جمعية البيئة العُمانية تحتفل بنجاح حملتها لتنظيف شواطئ مصيرة من شباك الصيد المهجورة

أعلنت جمعية البيئة العمانية، المؤسسة غير الربحية الوحيدة بالسلطنة والتي تكرس مجهوداتها لحماية البيئة عن انتهاء حملة تنظيف ناجحة لشواطئ مصيرة مؤخراً. وقد أثمرت الحملة عن إزالة أكثر من 90 طناً من المخلفات التي تضمنت شبكات ومعدات الصيد والحبال و غيرها من النفايات، والتي تم تجميعها بالتعاون مع مكتب والي جزيرة مصيرة، وبلدية مصيرة، وهيئة البيئة، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، والشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة (بيئة) وسوما إيكوفيجن، وسنيار عُمان، وشركة محمود سلام الفارسي التجارية، جنبًا إلى جنب مع عدد من المتطوعين والمجتمع المحلي في مصيرة. وجاءت الحملة برعاية مجموعة Sprint for Oman، والمنحة الصيفية لاستدامة السلاحف البحرية التي حازت عليها الجمعية بعد جمعها أعلى الأصوات ضمن المجموعات غير الربحية المشاركة في منحة (Turtle Island Restoration Network) بالتعاون مع جمعيةSEE Turtles.

 هذا، وتُعد جزيرة مصيرة واحدة من أبرز مراكز الصيد في السلطنة، ولهذا شملت الحملة جميع أرجاء الجزيرة.  ولا تقتصر مخاطر معدات وشباك الصيد المهجورة على التنوع البيولوجي البحري فحسب؛ بل تمتد آثارها لتفرض تحديات بيئية واجتماعية واقتصادية على الصعيدين المحلي والعالمي. وعلاوةً على ذلك، تشمل أبرز المخاطر تهديد المواطن الطبيعية للكائنات بشكل عام، ونوعية مخزون الأسماك، وتشابك عددة أنواع من الحيوانات في بقايا معدات وشباك الصيد، مثل الحيتان والدلافين، والسلاحف البحرية المعششة و فقسها، والطيور والكائنات البحرية والبرية الأخرى.

وقال تود ستينر، المدير التفيذي في Turtle Island Restoration Network: "تعد شواطئ مصيرة أحد أهم المواقع لتعشيش وتفريخ السلاحف، فضلاً عن كونها مأوى آمن لمختلف الكائنات البحرية، ولهذا يقع على عاتق الجميع الحفاظ عليها وضمان استدامتها من خلال التخلص السليم للنفايات و الصيد المستدام. كما، وتعد السلطنة موطن لخمسة من أنواع السلاحف السبعة التي تعيش في مختلف أنحاء العالم. وتم تصنيف جميع هذه الأنواع كمهددة بالانقراض بدرجات مختلفة ضمن القائمة الحمراء للإتحاد الدولي لحماية الطبيعة".

ومنذ عام 2017، استطاعت الجمعية أن تنظم خمس حملات تنظيف لشواطئ مصيرة، ونجحت في جمع ما يقرب من 76 كم من معدات وشباك الصيد في مواقع تعشيش وتفريخ السلاحف. وقد حرصت الجمعية على استخدام الطرق اليدوية والمخصصة لإزالة جميع المخلفات والتخلص منها بشكل صحيح. وتجدر الإشارة أن مخلفات ومعدات وشباك الصيد تصل إلى نسبة عُشر من النفايات المتواجدة في محيطات العالم، حيث تقدر بحوالي 800 ألف طن من معدات شباك الصيد المهجورة الموجودة في أعماق المحيطات كل عام.

ومن جانبها، قالت أنطونيا فيغ، منسقة المشاريع في جمعية البيئة العمانية: "انصب الهدف الرئيسي وراء هذه الحملة الناجحة إلى رفع مستوى الوعي حول أهمية الحفاظ على الكائنات البحرية الفريدة على المستويين الإقليمي والمحلي. كما، ونسعى إلى التعريف بالتهديدات التي تتسبَّبها شباك الصيد المهجورة، واعتماد الطريقة الأمثل للتخلص من هذه المخلفات للحفاظ على الحياة البحرية التي تزخر بها مياه جزيرة مصيرة والسلطنة بشكل عام، وتوعية المجتمع عن أهمية استدامة السلاحف البحرية وغيرها من الحيوانات البرية". 

جديرٌ بالذكر أن جمعية البيئة العمانية تواصل تركيزها منذ عام 2008 على صون الكائنات البحرية من خلال مشروعها طويل الأجل لحماية السلاحف البحرية في جزيرة مصيرة. كما تتطلع الجمعية في العام القادم إلى مواصلة جهودها لتعزيز برامجها لحماية وصون موارد البيئة، مع تشجيع المجتمع المحلي للمشاركة في حفظ التراث البيئي الغني للسلطنة للأجيال القادمة. وللمزيد من المعلومات حول التبرع لدعم جهود جمعية البيئة العُمانية أو التعرف على سُبل المساهمة في حماية هذه الكائنات الرائعة، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني eso.org.om.