساءل عما يمكنها فعله لتمكين المجتمعات من تعظيم مهاراتها وتحسين مواهبها وقدراتها الكامنة.
"بينما توجد مبادرات لتطوير المواهب في البلاد، إلا أنها ليست مستدامة بما يكفي لتحقيق حجم التحول اللازم لضمان تحسن في مستقبل ابناء البلاد. والمبادرات القائمة مجزأة عبر قطاعات، وغالبا ما تكون قديمة، أو مرتبطة بالإدارات السياسية بدلا من تفويضات مؤسسية دائمة، لذلك فيجب على نيجيريا مواءمة مواهبها واحتياجاتها السوقية وموقعها داخل الاقتصاد الدولي لتحقيق التقدم."
من خلال تعليمها، سعت فاطمة إلى اكتساب المهارات اللازمة للتصدي لهذا التيار بل عكس اتجاهه، والمساهمة الفعالة في تشكيل السياسات العامة والتنمية الاقتصادية في نيجيريا.
خلال دراستها في المدرسة الثانوية، قادت فريقا من زميلاتها في تحدي ابتكار علم الفتيات الصغيرات مهارات النمذجة والبرمجة في سياق السياسات العامة. بعد التخرج، التحقت بأكاديمية القيادة الأفريقية، وهي برنامج لمدة عامين للطلاب الأفارقة الموهوبين لتزويدهم بمهارات القيادة والعمق الثقافي والتفكير النقدي ليصبحوا صانعي تغيير.
في جورجتاون في قطر، تخصصت فاطمة في الثقافة والسياسة وتخصصت فرعيا في اللغة الفرنسية مع تركيزها على النساء والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، خاصة سياسة التعليم في شمال أفريقيا وتأثير قانون حظر العنف ضد الأشخاص في نيجيريا على النتائج الاجتماعية والاقتصادية للنساء. كما دعمت الأنشطة الثقافية في الحرم الجامعي كرئيسة لجمعية الطلاب الأفارقة.
أوصى مشرفوها من أعضاء هيئة التدريس، بمن فيهم أساتذة التاريخ الأفريقي "فيبي موساندو" و"ليندا إيرولو"، وأستاذ اللغة الفرنسية "داميان تيسو"، وأستاذ الثقافة والسياسة "فيرات أوروتش"، ومستشارة المناهج "كريستين شيفيتز" بحصولها على منحة دراسية.
قال عميد جامعة جورجتاون في قطر، صفوان المصري: "إنجاز فاطمة المذهل هو قفزة واثقة للامام لها ولحظة فارقة لمؤسستنا، إنه يشير إلى نوع القوة الفكرية وعمقها التي تطلقها جامعة جورجتاون في قطر إلى العالم— فهي بطبيعتها لا تهدأ، حادة، مدفوعة بعزيمة كبيرة. آمل أن تتمكن أكسفورد من المواكبة."
بعد تخرجها بأعلى مرتبة شرف وحصولها على ميدالية العميد وجائزة التميز التعليمي من قطر في عام 2024، تدربت فاطمة مع منظمة "ليبرا فيلانثروبيس" في نيويورك وتعاونت مع منظمات غير حكومية أفريقية في مجالات التعليم والتمكين الاقتصادي ومبادرات الاستدامة.
تعمل فاطمة حاليا في مجلس الأعمال الأمريكي-القطري في الدوحة كمساعدة برامج. ومن خلال دورها، تتعاون مع المؤسسة المالية الدولية وصندوق قطر للتنمية في مبادرات لاستغلال استثمارات القطاع الخاص وتحفيز فرص العمل للفئات المهمشة في الدول النامية.
تخطط لجلب جميع تجاربها إلى المملكة المتحدة كباحثة تحت منحة رودس لتطوير أبحاثها. هدفها هو متابعة مسار مهني يمكنه الاستفادة من التكنولوجيا ومساعدة الشباب في نيجيريا على الانتقال من التعليم إلى التوظيف الكامل.
"بدأت رحلتي بالإحباط من رؤية أشخاص رائعين تقيدهم أنظمة معيبة لتطوير المواهب. إذا استطعنا إعداد النيجيريين لربط التعليم بالصناعة، وخلق ابتكارات قابلة للتوسع، فسوف نسرع التقدم الفردي والوطني، ومنحة رودس توفر التعليم وشبكة العلاقات والتواصل لتوسيع نطاق دراستها — مما يضمن أن المواهب في نيجيريا في جيلي، ستحظى أخيرا بالفرص التي تستحقها."
خلفية عامة
جامعة جورجتاون قطر
تأسست جامعة جورجتاون في العام 1789 في واشنطن العاصمة، وهي واحدة من المؤسسات الأكاديمية والبحثية الرائدة في العالم. وفي العام 2005 أبرمت الجامعة شراكة مع مؤسسة قطر تأسست بموجبها جامعة جورجتاون قطر التي تسعى منذ تدشينها إلى التأسيس على السمعة العالمية التي اكتسبتها الجامعة عبر التعليم والبحوث وخدمة المجتمع. واستلهامًا لرسالة الجامعة المتمثلة في تعزيز الفهم الفكري والأخلاقي والروحي، تهدف جامعة جورجتاون قطر إلى الارتقاء بالمعرفة وتوفير تجربة تعليمية شاملة يعود نفعها على الطلاب والمجتمع بما يسهم في بناء أفراد يتمتعون بحس المواطنة العالمية ويلتزمون بخدمة البشرية.
تتخذ جامعة جورجتاون قطر من المدينة التعليمية في العاصمة القطرية الدوحة مقرًا لها، وتقدم برنامج بكالوريوس العلوم في الشؤون الدولية، وهو نفس البرنامج الأكاديمي المرموق والمعترف به دوليًا الذي تقدمه الجامعة في حرمها الرئيسي بواشنطن العاصمة. ويهدف هذا البرنامج الفريد متعدد التخصصات إلى إعداد الطلاب لمعالجة أهم القضايا العالمية وأكثرها إلحاحًا من خلال مساعدتهم في اكتساب مهارات التفكير الناقد والتحليل والاتصال وصقل هذه المهارات في إطار سياق دولي. ويحظى خريجو جامعة جورجتاون قطر بفرص شغل مناصب وظيفية في منظمات محلية ودولية رائدة تنشط في قطاعات متنوعة مثل التمويل والطاقة والتعليم والإعلام. كما يوفر حرم الجامعة في دولة قطر مقرًا لتقديم برنامجين آخرين للدراسات العليا: الماجستير التنفيذي في إدارة حالات الطوارئ والكوارث، والماجستير التنفيذي في القيادة.